أخبار عربيةالسلايدر الرئيسيتقارير

اتفاق دراماتيكي بين الحوثيين وأمريكا يثير مخاوف من شرعنة الانقلاب

سمانيوز/ تقرير

أكد ناشطون يمنيون أن مغامرات وحماقات الحوثي جعلت اليمن ساحة تجارب مفتوحة أمام الأسلحة الفتاكة الحديثة الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية، ومقومات الدولة أهدافًا مشروعة، مطالبين الشرعية اليمنية بضرورة شن حرب برية لحسم المعركة واستعادة الدولة من قبضة تلك المليشيات المتهورة.

مشيرين إلى أن الضربات الجوية الأمريكية والإسرائيلية والبريطانية أوشكت على القضاء على جميع مقومات الدولة اليمنية، وعلى منجزات ومكتسبات الشعب اليمني التي شيدها من دمه وعرق جبينه خلال الخمسين سنة الماضية على تراب بلده لتعود له وللأجيال المتعاقبة بالخير والنفع، نراها اليوم تُدمر بدمٍ بارد وفي غضون ثوانٍ.

وأوضحوا أن جماعة الحوثي، وعبر متحدثها المهووس يحيى سريع، تتشدق في كل مرة بتحقيق انتصارات وهمية لا وجود لها على أرض الواقع، تارةً بضرب العمق الإسرائيلي ومهاجمة حاملات الطائرات الأمريكية، وتارةً بخوض معارك بحرية وإسقاط طائرات معادية، وغيرها من القصص التي تروج لها مليشيات الحوثي للاستخفاف بعقول البسطاء، لاستمرار ابتزاز واستنزاف الداخل اليمني بذريعة دعم المجهود الحربي، ولاكتساب زخم إعلامي.

حماقات تبعاتها باهظة الثمن؛

ولفت الناشطون إلى أن تبعات مغامرات وحماقات الحوثي ستكون باهظة الثمن وكارثية على حاضر ومستقبل اليمن، وقد تُعيدها عشرات السنين إلى الخلف، ليجد الشعب اليمني نفسه غارقًا في مستنقع الجهل والفقر والبطالة والإرهاب، وانحراف بأوساط الشباب، وأزمات بمختلف المجالات الاقتصادية والخدمية، عقب تدمير الموانئ الاستراتيجية والمطارات والمصانع ومحطات توليد الطاقة الكهربائية، وإغلاق قنوات استيراد المحروقات، وحشر البلد في زاوية الإرهاب الدولي، ما يجعلها معزولة عن العالم، إلى جانب القمع الفكري الذي تمارسه مليشيات الحوثي في الوقت الراهن ضد الشعب اليمني واحتكارها لكل مقومات وأوعية الدولة.

في السياق، تشهد أغلب المدن اليمنية حالة من الشلل الجزئي نتيجة أزمة خانقة في المشتقات النفطية، تسببت في طوابير طويلة وازدحام غير مسبوق أمام محطات الوقود خلال الأيام الماضية، وسط تذمر وسخط شعبي.

وتتزامن هذه التطورات مع تفاقم أزمة الوقود في مناطق الحوثي، عقب قصف الطيران الأمريكي والإسرائيلي لميناء الحديدة وإخراجه عن الخدمة، وكذلك قصف منشآت رأس عيسى في مديرية الصليف بالحديدة، ما دفع السكان هناك إلى الاعتماد بشكل كبير على الوقود القادم من المناطق المحررة لتأمين احتياجاتهم اليومية.

مخاوف من شرعنة سلطة الحوثي عقب توصلها إلى اتفاق دراماتيكي مع الأمريكيين؛

بحسب “العربي نيوز”، حسمت سلطنة عمان، رسميًا، الجدل المثار بشأن اتفاق وقف إطلاق النار والهجمات المتبادلة بين الولايات المتحدة الأمريكية وجماعة الحوثي الانقلابية، وكشفت خلفيات الاتفاق ومضامينه، والجهة التي سعت إليه وطلبت وقف إطلاق النار، مؤكدة رواية ناطق الحوثيين بأن أمريكا هي من طلبت وليس جماعته.

جاء هذا في بيان صادر عن وزارة الخارجية العُمانية، قالت فيه: “بعد المناقشات والاتصالات التي أجرتها سلطنة عمان مؤخراً مع الولايات المتحدة الأمريكية والسلطات المعنية في صنعاء بالجمهورية اليمنية بهدف تحقيق خفض التصعيد، فقد أسفرت الجهود عن التوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار بين الجانبين”.

مضيفةً: “وفي المستقبل، لن يستهدف أي منهما الآخر، بما في ذلك السفن الأمريكية في البحر الأحمر وباب المندب، وبما يؤدي إلى ضمان حرية الملاحة وانسيابية حركة الشحن التجاري الدولي. وتعرب سلطنة عُمان عن شكرها لكلا الطرفين على نهجهما البنّاء الذي أدى إلى هذه النتيجة المرحب بها”.

وعزّزت أنباء تضمن الاتفاق دعمًا أمريكيًا لهدنة طويلة الأمد بين المقاومة الفلسطينية وكيان الاحتلال الإسرائيلي في غزة، عقب استئناف تبادل الأسرى بموجب اتفاق (20 يناير)، بقولها: “وتأمل أن يؤدي ذلك إلى مزيد من التقدم على العديد من المسائل الإقليمية في سبيل تحقيق العدالة والسلام والازدهار للجميع”.

بدوره، تراجع الرئيس دونالد ترامب عن حديثه بشأن “استسلام الحوثيين”، في إعلانه “الإيقاف الفوري” للحملة العسكرية الأمريكية البحرية والجوية المتواصلة على جماعة الحوثي في اليمن منذ (15 مارس) بهدف “تدمير القدرات العسكرية للحوثيين وإنهاء هجماتهم” على السفن الأمريكية الحربية والتجارية والكيان الإسرائيلي وسفنه، بحسب الصحيفة.

مشيرة إلى أن الاتفاق لا يشمل السفن الإسرائيلية أو وقف استهداف المدن الإسرائيلية.

وأبدى ناشطون يمنيون تخوفهم من أن يُشرعن الاتفاق الأمريكي الدراماتيكي المفاجئ سلطة الحوثيين، ويجبر الدول العربية والعالم على الاعتراف بها وتبادل المصالح معها في المستقبل القريب.

ختامًا؛

يرى محللون أن الهجمات الأمريكية والإسرائيلية على اليمن كانت مجرد مسرحية، الهدف منها تضخيم مليشيات الحوثي وإبرازها في صورة أكبر من حجمها، لتثبيت وجودها على الأرض كقوة لا يُستهان بها، استطاعت الصمود والثبات أمام دول عظمى، يتوجب على العالم الاعتراف بها كسلطة متماسكة وقوة مسيطرة على الأرض، من ناحية، وللاستمرار في سياسة استفزاز وابتزاز دول الخليج العربي من ناحية أخرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى