آداب و ثقافة

«لربما كاد» شعر : معين الكلدي

سمانيوز/خاص

لا أُحسِن الزَهوَ

إنّي شاعرٌ نَزِق

يهوى انعِتاقاً

ولكن ليسَ يَنعَتِقُ

يَرمي إلى الناسِ

أغلى مُهجَةٍ

عَبثاً

لرُبّما كادَ في أحبابهِ يَثِقُ

يَشتاقُ للحُب

شيئاً ليسَ يَعرِفهُ

كم كانَ يَسمعُ

حتى كادَ يَعتَنِقُ

لولا العُيونُ التي تَستلُّ آخِرهُ مِن قعرهِ ..

لم يَزلْ في الحُبِّ يَختَلِقُ

لولا تَبرعَمَ بالأنفاسِ مِن فَمِها

لم يَحتَطبْ يَبسَ الأضلاعِ

يَحتَرِقُ

ويُحسنُ الرّعيَ في تلات حَسرتهِ

لأنّهُ رَغمَ جَدبِ الدمعِ

يَشتَرِقُ

يَلهو ويَعدو

خِرافُ الهَمِّ تَتبعهُ

حتى الفَراشات

تَعدو ثم تَختَنِقُ !

طِفلٌ تَعلَّمَ أنَّ الطُهرَ يَتَّمهُ

وأنَّ ألعابهُ

أهلٌ

فيأتلِقُ

عُشُّ العَصافيرِ

أزهى مَنزلٍ ويرى

في بيتهِ

كل مَعنىً للمُنى

قلِقُ

يَحتاجُ بَيتاً مِن النَجماتِ

غُرفتهُ ضوءٌ

ليَعكِسَ في الآفاقِ مُنغَلِقُ

يَحتاجُ روحاً تُصلّي فَوقَ غَفلتهِ وتائباً فَوقَ ثَغرِ الغيدِ .. يَنزلِقُ

لأنًّهُ رَغمَ هذا النُسك

يُزهِدهُ موتُ الأحايين

لمّا شاءَ يَنبَثِقُ

لا يُحسِنُ الزَهوَ

إلا أنَّ ماردَهُ

ما زالَ مِن مؤنسآت الشِعرِ يَستَبِقُ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى