سمانيوز/خاص
تتوالى الأيام على عاتقي جسراً
وعلى ذنبك ما كنت يوماً رقيباً
تستأنس بعذاب قد غرسته قريباً
مكانه النياط الرقيقة والشرايين
تتأوّه بعدي تقرع أسنانك وتبيد
عجلت أرى حالك ولا أنتظر ترحيباً
أتلومني على ما صنعت الأنامل
فلا أنا ذاك طاهر الثوب
ولا أنت بقوي الظهر يا هذا
ظننت أنك على العرش استويت
وإن كنت طويل الذيل فسِيءَ ظنك
طويل النجاد…
وما كنت يوماً بطويل الباع
فالخِلُّ لَبيضة الديك أن تكون أنت
هو من استطاع إليه سبيلاً ومستطاع
حسبت نفسك ذاك الخل الصدوق
تالله ما أنت إلا خُلَّة نازلة على القلب
وبالأسنان يذوب حمضها على اللسان
يخدعك ظاهرها الحلو عند المذاق
إذ بها مرّ يسكن العصارة الصفراء
تفقع بنات البطون فتنزل بنت العين
على الوجنتين تلملم سقيماً زار البدن
فما كنت يوماً خليلاً بل أنت السقيم
حين يزور أثقل الكاهل وما انتصب
أتخطّ حبرك بسجلّ مرقوم
أم على ورق من شجر
لا والله ما خطّ حبرك إلا سجّين
لو ترى باتساع ذنوبك كم ضاق
فلا ترقب أعمالك خشية أن تزورك
كفاك، تشدّ ساعدك فأنت مرتقب
لا تضع العصا عن عاتقك وارتحل
فلا مرحّب بك ولا بقلبي قد نزلت
وصدق قائل: علمته الرماية
ولما اشتد ساعده رماني.
