أخبار عربيةالسلايدر الرئيسيتقارير

تصنيف «المليشيات الحوثية» جماعة إرهابية .. «أمريكا والحوثي» سياسة العصا والجزرة، إلى متى ..؟

سمانيوز / تقرير

استغلت شعاراته وحماقته وجاءت لتعلمه قواعد اللعبة.

فأمريكا تريد الحوثي وأيضًا لاتريده. وفي الصدد قال مختصون إن الولايات المتحدة الأمريكية (تريد) الحوثي مجرد فزاعة تهدد بها الأشقاء في المملكة العربية السعودية والإمارات والدليل على ذلك أنها لم تحرك ساكنًا عندما ضرب الحوثي منشآت النفط التابعة لشركة أرامكو والمطارات والموانئ في السعودية رغم أن الأخيرة كانت ولاتزال حليفا قويا للأمريكان .. (ولاتريده) يهدد مصالحها، فعندما أحس الأمريكان أن مصالحهم ومصالح إسرائيل معرضة للخطر سارعوا بتحريك المدمرات والبوارج والغواصات الحربية النووية والتقليدية إلى منطقة البحر الأحمر ومضيق باب المندب.

وبحسب مختصين بعث الأمريكان رسالة ودية تحذيرية للحوثي مفادها توقف عن إيذاء المصالح الأمريكية والغربية وعد إلى نشاطك المسلح السابق ضد السعودية وسنغض عنك الطرف ، وإلا فأننا سندرجك ضمن قائمة التنظيمات الإرهابية وأعطوه مهلة شهر للتفكير ولتغيير سلوكه.

عصا وجزرة :

تمارس الولايات المتحدة الأمريكية سياسة العصا بدون أي جزرة ضد التنظيمات الإرهابية القاعدة وداعش فيما تمارس سياسة العصا والجزرة والتعاطي مع التنظيمات الإرهابية الشيعية المتطرفة تحديداً محور المقاومة مع أن أفعالها تخطت أفعال داعش والقاعدة حيث الحوثي يمتلك صواريخ بالستية دقيقة استخدمها لاستهداف سفن تجارية مسالمة ، ولايزال يهدد الملاحة الدولية ويوشك على إيقاف حركتها. أفعال عدائية شنيعة تخطت أفعال داعش والقاعدة اللذين لايمتلكان ربع ترسانة جماعة الحوثي الإرهابية. وحذّر مراقبون من احتمال عودة الحوثي لضرب المنشآت والموانئ السعودية وتعطيل مشاريعها الاستثمارية الواعدة في نيوم وجدة وغيرها في ظل التهادن الأمريكي.

وحذرت دراسة حديثة من تحول منطقة البحر الأحمر إلى فوضى بعد امتلاك المليشيات الحوثية للصواريخ المضادة للسفن التي زودتها بها إيران مؤخرا.

وقالت الدراسة التي أعدها جوزيف تريفيثيك إن الحوثيين في اليمن هم أول من استخدم الصواريخ الباليستية المضادة للسفن ولديهم مجموعة متنوعة منها.

ولا تزال التفاصيل المتعلقة بترسانة الحوثيين الصاروخية المضادة للسفن غامضة، لكن المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS) قام مؤخراً بوضع دليل مفيد عن هذه الأسلحة ونشر لأول مرة تقريره عن ترسانة الصواريخ الحوثية المضادة للسفن الأسبوع قبل الماضي ، تم تقديم تفاصيل حول ستة صواريخ باليستية مضادة للسفن وستة صواريخ كروز أخرى مضادة للسفن حصلت عليها المليشيات الحوثية اليمنية المدعومة من إيران منذ عام 2014.

وحذرت الدراسة من القدرات الحوثية المتنامية نتيجة للدعم الإيراني المستمر الذي قد يعرض الممرات الدولية للخطر.

تساؤلات :

في ذات السياق رصدت سمانيوز تساؤلات ومداخلات لعدد من المحللين العرب والأجانب ادلوا بها لبعض القنوات العربية حول تصنيف مليشيات الحوثي جماعة إرهابية. وتساءل عدد منهم هل أصبحت الأزمة اليمنية مادة دسمة يتسابق على طبقها المتنافسون تزامنًا مع حلول الانتخابات الأمريكية؟

هل باتت جماعة الحوثي ورقة رابحة يتلاعب بها المرشحون إلى البيت الأبيض؟

وهل لتصنيف مليشيات الحوثي جماعة إرهابية ملحقات وخطوات عقابية ملموسة أخرى تنعكس إيجاباً على الشعب اليمني وعلى الإقليم وعلى حركة الملاحة الدولية وعلى أمن واستقرار المنطقة التي شهدت توترا غير مسبوق. أم أن الحاصل مجرد تسويق إعلامي ودعاية انتخابية ، ولكسب تأييد المملكة العربية السعودية التي شهدت علاقتها تصدعا مؤخراً مع الأمريكان (الديمقراطيين).

وبحسب مختصين يتعين على أميركا إن كانت صادقة عقب تصنيفها لمليشيات الحوثي جماعة إرهابية، السيطرة على ميناء الحديدة اليمني ودحر المليشيات من جميع المواقع المطلة على البحرين الأحمر والعربي لتحييد خطورتها ، وتثبيت الأمن والاستقرار وضمان تأمين عبور السفن التجارية وغير التجارية الإقليمية والدولية بالمنطقة وإلا فإنه يظل مجرد حبر على ورق.

فيما يرى آخرون أن تصنيف جماعة الحوثي (إرهابية) سيعمل على نسف وتقويض جهود السلام التي جرت في الرياض ومسقط تحت رعاية أممية على مدار الشهور الماضية وتصفير العداد والعودة إلى نقطة الصفر وإبقاء البلد تحت البند السابع إلى ما لانهاية خصوصًا عقب التقارب السعودي الإيراني الذي لاتحبذه ولاتؤيده أمريكا التي يراها مراقبون تسعى لصناعة عدو أو فزاعة دائمة تهدد أمن واستقرار السعودية والخليج العربي عامة ووجدت ضالتها في جماعة الحوثي وذلك لإبقاء دول المنطقة آنفة الذكر في حاجة مستمرة لأمريكا.

السعودية تتقارب مع الحوثي وتخسر الحليف الجنوبي الوفي :

في سياق ليس ببعيد يرى مراقبون أن السعودية تحاول التقرب من الحوثي عدوها الأزلي الذي لا ولن يرضى عنها إطلاقا في ضوء نظرته بعيدة المدى الدينية السلالية التوسعية صوب مكة والمدينة ، وتخسر الحليف الجنوبي المجلس الانتقالي الجنوبي. تقدم تنازلات كارثية للحوثي لكف واتقاء شره وفي المقابل تعمل على خلق عداوات غير منطقية مع المجلس الانتقالي الجنوبي بتفريخ كيانات سياسية وعسكرية معادية له ، مع أن الموقف السياسي يحتم على المملكة إقامة علاقات واتفاقات عسكرية وأمنية استراتيجية أخوية قوية مع الانتقالي الجنوبي.

ويرى محللون أن تفكيك النسيج الداخلي الجنوبي وإدخال الجنوب في دوامة صراعات بينية لايخدم الأشقاء في المملكة بقدر ما يخدم مليشيات الحوثي الطامعة في التوسع جنوبًا لتثبيت الأقدام الإيرانية وتمكينها من السواحل المطلة على البحر العربي وخليج عدن.

ما جديد التصنيف الأخير؟

أعلنت وزارة الخارجية الأميركية في بيان صدر الأربعاء الماضي 17يناير 2024م أعادت بموجبه تصنيف جماعة الحوثي في اليمن جماعة إرهابية عالمية، وذلك في قرار إعطاء لجماعة الحوثي مهلة 30 يوما ليسري بعدها من تاريخ صدوره.

وذكر البيان أنه خلال مدة الثلاثين يوما قبل نفاذ القرار ستجري الحكومة الأميركية تواصلا واسع النطاق مع الأطراف المعنية ومقدمي المساعدات والشركاء المهمين لتسهيل المساعدة الإنسانية والاستيراد التجاري للسلع الضرورية إلى اليمن.

ويحول إدراج جماعة الحوثي في قائمة المنظمات الإرهابية دون وصولها إلى النظام المالي العالمي (سويفت) فضلا عن عقوبات أخرى. وقال مختصون إن تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية عالمية يعد أقل حدة من تصنيفها منظمة إرهابية أجنبية.

وتحت التصنيف الجديد سيتم تجميد جميع أصول الأفراد أو الكيانات المدرجة ضمن قائمة الولاية القضائية للولايات المتحدة ويمنع الأشخاص الأميركيون وشركاؤهم من أي معاملات مالية أو تجارية معهم.

وبحسب مسؤول أميركي قال إن الهدف من تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية هو القضاء على تمويلهم وتسليحهم مشيرا إلى أن هجماتهم على القوات العسكرية الأميركية والسفن الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن يعد تعريفا حرفيا للإرهاب الحوثي .

وتسعى واشنطن أن يجبر هذا التصنيف الحوثيين على الابتعاد عن إيران. وأن الهدف النهائي للعقوبات إقناع الحوثيين بوقف التصعيد وإحداث تغيير إيجابي في سلوكهم. مشيرا إلى أنه في حال أوقف الحوثيون هجماتهم فيمكننا النظر في حذف التصنيف. وسنستمر في مراقبة الوضع وتقييم أفعال الجماعة لتحديد موقفنا في المستقبل.

وفي أول تعليق لجماعة الحوثي على قرار واشنطن تصنيفهم كمنظمة إرهابية قال المتحدث الرسمي للجماعة محمد عبد السلام : لا فاعلية على الأرض لقرار واشنطن بشأن تصنيفنا ، ولن يثنينا عن دعمنا لفلسطين ولن نتراجع عن موقفنا الداعم للشعب الفلسطيني وأن القرار الأمريكي الأخير لن يزيدنا سوى التمسك بموقفنا الداعم للفلسطينيين حد قوله بمداخلة له على قناة الجزيرة.

من جهته عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي عبد الملك العجري قال : سيكون هذا التصنيف تحصيل حاصل لأن اليمن يعاني حصارا اقتصاديا منذ تسع سنوات والسويفت (نظام جمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك) في اليمن محاصر ، وتم نقل البنك المركزي اليمني من صنعاء وهناك صعوبة موجودة بالفعل في عمليات نقل الأموال، أي أن الموضوع سيكون فرض عقوبات داخل عقوبات ولن يضيف جديدا.

ردود حوثية نارية :

يرى مراقبون أن جماعة الحوثي لم تستوعب الرسالة الأمريكية وبأنها ماضية في التصعيد وفي استهداف السفن التجارية العابرة بمضيق باب المندب ، ففي أول رد ناري على القرار الأمريكي قامت ميليشيات الحوثي مساء يوم الأربعاء الماضي 17يناير 2024م باستهداف سفينة شحن جديدة في البحر الأحمر بالقرب من خليج عدن. حيث تلقت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية (UKMTO) تقريرا عن استهداف سفينة في البحر الأحمر بالقرب من مضيق باب المندب وخليج عدن.

ووفقا للمصدر فإن الهجوم أسفر عن أضرار وحريق بالسفينة المستهدفة التي كانت ترفع علم مالطا.

ووفق وسائل إعلامية نقلاً عن موقع (تانكر تراكرز) المتخصص في تتبع السفن قوله إن السفينة كانت تبث عبارة (لا علاقة لنا بإسرائيل) في لوحة التعريف الآلي الخاصة بها، بينما لم يصدر أي تعليق رسمي من الحوثيين حتى الآن.

من جهتها قالت منصة (Sheba Intelligence) الاستخباراتية المعنية بتقدم تحقيقات وتقارير دقيقة أنها تتبعت خطوات نقل صواريخ من أحد المستودعات بصنعاء إلى مراكز الإطلاق بالحديدة اليمنية.

وكشفت المنصة الاستخباراتية أنه تم نقل 6 صواريخ بالستية أرض أرض متوسطة المدى تسمى (سعير) من مستودع في جبل النهدين المطل على صنعاء واتجهت إلى طريقين مختلفين حيث توجهت الشاحنة الأولى إلى منطقة صرف شمال صنعاء ثم عادت غرباً عبر طريق الحيمة الحديدة، إلى أن وصلت الشاحنة الأولى إلى المستودع التكتيكي في باجل بمحافظة الحديدة فيما تحركت الشاحنة الثانية من النهدين بصنعاء باتجاه دمار وواصلت رحلتها حتى وصلت إلى مستودع تكتيكي في معسكر كيلو 16 بالحديدة. عقب ذلك تم توزيع الصواريخ الستة على مراكز الإطلاق في الساحل بين مينائي الحديدة والصليف.

ختاما .. يرى منظرون أن السجال الحوثي الأمريكي سوف تطول مدته وأن ردود جماعة الحوثي سواءً بالقول أو الفعل نارية تجاه القرار الأمريكي وتضع مصداقية البيت الأبيض أمام العالم على المحك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى