«زغاريد باردة» خاطرة : راويـة الشاعر
سمانيوز/خاص
يتغيب عن درس البرد
ينشر الكهوف على جدار الذاكرة يخترع كتابة الجذور وهي تلتف على بعضها كملحمة للعري والارتطام
يزحف كنصل تغدره صخرة محاولته الفذة تعطله عن النسيان
يراها تنسكب أمام ظنه
تلك العصور
تلك البراري المتدحرجة
تلك الرائحة التي تفوح من معطف الغابات
يتغيب مجددا
عن هرولة الصباح
شكه الباكر يلتحف بعناد الكؤوس المدورة
فروته المثقلة تترنح بالعناوين الخالية
غليونه النحيف يتحالف لذبح الدخان على السقوف
لا بطل كهذا الحزن
وهو يتقمص الأساطير كلها
يقود الليل لصبح هالك
يصبغ الخنادق بشجاعة حالكة
يصيح من منارة المعدمين
بصوت أحد من نذير الساحرات
لا بطل كهذا الحزن
وهو يبارز عناد الطبيعة
ويتسلق على نوافذ العمر
يبرهن على كسل انغلاقها وتواريه المعلن
عن شحوب الأشجار الواقفة طوعا
عن الأنهار التي غرقت في وداع أسماكها
عن لحن قصي يجوب بلادا غادرتها الزغاريد
يتغيب مجددا
يُشعل الندم على أصابعه
لعله يلمس يشم.
طريق الخلاص من عصره
الذي لا يخذله التكرار
من أبطاله
الذين يحفظون للعزلة هيبتها
من غار معلق على مقصلة زمن تعرشه النكبات،
من حكايات
ينتصر فيها البرد
في كل طعنة لا تنتهي.