تستعد العاصمة الجنوبية عدن لاستقبال الآلاف من أبناء الجنوب بمختلف المحافظات للاحتفال بذكرى ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة .
وقد أعلنت مجالس الحراك الجنوبي بمحافظات الجنوب تشكيل اللجان لترتيب تحرك المواكب الجنوبية التي ستنطلق صوب العاصمة عدن لإحياء تلك الفعالية وسط ميدان العروض بخور مكسر .
وتأتي احتفالات الجنوبيين بهذه المناسبة في ظروف مغايرة عن احتفالياته السابقة وتحقيق نجاحات كبيرة على الصعيدين العسكري والسياسي .
فاختلاف الاوضاع قبل وبعد الغزو الحوثي والعفاشي على محافظات الجنوب ساعد في إحراز تقدم الجنوبيين نحو تحقيق هدف التحرير والاستقلال المنشود .
فلم يكن أبناء الجنوب يحتفل بهذه المناسبة لولا تدخل قوات التحالف العربي لتخليص الجنوب من الهيمنة الحوثية العفاشية التي أثبتت فشل مشروع الوحدة الاندماجية بين جمهورية اليمن الديمقراطية والجمهورية العربية اليمنية في العام 90م .
على مدى عقود عانى شعب الجنوب فرض القوة العسكرية لتثبيت الوحدة اليمنية رغم معارضة الجنوبيين لها وشهدت فعاليات الحراك الجنوبي المنادية بالتحرير والاستقلال واستعادة الدولة عمليات قمع ممنهجة قتلى فيها الالاف من الجنوبيين فيما يقبع اخرون في زنازين دولة الاحتلال نتيجة لمطالبهم تلك .
وتوجت القيادة السياسية لدولة الاحتلال اليمني عملية فرض الوحدة بالقوة حينما قامت بالغزو الثاني للجنوب بعد تحالف المخلوع صالح مع جماعة الحوثي بحجة أن الجنوبين دواعش وتكفيرين دون ان تدرك تلك القوى الغازية ان حربها تلك ستكون المسمار الأخير الذي يدق نعش الوحدة اليمنية.
فقد تدخلت هذه المرة قوات التحالف العربي بعد اداركها بخطورة الوضع لاسيما بعد ان تحالف المخلوع صالح مع جماعة الحوثي الخاضعة تحت امرة إيران التي تسعى لزعزعة أمن واستقرار المنطقة .
وبعد أكثر من عام على طرد مليشيات الحوثي والمخلوع صالح من محافظات الجنوب وتحريرها بعد حرب طاحنة شارك فيها طيران التحالف العربي يسعى الجنوبيين لتجديد الاحتفال بمناسباتهم الجنوبية التي تعبر عن رفضهم لأي مظاهر وأشكال للاحتلال اليمني على أراضي الجنوب.
حيث يأتي الاحتفال بهذه الفعالية بعد سيطرة تامة لكافة مفاصل الدولة بمحافظات الجنوب بيد أبناءها وهو ما يعطي دافع اكبر للجنوبيين لتاكيد انتصارتهم المحققة في الحرب الأخيرة .
ويبقى على الجنوبيين في إحياء فعالية الرابع عشر من أكتوبر التي سيحيونها في ساحة العروض بخور مكسر ان يؤكدوا لقوات التحالف العربي والمجتمع الدولي ان الجنوب يرفض اي حلول سياسية مالم تكن ملبية لتطلعات وآمال الجنوبيين نحو طريق خيار استعادة الدولة لاسيما بعد ان اثبتت الحربين الأخيرة على الجنوب استحالة استمرار دولة الوحدة .
