أخبار دولية

أوكرانيا وأوروبا.. ارتعاد فرائص من «سلام مفروض»

سمانيوز/متابعات

تفاعل ملف الحرب الروسية – الأوكرانية بين الميدان والسياسة، في ظل ما يشهده من تطورات متسارعة، غذتها المهاتفة بين الرئيسين الأمريكي، دونالد ترامب، والروسي فلاديمير بوتين، وما حقنته من تأثير بالغ في شرايين المشهد، وفيما تعالت الأصوات الأوكرانية – الأوروبية من مغبة فرض سلام لا يستصحب المصالح، ويطمئن المخاوف، لم تغب التطورات الميدانية عن الصورة عبر تقدم روسي في دونيتسك، وتدمير متبادل للمسيرات في سماء مقاطعات البلدين.

وحذر الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، مما أسماها استعدادات عسكرية روسية لمزيد من المواجهات المحتملة، مضيفاً أن الوقت قد حان لتشكيل قوات مسلحة أوروبية. وحض زيلينسكي أوروبا على التحرك من أجل مصلحتها.

وقال زيلينسكي أمام مؤتمر ميونيخ الدولي للأمن، إن أوكرانيا لديها معلومات استخباراتية تفيد بأن القيادة في موسكو تعتزم نقل جنود إلى حليفتها بيلاروس هذا الصيف، مشيراً إلى مواصلة تسليح القوات الروسية، وتجنيد جنود إضافيين.

وقال زيلينسكي، إن كييف لن تقبل أبداً أي اتفاقيات سلام، يجري التوصل إليها دون علمها أو مشاركتها، مضيفاً: «لا قرارات بشأن أوكرانيا من دون أوكرانيا، ولا قرارات بشأن أوروبا من دون أوروبا.. يجب أن يكون لأوروبا مقعد على الطاولة، لا يمكننا أن نوافق على وقف إطلاق النار دون ضمانات أمنية حقيقية، ودون ضغوط على روسيا، ودون نظام لإبقاء روسيا تحت السيطرة».

واعتبر أن الضمانات الأمنية يجب أن تشمل عقوبات قوية على روسيا، وتعزيز جيش أوكرانيا، مؤكداً أن كييف منفتحة على مقترحات نشر قوات أوروبية تعمل كقوة حفظ سلام على الأرض، لكنه لا يزال بحاجة إلى مناقشة التفاصيل مع نظرائه في القارة. وقال زيلينسكي، إن واشنطن على ما يبدو تعد الأجواء للحوار بين ترامب وبوتين، لافتاً إلى أنه سيكون أمراً خطيراً إذا التقى دونالد ترامب بنظيره الروسي فلاديمير بوتين قبل اجتماعه معه.

ولفت زيلينسكي إلى أن فرص أوكرانيا في النجاة من الهجوم الروسي دون دعم الولايات المتحدة ضئيلة. في السياق أكد نائب الرئيس الأمريكي، جاي دي فانس، أن واشنطن تريد تأمين سلام دائم في أوكرانيا، مضيفاً: «نريد أن نحقق سلاماً دائماً ومتيناً، وليس سلاماً يدخل أوروبا الشرقية في نزاع بعد عامين فقط».

ضمان سيادة

بدوره، قال المستشار الألماني، أولاف شولتس، إن الحرب بين أوكرانيا وروسيا لن تنتهي بتحقيق السلام إلا بضمان السيادة الأوكرانية، وقال شولتس: «لن يكون هناك سلام إلا بضمان سيادة أوكرانيا، وبالتالي فإن سلاماً مفروضاً لن ينال دعمنا إطلاقاً، كما لن نقبل أي حل يؤدي إلى فصل الأمن الأوروبي والأمريكي.. شخص واحد فقط سيستفيد من هذا: الرئيس بوتين، نحن الأوروبيون سنمثل هذه المصالح بثقة وتكاتف في المفاوضات المقبلة.

واعتبر شولتس أنه لضمان عدم قيام روسيا بشن هجوم مجدداً في حال تم التوصل إلى سلام فإن داعمي كييف أولاً وقبل كل شيء بحاجة إلى تعزيز القوات المسلحة الأوكرانية في المستقبل.

إلى ذلك قال وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، إن بلاده تعتقد أن جميع الأطراف المعنية بالصراع بين روسيا وأوكرانيا يجب أن تشارك في محادثات السلام، مشدداً على دور أوروبا في المحادثات. وأضاف وانغ في حديثه في مؤتمر ميونيخ للأمن: «نأمل أن تشارك جميع أطراف الصراع والمعنيون به بشكل مباشر في محادثات السلام في الوقت المناسب».

سيطرة

ميدانياً أعلن الجيش الروسي، أمس، السيطرة على قرية في مدينة دونيتسك بشرق أوكرانيا، على مقربة من طريق يربط بين بلدات رئيسية، وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان، إن قواتها استولت على قرية بيريزيفكا الواقعة قرب طريق يربط مركز التعدين المهم في بوكروفسك ببلدة رئيسية أخرى هي كوستيانتينيفكا، كما دمرت أنظمة الدفاع الجوي الروسية واعترضت 40 طائرة أوكرانية مسيرة خلال الليل، توزعت على 4 مقاطعات.

ونقلت وكالة سبوتنيك الروسية عن وزارة الدفاع قولها في بيان: «17 طائرة أوكرانية مسيرة تم تدميرها خلال الليل، فوق مقاطعة فولجوجراد، و12 طائرة مسيرة فوق مقاطعة كالوجا، وتسع أخريات فوق مقاطعة روستوف، واثنتان فوق مقاطعة ساراتوف».

في المقابل قالت القوات الجوية الأوكرانية، أمس، إن الدفاعات الجوية دمرت 33 من أصل 70 طائرة مسيرة، أطلقتها روسيا خلال أحدث غارة ليلية. وأضافت أن 37 طائرة مسيرة أخرى فُقدت دون أن تصيب أهدافها، في إشارة عادة إلى التشويش عليها إلكترونياً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى