أخبار دولية

في ثاني أيام القمة.. مجموعة السبع تسعى للتصدي للصين وتدارك الأوبئة.

سمانيوز / متابعات
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والأميركي جو بايدن يتحدثان قبل اجتماع ثنائي خلال قمة مجموعة السبع – 12 يونيو 2021 م

خصص قادة الدول السبع الكبرى اليوم الثاني من قمتهم، السبت، للتصدي للصين، ووضع خطة عالمية لتطوير البنى التحتية في الدول الفقيرة، بعدما تعهدوا بتسخير وسائل كبرى لمكافحة الأوبئة في المستقبل.
الرئيس الأميركي، جو بايدن حرص على حشد حلفائه لمواجهة التحديات التي تمثلها الصين وروسيا خلال هذا الاجتماع الذي ضم رؤساء دول وحكومات ألمانيا وفرنسا وإيطاليا والمملكة المتحدة وكندا واليابان، ويُعقد في “كاربيس باي” جنوب غرب إنجلترا حتى الأحد، حسب تقرير لـ”فرنس برس”.

“المسرح الدولي”

خلال الاجتماع الأول بين الرئيس الفرنسي ونظيره الأميركي على هامش القمة، رد بايدن على أسئلة الصحافيين: “هل عادت الولايات المتحدة إلى المسرح الدولي؟”، وقال وهو يرتدي نظارة شمسية “اسألوه”، قبل أن يقول إيمانويل ماكرون “بالتأكيد”.
وأظهر قادة الدول السبع الذين انضم إليهم نظراؤهم من كوريا الجنوبية، وجنوب إفريقيا وأستراليا، والهند عبر الإنترنت، تفاهماً رغم تبادل الاتهامات بين الأوروبيين وبريطانيا حول بريكست.

خطة عالمية للبنى التحتية

وأقرت مجموعة السبع بهذا الصدد خطة عالمية واسعة النطاق من البنى التحتية للدول الفقيرة والناشئة طرحها جو بايدن لتكون منافسة لخطة “طرق الحرير الجديدة” الصينية سواء في أميركا اللاتينية أو إفريقيا أو آسيا.
وتسعى خطة “إعادة بناء العالم بشكل أفضل”، لمساعدة هذه الدول في النهوض بعد جائحة كورونا، بالتركيز على المناخ والصحة والقطاع الرقمي ومكافحة التباين الاجتماعي.
المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، قالت أمام الصحافيين: “نحن نعلم أن هناك حاجة ماسة للبنية التحتية في إفريقيا (…)، لا يمكننا أن نكتفي بالقول إن الصين ستتكفل بها”.
وأضافت: “لقد قدمنا الآن خارطة الطريق هذه. إنها سابقة بالنسبة لمجموعة السبع، إنها طريقة براغماتية جداً للتفكير بشكل مشترك فيمن يمكنه تقديم ماذا وأين”.
وترى الإدارة الأميركية أنه من الممكن تخصيص مئات مليارات الدولارات للخطة، ولا سيما بفضل القطاع الخاص.
كما أكد البيت الأبيض التزام مجموعة السبع بوقف دعم محطات توليد الكهرباء المعتمدة على الكربون بنهاية عام 2021، وفق ما تعهد وزراء البيئة في مايو الماضي.

اتفاقية باريس

وأشارت واشنطن إلى أن قادة مجموعة السبع، قرروا للمرة الأولى “ردم الهوة” بين أهدافهم المناخية قصيرة وطويلة الأجل من أجل احترام اتفاقية باريس بشأن الاحتباس الحراري.
وفي الشق الدبلوماسي، رحبت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين في تغريدة لها على تويتر، بعودة “التضامن”، و”التعاون” إلى مجموعة السبع.
وأكدت ضرورة وجود تحالف لمواجهة روسيا والتحديات الأمنية التي تفرضها على أوروبا، معربة عن قلق القوى العظمى بشأن بيلاروسيا، حيث يتم قمع معارضي الرئيس ألكسندر لوكاشنكو بقسوة.

التصدي لجائحة جديدة

في وقت سابق السبت، قدم القادة خطة لمكافحة الأوبئة في المستقبل، وهو اقتراح رحبت به لندن باعتباره “لحظة تاريخية”.
وتنص الوثيقة على سلسلة تعهدات لمنع تفشي جائحة جديدة، من ضمنها خفض المهلة لتطوير اللقاحات والعلاجات والتشخيص، على أمل أن يكون العالم جاهزاً في أقل من 100 يوم لمواجهة مرض طارئ.
أما الشق الثاني من النص فيتناول تعزيز الرقابة الصحية، وتنفيذ إصلاح لمنظمة الصحية العالمية بغية تعزيزها، وهو هدف يصعب تحقيقه بدون مشاركة الصين، التي تعتبر مجموعة السبع “زمرة” شكلتها واشنطن.
ولا يبتّ الإعلان في مسألة شائكة تتعلق برفع براءات الاختراع عن اللقاحات بهدف تسريع إنتاجها، وهو أمر تؤيده الولايات المتحدة وفرنسا في حين تعارضه ألمانيا.

التزامات ما بعد بريكست

كما توفر هذه القمة الأولى المنعقدة حضورياً منذ نحو عامين، فرصة لتحقيق تقدم بين مختلف الدول في المواضيع الثنائية الخلافية، وفي طليعتها التوتر الناجم عن ترتيبات ما بعد بريكست المتعلقة بإيرلندا الشمالية.
وعقد رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون الذي يشارك في أول قمة له منذ خروج بلاده من الاتحاد الأوروبي في الأول من يناير، لقاءات ثنائية متتالية منذ الصباح جمعته مع ماكرون، وميركل، ورئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فو دير لاين، الذين طالبوه جميعهم باحترام التزاماته.
ورد جونسون داعياً الأوروبيين إلى إبداء “براغماتية ومرونة”، حيال الصعوبات الناجمة عن التدابير الجمركية الجديدة، قبل أن يحذر من أن بلاده “لن تتردد” في تجاوز بنود اتفاق بريكست المتعلقة بأيرلندا الشمالية، إذا لم يبد الأوروبيون مرونة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى