آداب و ثقافة
من أجمل عطايا الرب أن تكون معلما
*من أجمل عطايا الرب أن تكون معلم
كم سيكون لك من الأبناء؟
٣٠ مثلاً؟
تستطيع أن تربي مئاتٍ من الأبناء كلهم يدعون لك و تجده في ميزان حسناتك..
يكفي المعلمين شرفاً أنهم يقومون بوظيفة الأنبياء والرسل فينشرون العلم ويحذرون من الشر ويحيون القلوب.
لو احتسب المعلم كل ما يبذله من جهد ووقتٍ في التعليم – حتى إبتسامته لطلابه و تصحيحه لواجباتهم – لشعر بلذة العطاء.
مازلنا نتذكر معلمينا الفضلاء ونخصهم بدعوة إذا مرت ذكراهم، وغداً سيذكرك جيلٌ تتلمذ على يديك وسيدعو لك إن أحسنت.
لا نختلف على أن مهنة التعليم من المهن الشاقة التي تحتاج الصبر والحلم والرفق، وهي بلا شك من أرفع المهن و أعظمها أجراً..
أخلص عملك لتنال به جزيل الثواب، لا تنتظر ثناء مشرفٍ أو تقدير مديرٍ أو تبجيل طالب.
فأنت لا تبتغي إلا رضا الله وحده.
كلما أتقنت عملك كلما كنت إلى الإحسان أقرب، طبّق إستراتيجيات حديثة، جدد أسلوبك، أستخدم الوسائل التعليمية ما استطعت.
قد لا ترى أثر توجيهاتك اليوم على طلابك، لكن بذرة الخير التي أودعتها قلوبهم موجودة، غداً تنمو و تزهر.
تخيل دائماً أن الطالب الذي بين يديك هو ابنك، كيف تتمنى أن يعامله معلمه؟ وكيف تودّ أن يقابل أخطاءه؟
&زمن بالفتن يموج، و انفتاح وتقنية وضعف مربين، كن أنت المنقذ بأمر الله لأبناء المسلمين وارم لهم طوق النجاة.
*معلم يجلس أمامه عشرات الطلاب يومياً لسنوات، ويتخرجون من عنده لم يقل لهم نصيحة خارج مقرره، معلم مفلس محروم!
قد تعجز عن إصلاح أبنائك، فاجتهد في إصلاح أبناء المسلمين لعل الله يقيّض لأبنائك من يصلحهم.
كم طالب يعيش في بيئة تقود للإنحراف، هيّأ الله له معلماً نبيلاً يرشده إلى ما ينفعه فكان له منقذاً وهادياً وأباً .
أيها المعلم الفطن:
أنفع الناس لك من مكّنك من نفسه لتزرع فيه خيراً.
والله قد ينفعك من طلابك من لا تتوقعه.
أعلم أن العطاء في ظل أعباء التعليم ليس سهلاً، لكن المؤمن يؤجر على صبره على المشقة في نشر الخير. وهذا الدرب يستحق التضحيات..
حصص الاحتياط عبء ثقيل على معلم بلا هدف، و هي ميدان خصب لمعلم يحمل الهمّ و يربّي و يحتسب..
فأيهما أنت؟
لا يكفي لتكون مدارسنا ناجحة، و معلمونا فضلاء أن يتخرج منها أبناؤنا بورقة فيها أرقام تؤهلهم للإنتقال إلى المرحلة التالية فقط.
معلمونا الأجلاء:
من لشباب تحيط بهم الفتن و تعصف بهم العولمة والمولعة وقد أهملت الأسرة وضعف دور المجتمع في احتوائهم؟!
التعليم الحقيقي الذي يغذي الإيمان ويحمي من الإنحراف و يهذّب السلوك هو إستثمار مربح مع الله، والتجارة مع الله مضمونة ولن تبور!
اربط مقررك بواقع الحياة، جدد في الواجبات المنزلية، استخدم الوسائل التعليمية، نريد تعليماً جذاباً.
أعدوا هذا الجيل ليثبت في الفتن، بل ليحمل مشاعل الخير و النور لأجيال قد لا أدركها أنا وأنتم .
غداً سيعود كل معلم إلى بيته بعد التقاعد، وسيقف مع نفسه وقفة محاسبة هي الأعمق والأصدق في حياته، ماذا قدمت لأبناء المسلمين؟
طوّر نفسك بحضور البرامج التدريبية و الإطلاع على التعاميم والإستفادة من توجيهات المدير والمشرف وتبادل الخبرات مع زملائك.
احفظ أعراض طلابك فهم ليسوا فاكهة للمعلمين في غرفهم و أثناء احتساء قهوتهم!
عندما نوصيك بالحلم والرفق والصبر على طلابك فنحن لا نلغي جانب الحزم الأبوي في ضبط الطلاب.. لكنه حزم نابع من منطلق حبك لهم .
حولك مثبطون، وكسالى قاعدون فلا تنضم إلى من أقعدهم الله عن فعل الخير وإدراك الأجور.
استثمر عمرك وعلمك في بناء عدة هذه الأمة وفخرها، ليكن الطالب الذي بين يديك هو مشروعك لهذه الأمة.
قد تغيب أهدافك مع زحمة الأعباء و روتين الدوام ، فذكر نفسك بها بين حين و آخر ، لتشحن نفسك بالمزيد من الإيجابية.
عملك أسمى من أن يقدّر بمال ، أو أن تكافؤه خطابات تقدير ، عملك احتسبه عند العليم الخبير..وغداً تحمد العاقبة.
من يبذل و يتعب سينسى غداً تعبه ويرى الأثر ، ومن آثر الراحة لن يجد خلفه أثراً و لن يسمع له ذكراً.
لا ندري أي أعمالنا تقبل ، و أيها يدخلنا الجنة، فلا تحتقر جهداً مع طلابك فربما به تكون نجاتك .
سنرحل و طلابنا أيضاً راحلون ، فاجتهد أن تحفر جميل الأثر في نفوسهم ..
قد ينسى طلابك تفاصيل منهجك ، وقد يطوي النسيان بعض ملامحك ، لكنهم لن ينسوا مواقفك .
فكن القدوة في زمن ندرة القدوات .
من يمنعك من استمرار أجورك حتى بعد موتك بتعليمك لطلابك ما ينفعهم في دينهم ؟! قد يهدونك الثواب و أنت رفات في قبرك!
كل معلمٍ هو مربي داعٍ إلى الله مهما كان تخصصه فالدعوة إلى الخير ليست حكراً على معلمي الدراسات الإسلامية وحدهم.
بل كل وظيفة دعوة خير وقس هذا على ذاك
دمتم شمعة تضيء دروب الظلام بالخير والحب والإيمان.