آراء جنوبية
إلى من يقتلوننا :
اضطررت لأكتب إليكم هذه الرسالة , لعل وعسى أن يصحا ضمير ميت في صدوركم, أو أن تحيى بذرة خير مدفونة في قلوبكم السوداء فتحييها مرة أخرى وتعيدها إلى فطرتها السليمة , ورغم أن الأمل ضعيف لكن ساكتب إليكم :
لماذا تقتلونا وتفجرون أنفسكم , هل هو لدنيا تريدونها فقد خسرتموها ، أم هو لأخره ترجونها ، فليس هذه طريق يسلكه من يريدها الآخرة ، أم انتقاما، أمِن كل هؤلاء تنتقمون ، فماذا كان خطأهم وما هو جرمهم , أم أنكم مدفوعين فما عساه يعطيكم من يأمركم مقابل دخولكم النار وتيتم أبنائكم وحرق قلوب آبائكم وأمهاتكم ,
فان كان كل هذا لا يهمكم فلنتطرق إلى الشق الأهم والذي كتبت من أجله رسالتي .
ما هو ذنب هولا المساكين الذين تقتلونهم , هل تأملت حالة بنت الجندي الذي طلبت منه ابنته أن يحضر لها شنطة مدرسية ، أم هل تأملت حالة الزوجة التي سجلت طلبات بيتها ووضعتها في جيبه , ليجدوا هذه الورقة ملطخة بالدماء , ورقة لم يكتب عليها إلا طلبات المنتظرينها لشهور وطلبات لم تكون سوى عباءة تحتشم بها العفيفة , وبعض من الطعام يسد به رمق أطفال جياع , لم تطلب الحشيش ولم تطلب الخمر ولا المحرمات , كل طلباتها عباءة ودقيق وزيت ، أهكذا تقتلون كل شيء في هذه الأسرة ، لماذا ؟ ومن أجل من ؟
تأملوا حال كثير من الأمهات التي فقدن أبنائهن والزوجات اللاتي فقدن أزواجهن والأبناء والبنات من لهم بعد أن قتلتم آبائهم .
تفكروا هل ما تقومون به قربة إلى الله أم إلى الشيطان , هل قتل المسلمين عمل يدخل الجنة أم يسحل إلى النار ؟ ، فلا ترضوا أن يستخدمكم أعداء الملة والدين في مآرب لهم دنيوية خاصة , الخاسر الأول فيها هو أنتم لأنكم تخسرون الدنيا والآخرة ، والمستفيد الوحيد هو من يدفعكم لمثل هذا الإجرام .
أسال الله أن يكشف أمركم ، ويرينا ذلكم ، ويكفينا شركم ، ونسال الله أن يهدي من كان في قلبه منكم ذرة خير وكتبه الله في علمه أنه من أهل الخير .
مواطن فقد الأمل في قيادته , وباقي رجائي بربي أن يقلب حالنا الى خير , كما يقلب الليل والنهار , اللهم آمين .
رسالة تبين عجزنا ويأس من واقعنا ، حتى أضطررنا لنخاطب من يقتلنا ، فهل ستثير هذه الرسالة حفيظة نفوس المخلصين من ابناء وطني ، فتحرك فيهم دماء الغيره على أوطانهم وأهاليهم ،
أسال الله الكريم أن يغيثنا بنصره عاجل غير آجل .