إعلان مليشيا الحوثي وصالح تشكيل حكومة، تهديد وأضح لوحدة اليمن
تتجه التطورات السياسية والميدانية، في اليمن، الى اتجاهات جديدة، فعلياً، يكسوها مظهر وجود دولتين، احدها جنوبية والاخرى شمالية.
وليس خطوة الحوثيين والمخلوع صالح الجديدة، الذين سيطروا على الحكم في الشمال بالقوة، والمتمثلة بتشكيل ( حكومة ) للمناطق والمحافظات الخاضعة لهم، بمقابل حفاظ الجنوبيين على محافظاتهم المحررة بإسم الشرعية، والتي كانت تشكل دولة الجنوب سابقاً، إلا دليلا واضحا أن اليمن تتجه لأن تكون دولتين.
ومنذ تفجر الحرب التي اراد من خلالها الحوثيين والمخلوع صالح ومعهم قوى شمالية أخرى، إعادة تجديد حكم الجنوب بالقوة، والسيطرة عليه، والذي ووجه بدفاع الجنوبيين المستميت، وتدخل قوات التحالف العربي، دعما لشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي، الذي لجأ الى عدن، باتت الامور تسير بشكل أو بآخر، إلى ان يكون الجنوب مستقلا .
ظهور حكومتين
وبحسب مراقبون وسياسيون، فإن اليمن تبدو اليوم، أوضح من أي وقت مضى، حيث توجد حكومة في الجنوب، تتخذ من العاصمة الجنوبية عدن مقراً لها، ويوجد فيها ايضا رئيس اليمن الشرعية عبدربه منصور هادي، والبنك المركزي، والعديد من الوزارات، وبات الحراك الجنوبي والمقاومة الجنوبية ومعهم بقية قوى الجنوب تدير شؤون محافظات الجنوب.
وفي الشمال، يظهر الامر، كذلك، حيث هناك مجلس سياسي يرأسه احد ابناء الشمال ويتخذ من العاصمة الشمالية صنعاء مقرا له، وهناك بنك مركزي خاضع لهم، وان كان تم نقله، في حين شكلت الخطوة الجديدة، بتشكيل حكومة، صور أوضح لما تتجه اليه اليمن، في حين هناك مجلس نواب شكلي، لا يحضره أي جنوبي، ومنتهي الصلاحية، ولا يملك أي شرعية قانونية او دستورية او شعبية.
خط حدودي
الى جانب ذلك، فالوضع الميداني يشكل مركز الصورة الذي يظهر بها اليمن، حيث ترابط القوات الجنوبية، عند الحدود الجنوبية التي كانت تمثل الحد الفاصل بين دولتي الجنوب والشمال. فيما ترابط قوات المليشيات التابعة للحوثي والمخلوع، في حدود الشمال مع الجنوب، وتدور معارك بين الطرفين منذ اكثر من عام من تحرير الجنوب.
وفي حين تقف الشرعية ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي وتياره من حزب المؤتمر الشعبي العام، في الوسط، ممتلكا كل القوة الشرعية والقانونية والتأييد الدولي، حاملاً مشروع فيدرالي يقسم اليمن الى ( ستة اقاليم اثنين في الجنوب واربعة في الشمال )، غير ان خطوات الانقلابيين الحوثيين والمخلوع صالح، باتت تشكل حائط صد امام هذا المشروع الذي كان نتاجا لمخارج حوار وطني يمني اقيم في صنعاء قبل الحرب باشهر.
طريق العودة ما قبل عام 1990م
ومع هذه التداخلات، يقف شعب الجنوب متشبثاً، بحقه وتطلعاته، في استعادة دولة الجنوب المستقلة عن الشمال، بأي طريقة وثمن كان، وهو ما جعل بعض قواه الثورية خاصة تيارات واسعة من الحراك الجنوبي السلمي، والمقاومة الجنوبية، يتحالفون مع الشرعية التي يمثلها الرئيس هادي، للقطع شوطا كبيرا نحو هدفهم المنشود .ورغم كل الذي يجري اليوم، وسير اليمن في طريق عودة الوضع فيها الى ما قبل عام 1990، والذي كان نقطة تحول سلبية ومدمرة لليمن، إلا ان هناك من يرى ان الانقلابيين الحوثيين والمخلوع صالح، غير راضون عن أي ذهاب للجنوب نحو الاستقلال او حتى الفيدرالية، ولا يرون في الحكم أي مكسب، بغير سيطرتهم على الجنوب واحتلاله، غير ان التداخلات الدولية، وقفت وستقف امامهم بقوة، لمنع سيطرتهم على الجنوب، مما سيزيد فرصة الجنوب لان يكون دولة مستقلة، او ينال الحكم الذاتي، باسم الشرعية، وحكومتها، وبحماية القوانين الدولية، واشراف قوات التحالف العربي.