«كيفية القُدرة على التخطي» خاطرة: زُبيدة أحمد الحريري
سمانيوز/خاص
كيف يكون الإنسان حبيس نفسه؟ زنزانة الأفكار مُرهقة، مِما تَجعل الإنسان يكون حبيس نفسه، حبيس أفكاره، لا يدري ما يدور حوله، لا يستطيع التحرير مِن القيود، قيود الماضي التي لا تستطيع التحرر مِنها، زنزانة مُعتمة، يجلس الإنسان وَحيداً، أفكاره مُحبطة.
إن الهُروب من زنزانة الأفكار ليس بِالضرورة خلاصه، مَجنوناً يُهرب من الواقع، بل هو تغيير الإطار العقلي لِتحرر القُدرات، وتوسع الآفاق، تزدحم الأفكار في عُقولنا، والذكريات في قلوبنا، والفرار من الألم يشبه المُستحيل، تَشعر أنك بحاجة إلى الاختباء، إلى الاختفاء أو إلى الهروب، لا تعلم تحديداً لماذا، أو من ماذا تُعاني!!
أنت خائف، بل وحيد، تُعاني وبشكل ما تريد حلاً، أو طريقاً للنجاة.
وتأتي اللَحظة الفارقة عندما تُقرر أن تُنهي كل هذه المُعاناة، لكن قبل أن تفعل، قد تكون بِحاجة إلى اللَحظة التي ندّرك فيها الوجه الآخر للألم، نِتقدم خطوة نحو التخلُص منه! رُبما تتخلص من ضبابية المَفاهيم وتتوقف عن احتقار ذاتك بالاستماع إليها والإنصات لآلامها، وترسُم رحلتك نحو الشِفاء من أي بقايا تسبّبت فيها آلام المَاضي، وتتعلم أساليب الرَحمة بالنفس، فَهُناك للإنسان قدرته العظيمة على التخطي والتخلُص والتجاوز، إلا أنه وحده من يختار الوقوف في مَحطة يحيطها الألم من كل جانب، إننا نعشق جلد الذات ونقع في فَخاخ التعلق طوال الوقت.
نُعاني من آلام ناتجة عن الغضب والقلق، ونستسلم دائماً للأفكار السلبية، فَعليك أن تجيب عن أسئلتي في مُخيلتك لكي تستوعب على ما أنت عليه حالياً، نَبدأ: هل عانيت يوماً من ألم التعلق؟ هل عانيت من التفكير المُفرط دون سبب؟ هل ما زال قلبك موجوعاً لسبب تخفيه في أعماقك؟ هل تُخفي بداخلك شيئاً من جلد الذات؟ هل تُعاني من خيبة الأمل؟ هل تخسر الكثير بسبب العصبية والغضب؟ هل أنت مُرتعب من ألم الفقد؟ هل تُعاني من حِنّية قلبك في وقت القسوة؟ هل تُعاني من القلق والأفكار السلبية؟ هل تحلم بالتعافي وليس التغافل عن ذاتك؟ والتحرر من كل أو بعض ما سبق عليك في قدرة التخطي؟ عندما تجيب عن أسئلتي في مُخيلتك سَتُقرر ذلك بعد محاولات عديدة ستُبهر نفسك شخصياً، سيظهر لك شخصاً آخر قوياً وشُجاعاً ومُحارباً أفكارهٌّ السِلبية، فإن الألم الذي تشعُر به اليوم سيكون نقطة قوتك تشعر بها غداً.
لا بأس وإن أصابَ قلبك الألم، هكذا الحياة، يُعرف المعنى بِضدَّه، ”لن تُمَكَّنوا حتى تُبتَلوا”، فأتمنى أن تطمّن قلبك الحَنون أن سيطيب ألمك وحُزنك وَوجعك، وستتخطى كل الأزمات والفَترات الصَعبة وسيطيب كل مُر بإذن اللّٰه.