«الخادمة والسيد» قصة : مالك بلخياطي

سمانيوز/خاص
يحكى أن خادمة عاشت في أحد القصور احتواها صغيرة كبرت ، وترعرعت بين جدرانه، ورغم جمالها الباهت وثقافتها التي تكاد تنعدم إلا أنها تحمل في قلبها نرجسية غير عادية وغرور مفرط..!
في أحد الأيام رأها ابن سيدها ، ولم يكن قد رأها من قبل لأنه كان عائدا من سفر طويل ، أشفق على حالتها الرثة فأراد إنقاذها من براثن الذل والمهانة ، وطلبها للزواج ، كان صادقا في مشاعره ولم يكن شيطان الهوى أوعبدا لرغبته…!
لكنها رفضت باستعلاء قائلة له : وهل الأمر بسيط كما تتوهم ، فأنا كالدرة يطلبني فقط الملوك ، نسبي كريم وعائلتي عريقة ونشأت في عز ودلال وقبل رفض أهلي لك أنا لا أقبلك زوجا وراحت تسترسل في أحلامها النرجسية..!
فاغرا فمه على اتساعه يرمقها بنظرة اشمئزاز لحالتها المقززة ، وقد ارتدت إليه أفكاره، أليس هذه الخادمة التي عاشت في قصرنا تنظفه وترتب أغراضه ، فما صدق ما تقول عن عزها وعراقة أهلها …؟
ثم نهض وأصلح ذات نفسه مغادرا بحسرة تعصر قلبه لا لرفضها له ، بل لحزنه على نرجسيتها الكاذبة التي لبست بها رداء السادة، لكنه لم يكن يعلم أنها قد اعتادت على لمسات الخادم والبواب وحتى زبال القصر ، كان له نصيب من جسدها الذي أراد سيدها تنظيفه.
مفارقة غريبة حقا