انتهاكات العدو الصهيوني ضد الطفولة في فلسطين.. انهيار إنساني وأخلاقي وجرائم لم يشهد التاريخ مثيلا لها

سمانيوز / تقرير
قالت اليونيسيف إن الهجمات على قطاع غزة تهدد حياة ملايين الأطفال وتعطل خدماتهم الصحية، كما تحدثت تقارير صحفية أن قرابة 5 آلاف طفل و 4 آلاف امرأة قد استشهدوا في الحرب المدمرة التي يشنها الكيان الصهيوني ضد أهالي قطاع غزة بالإضافة إلى آلاف الشهداء والجرحى من العزل المسالمين الذين أزهقت آلة الحرب الصهيونية أرواحهم البريئة في القطاع خلال شهر أكتوبر ومنتصف نوفمبر 2023م.
من جانبها أعلنت وزير الصحة الفلسطينية مي الكيلة أن 39 طفلا في العناية المركزة بمشفى الشفاء في غزة مهددون بالموت بسبب انقطاع التيار الكهربائي.
وخلال موتمر صحفي من رام الله قالت الوزير مي الكيلة أن 39 طفلا “مهددون بالموت في أي لحظة بسبب انقطاع الكهرباء مع نقص الأكسجين والأدوية.
واوضحت الوزير الفلسطينية أن الموت المحتم مصير المرضى بمشافي غزة، محملة إسرائيل والمجمتع الدولي المسؤولية.
وكشفت أن 20 من أصل 30 مستشفى في غزة توقفت بصورة كاملة عن العمل،
وطالبت الوزيرة بضرورة فتح ممرات آمنة لخروج الجرحى للعلاج خارج قطاع غزة، ودخول الفرق الطبية المتطوعة، والسماح بإدخال الوقود لتشغيل مولدات الكهرباء في المستشفيات بشكل فوري، وإدخال المواد والمستلزمات الطبية والأدوية ، ولكن تصريحات الوزيرة مي لم تجد لها آذان صاغية حيث الضمير الإنساني يعاني انهيارا.
وقال خبراء عسكريين إن مخطط الإبادة الجماعية والتهجير القسري ضد أهالي القطاع لايزال مستمرًا حتى اللحظة وإن الكيان الصهيوني استخدم أسلحة وقنابل فسفورية محرمة دوليًا ، وانتهج سياسة الأرض المحروقة حتى لايبقى مكانًا آمنًا بالقطاع ليضغط على السكان ويجبرهم على الرحيل، حيث استهدف الكيان الإسرائيلي كل شيء حتى المستشفيات والمدارس ومخيمات النازحين استهدفها واستهدف سيارات الإسعاف والطواقم الطبية المحمية بموجب القانون الدولي ،
في المقابل لم يتحرك الضمير الإنساني بالدول الراعية لحقوق الإنسان وللقانون الدولي التي سنته وتعهدت بالدفاع عنه خصوصًا أمريكا وبريطانيا ، بل شجعت المعتدي الصهيوني ودعمتاه سياسيًا وعسكريًا على التمادي في انتهاك قانونهم الدولي وعلى الإفراط في استخدام القوة حتى حول قطاع غزة إلى كومة من الأشلاء وبحور من الدماء.
تعطيل الحياة وإغلاق سُبل العيش لتهجير السكان :
وبحسب مراقبين عمد الاحتلال الإسرائيلي إلى تعطيل الحياة بشكل كلي وأغلق سبيل العيش وجعل القطاع غير آمن ، وأنه مصمم على تهجير السكان ، حيث استهدف كل شيء يتحرك بما في ذلك الطواقم الطبية ملائكة الرحمة قتلها ،
وكانت وزارة الصحة في قطاع غزة قد أعلنت في وقت سابق عن حصيلة شهداء الكادر الطبي والخسائر المادية في المؤسسات الصحية في القطاع منذ بدء الحرب على غزة في السابع من أكتوبر الماضي.
وذكرت الوزارة في بيان لها أن 198 شخصا من الكادر الصحي استشهدوا وتم تدمير 53 سيارة إسعاف، واستهداف 135 مؤسسة صحية وإخراج 21 مستشفى و47 مركزا صحيا للرعاية الأولية عن الخدمة.
من جهتها، أعلنت منظمة الصحة العالمية عن تسجيل أكثر من 250 هجوما على المستشفيات والعيادات والمرضى وسيارات الإسعاف في غزة منذ السابع من أكتوبر.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، خلال اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي، إن الأسبوع الماضي شهد هجمات إسرائيلية على 5 مستشفيات في يوم واحد في غزة، تم إيقاف عمل 4 مستشفيات تضم حوالي 430 سريرا.
وأضاف أن نصف مستشفيات قطاع غزة البالغ عددها 36 مستشفى، وثلثي مراكز الرعاية الصحية الأولية لا تعمل وأن المرافق التي تعمل تعمل بشكل يفوق طاقتها.
حرمان من العلاج والرعاية الطبية :
وأفادت مصادر طبية فلسطينية بأن كافة الخدمات في أغلب مستشفيات قطاع غزة توقفت عن العمل جراء نفاذ الوقود.
كما شهد محيط بعض المستشفيات قصفا ومعارك عنيفة وباتت غير آمنة وأن مئات المرضى والأمهات الحوامل والأطفال الخدج ، وكذا الجرحى في أغلب المستشفيات سيحرمون من الرعاية الصحية بكافة أشكالها،
إضافة إلى أن المرضى في غرفة العناية المكثفة، والأطفال في الحاضنات معرضون لفقدان حياتهم بسبب عدم توفر الاكسجين والوقود اللازم لعمل المولدات في مستشفيات القطاع.
من جهتها وصفت منظمة أطباء بلا حدود الوضع الصحي في القطاع بالكارثي.
في ذات السياق كشفت مصادر طبية أن بعض المرضى ببعض المستشفيات شبه محاصرين ولايقوون على الحركة ولايتحصلون على الدواء والرعاية الطبية اللازمة وأن بعضهم يمرون في حالة حرجة للغاية فلاهم قادرين على الحركة ولا الطواقم الطبية قادرة على الوصول إليهم نتيجة الاستهداف المباشر، بالإضافة إلى عدم توفر الإمكانيات اللازمة لضمان الإخلاء الآمن للمرضى، تحديدا المتواجدين في غرف العناية المكثفة والرضع في الحضانات، كما أن إخلاءهم يعني فقدان حياتهم.
ختامًا .. لقد استنفذ العدو الصهيوني كامل رصيده الأخلاقي والإنساني وفي المقابل استنفذ أخوة العروبة والدم رصيدهم الأخوي ، وبات وجودهم مثل عدمه وصار لزاما على الشعب الفلسطيني توحيد الصف والكلمة ، والتضرع إلى الله سبحانه وتعالى وهو نعم المولى ونعم النصير.