آداب و ثقافة

امرأة على سفح حلم خاطرة/ مريم الشيكلية

سمانيوز/خاص

أشعر أنك كالأمس لن تعود مرة أخرى.
وأشعر أنك هنا في كل الأشياء التي تركتها وذهبت. أكتب لك وأعلم أن العالم كله سوف يقرأ هذه السطور إلا أنت.

أكتب لك حين يصعب علي التصديق أنك غائب، للدرجة التي أعتبر بأن غيابك هذا مجرد مزحة لا أكثر.

هذه أنا عدت إلى أول السطر، امرأة أقف على سفح الحياة وحدي، أرقب انكماش الأشياء المزهرة والنابضة من حولي.

ما بال الحياة في عيني بحداد لونين الأبيض والأسود، وكأن الزمن أعادني إلى العصور القديمة بلا ألوان؟!
ما بال الأشياء حولي تحدث ضجيجاً في داخلي وقلمي، وهذا الهدوء الحذر الذي يخيم في حدقاتي وصوتي؟!

ربما حان الوقت لأترك لعبة طفولتي وأكبر، وأن ألتقط عمري الذي تدحرج ككرة ثلج على أرصفة الحياة.
أو ربما علي أن أستفيق من أسرة الأحلام التي تسلقت وسادتي يوماً، وتكاثرت في رحم مخيلتي تلك الأحلام الوردية، التي تتلاشى كغيمة بيضاء في سماء عقيمة بلا مطر، أو كسراب ماء في بساتين زهر.

أعرف الآن أن علي أن أمد يدي لواقع ينتظرني على الجانب الآخر من الحلم، وأن علي أن أنتشل نفسي من نفسي المتعبة والمعتمة.
وأن علي أن أفرغ حقيبة سفري الطويل في إحدى الشرفات التي تطل على ضوء شمس وحقيقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى