آداب و ثقافة

«أتيتكِ أميًا وعدتُ كاتبًا» خاطرة : إيمان الحريبي

سمانيوز/خاص

أتيتكِ أميًا، أبحث بين حروف جهلي عن كل ما لم أتعلمه بعد، قبلكِ عشت في عالمٍ ضيق، يغمرني الخوف من الكلمات التي تعجزني، من الصفحات البيضاء التي تراقصني بلا رحمة، كل ما كان يدور في ذهني حينها هو كيف يمكن لي أن أُعبّر عمّا في قلبي نحوكِ قد كان قلبي يلمحكِ كنسمة هواء تعبر إلى روحٍ متعطشة، ودونما سابق إنذار، أتيتكِ أميًا، لا أعرف من الكتابة إلا بضعة أحرف، تائهًا بين زوايا الحروف، كنتِ النور الذي أضاء دربي المخيف، فتعلمت من عينيكِ كيف أكتب حياة من اللامستحيل، وكيف أستخرج من الجراح أنغامًا تعزف على أوتار القلب.

فعندما كتبتُ لكِ أول جملة “سردت الحديث كتبت الغزل فليس يُضاهي اكتمال القمر”شعرتُ أنني سافرت بعيداً حتى وصلت إليكِ وكتب في أخرها” فإن كان قلبي الرهو سوف يسعدها لها القلب يُسجن في حُكمها الأبدي “كنتُ أكتب لكِ، ولنفسي، وللعالم انبثقت الكلمات كأزهار تنبت دون إنذار في أعماق الذاكرة، وأسكنتني أحلامًا لم أتحلّق حولها إلا بفضلك أتيتكِ أمياً، وعدتُ كاتباً، ليس لأنني اكتسبتُ مهارة، بل لأنني وجدتُ صوتي في صمتكِ ومن بعدكِ ” أُصيب اللسان بداء السكوت وقلبي طريق عقيم الممر” كالشجرة الوارفة نبت في تراب الروح ،وألتفت أغصانكِ حول روحي، تحدّيتي حدودي، ونسجتي من خيوط حبك أبجدية جديدة، فقد أتيتكِ أميًا وعدتُ كاتبًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى