الاجتياح يتمدد.. هل حان وقت تهجير الضفة؟

سمانيوز/متابعات
ثمة ما هو أكثر من اجتياح وأقل قليلاً من حرب، ذلك الذي تشهده مدن ومخيمات شمال الضفة الغربية، لا سيما جنين وطولكرم وطوباس، لكن مجريات الأوضاع توحي بأن الأمور تتجه إلى غزة ثانية، حتى في خضم الحرب على غزة، كانت كل الأطراف في إسرائيل (حكومة وأحزاباً) تكرر الحديث آناء الليل وأطراف النهار، بأن الضفة الغربية هي الهدف القادم.
وسرعان ما حدث ما كان مقرراً بالفعل، بل إن إسرائيل تبدو منتشية للغاية بخطط وأفكار الرئيس الأمريكي، تارة بحديثه المتكرر عن تهجير سكان غزة، وأخرى بالحديث عن السيطرة الإسرائيلية على الضفة الغربية.
مياه كثيرة جرت في النهر منذ الاجتياح الأول عام 2002 المعروف بـ«السور الواقي» ولطالما شكّلت ممارسات الجيش الإسرائيلي في الضفة، شرارة اندلاع الهبّات والانتفاضات، التي ما زالت احتمالاتها قائمة، وإن أخذت أشكالاً مختلفة، كعملية حاجز تياسير التي جاءت في ذروة الاستنفار العسكري الإسرائيلي الواسع في طوباس القريبة منها.
يتعمق الاجتياح في شمال الضفة، موقعاً نحو 30 فلسطينياً، قضوا في حوادث مختلفة تراوحت بين إطلاق الرصاص بشكل مباشر، أو القصف بالطائرات المسيّرة، واعتقال 150 مواطناً، ونزوح نحو 3500 عائلة.
وهدمت وتضررت ما يزيد على 180 منشأة سكنية، وتواجه 4 مستشفيات صعوبة كبيرة في تقديم الخدمات للمرضى والمصابين، بينما يعاني المواطنون من انقطاع المياه والكهرباء، ونقص حاد في المواد الغذائية والاحتياجات الأساسية، وتوقفت المدارس والجامعات والخدمات الصحية.
استناداً إلى شهادات مواطنين، فحجم القوات المشاركة في اجتياح مدن ومخيمات جنين وطولكرم وطوباس والفارعة، وكذلك نوعية الآليات العسكرية المستخدمة غير معهودة، وتخضع المناطق التي يتوغل فيها الجيش الإسرائيلي لحصار مطبق.
ويتخللها أعمال تخريب في البنية التحتية، والمناطق الزراعية، خصوصاً في منطقة الأغوار التي تضم مدينة طوباس وبلدة طمون ومخيم الفارعة الواقعة في منطقة الباذان والمعروفة بـ«سلة غذاء الضفة».
سوء أوضاع
يصف حمد أبو مهادي من مخيم الفارعة، ما يجري بأنه حرب استنسخت من غزة، ويدلل على ذلك بالمباني المهدمة والشوارع المدمرة ومشاهد النزوح، مبيناً أن اجتياح المخيم خلف دماراً كبيراً في المنازل والممتلكات.
ويوالي في اتصال هاتفي مع «البيان»: الأوضاع تزداد سوءاً، نحن تحت حصار محكم، وغالبية المواد الغذائية نفدت، ونخشى من تكرار مجاعة غزة، لقد أخليت منزلي قسراً بعد تحويله إلى ثكنة عسكرية، وأعيش مع عائلتي عند أقاربي في المخيم، لكن يبدو أننا لن نستقر هنا طويلاً، فالجنود يتنقلون من بيت إلى آخر، ويخرجون الناس إلى الشوارع، دون السماح لأحد بمغادرة المخيم.
مخاوف
وفي الضفة ما يثير المخاوف بالفعل من مخططات التهجير القسري، هي دعوة رئيس مجلس مستوطنات الأغوار دافيد لحياني وسؤاله: لماذا نعمل على تهجير سكان غزة فقط؟ علينا أن نطرد جميع الفلسطينيين من الضفة الغربية أيضاً، ما يستدعي القلق بالفعل، كما يقول مواطنون.
وتبدو شهية إسرائيل مفتوحة بشكل أكبر على الضفة، فلا تغادر مخططات ضمها وتهجيرها أحلام قادتها، وليس أدل على ذلك من قول ما يسمى وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير: يمكننا البدء بتشجيع الهجرة الطوعية حتى في الضفة الغربية، ما يؤشر بوضوح على أن سياسة التهجير تعكس استراتيجية اليوم التالي للحرب.