الجنوب العربيالسلايدر الرئيسيتقارير

جنوبيون يحذرون من مغبة الاستخفاف بالعقول والانجرار خلف العاطفة وتناسي قضيتهم السياسية الأم

تقرير لـ سمانيوز / إعداد : عبد الله قردع

يروى إن الخليفة العباسي المتوكل رمى عصفوراً فلم يصيبه، فقال له وزيره أحسنت يامولاي فرد عليه الخليفة غاضباً اتهزأُ بي ياهذا؟
فرد عليه الوزير لقد أحسنت يامولاي للعصفور حينما تركت له فرصة للحياة.
ويروى أن زلزالاً وقع في مصر زمن المماليك،
فجاء أحد الشعراء إلى السلطان وانشد قائلاً :
ما زلزلت مصر من كيد أريد بها، ولكنها رقصت من عدلكم طربا.

متلازمة ستوكهولم : هو مصطلح يطلق على الحالة النفسية التي تصيب الفرد عندما يتحول إلى وضعية التعاطف أو الدفاع عن عدوه (الجلاد) أو من ظلمه أو من أساء إليه بأي شكل من الأشكال أو يظهر بعضاً من علامات الولاء له مثل أن يتعاطف المخطوف مع الخاطف،
ولقد اطلق على هذه الحالة متلازمة ستوكهولم نسبة إلى حادثة وقعت في ستوكهولم في السويد في العام 1973 م حيث سطى عدد من اللصوص على بنك (كريدت بانك) واتخذوا بعضاً من موظفي البنك رهائن لمدة ستة أيام وخلال تلك الفترة بدأ الرهائن يرتبطون عاطفياً مع الخاطفين اللصوص وعقب الإفراج عن الرهائن قاموا بالدفاع عن الجناه اللصوص، واصبحت تلك الحادث وتداعياتها مقولة تتناقلها الأجيال هناك.
وقال ناشطون جنوبيون إن الجنوب يمر بحالة عاطفية مشابهة لتلك الحالة حيث يتعاطف بعض المطبلين الجنوبيين وبعض الضحايا المضحوك عليهم مع (الجلاد واللص اليمني) الذي لايزال يسطو وينهب خيرات الجنوب حتى اللحظة ويتصدق عليهم بفتاتها على المتقاعدين والمبعدين الجنوبيين قسرا عن وظائفهم وعن رواتبهم ومستحقاتهم مع أنها حق ولكن أريد به باطل،
مشيرين إلى إن العليمي وزبانيته هم من صنع الأزمة في الماضي واليوم نراهم في ثياب المنقذين يذرون الرماد في عيون البسطاء الجنوبيين لكسب عطفهم وللاستخفاف بعقولهم، محذرين من مغبة التلاعب بالعقول والانجرار خلف العاطفة وتناسي قضيتهم السياسية الأم،
منوهين إلى إن قرارات العليمي استحقاق وليست صدقة وإن شعب الجنوب قد تجاوز المطالب الحقوقية وبات يناضل لاستعادة دولته المسلوبة
ولايوجد شارع يمني في الجنوب يؤيد العليمي، أو ينسب ذلك إليه حيث يسعى المتربصون إلى تزييف وتغيير الحقائق التاريخية وتطويعها لصالح الجلاد ضد الضحية.

حق يراد به باطل ومن حوله مطبلين ومنافقين من أصحاب الدفع المسبق:

وفي السياق استنكر الشارع الجنوبي بجميع شرائحه، التطبيل والتلميع المبالغ فيه لقرارات الرئيس الشارد من بلاده رشاد العليمي المتعلقة بالمتقاعدين والمبعدين قسرا من الجنوبيين عن وظائفهم العسكرية والأمنية والحكومية الذين صدر بحقهم استبعاد وإقصاء ظلماً وعدواناً عقب اجتياح الجنوب واحتلاله بقوت السلاح والنار نتج عنه إعادة الوحدة اليمنية على ظهر دبابة من قبل جحافل عفاش والعليمي في العام 1994م، منوهين إلى إن الحق عاد ولكن عبر الجلادين والمشتبه بهم ومن حولهم مطبلين ومنافقين من أصحاب الدفع المسبق وإنه عمل إنساني ولكن يخفي وراءه نوايا خبيثة بعيدة المدى لاستدراج الجنوبيين المغفلين منهم، مؤكدين على أن شعب الجنوب قد شب عن طوق المطالب الحقوقية وله قضية ودولة يناضل لاستعادتها وبأنها أصبحت قاب قوسين أو أدنى ولا مجال للمساومة أو المقايضة أو التراجع عنها، مؤكدين على إن ذلك يعد جريمة وخيانة عظمى للوطن الجنوبي ولدماء الشهداء والجرحى.

ماهية التطبيل ولماذا يصبح الفرد مطبلاً؟

ونختم تقريرنا بمقتطفات من مقال صاغته إحدى الكاتبات العربيات قائلة: تتمثل وظيفة الطبال في قرع آذان الجماهير الحاضرة بالحديث عن حسنات السلطة التي يقع تحت امرتها، مضيفا إلى خطابه شيئا من المبالغة والأكاذيب من أجل تلميع صورة السلطة التي يمثلها غالبا الحاكم، وهذا المطبل قد يكون كاتبا أو شاعرا أو صحفيا أو إعلاميا أو أي فرد في المجتمع حين تسنح له الفرصة للحديث في التجمعات المختلفة.
وأضافت التطبيل ليس أمرا مستجدا، فكتب التاريخ مليئة بقصص المطبلين الذين يزاد عددهم كلما كانت السلطة أكثر استبدادا وفسادا؛ فمثلا في العصر العباسي كان عدد المطبلين من الشعراء المادحين للسلطان أكثر مما تتسع له قصور السلطان ومجالسه، ولم يكن تملق هؤلاء يثير أي ضيق في نفس الحاكم ووزرائه بل كان ذلك مما يزيد البهجة في صدورهم، كون هؤلاء المطبلين هم الملمعين لصورة السلطان الفاسدة أمام الناس، وبالتالي فحاجة السلطة إليهم نابعة من حاجتها لفرض نفوذها وسيطرتها على الناس، بالإضافة إلى أساليب العنف والتخويف المعتادة. كما أن هذا التطبيل يعد بمثابة المخدر الذي يسكن ثورة الناس على الفساد أو يؤجلها على الأقل، ولكن ما السبب الذي يجعل أحدهم يصبح مطبلاً لسلطة ما؟ بالطبع فإن أول الإجابات التي تتبادر إلى الذهن هي المصلحة التي يجنيها المطبل من هذا السلوك، فعادة يطبل للسلطة الأشخاص المستفيدون من عطاياها وهباتها، وكلما طبلوا أكثر وبإحترافية أكبر كلما استحقوا مزيدا من التكريم بالمال والمنصب والوجاهة الاجتماعية. فعطايا الملك الكريم مبالغة وسخية كالخطب الرنانة تماماً.
وعن هؤلاء يقول ممدوح عدوان: “المثير للإهتمام إن هؤلاء المفوهين لا يجهلون انعدام تأثير كلامهم، هم يعرفون أنهم يقولون كلاما مجترا ومحفوظا بلا معنى وبلا مشاعر، ويعرفون أنهم ينافقون، والجمهور يعرف، لا أحد يخفي عن الآخر شيئا، لكن ذلك لا يهم، طالما أن المكان والوقت دائما محجوزين لمطبل مهيأ لتمجيد السلطة، وجمهور مستعد للتصفيق بضجر.
وتابعت:إن المصلحة الشخصية ليست السبب الوحيد لظهور المطبل، فالتربية والتعليم التي يتلقاها الفرد منذ نعومة أظافره في الدول المستبدة، لها دور كبير في ذلك على الولاء الأعمى، والإنقياد العاطفي، هذا عدا المناهج والأنشطة المدرسية التي تجعل من الوطنية وحب الحاكم موضوعا واحدا لا يمكن فصله، كما أن هناك خطيب الجمعة الذي لا يفوت فرصة ليذكر بضرورة طاعة ولي الأمر، والتحذير من الخروج عن طاعته كون ذلك جحودا بالنعمه وكفرا بعطايا الله. وهناك الإعلام التطبيلي الذي يصور الحاكم بأنه المنقذ، المحقق لأمنيات الشعب، عدا الخطب وأغاني التطبيل المتكررة، كل هؤلاء يشكلون شبكة متلاصقة الخيوط لا تترك المجال للفرد للخروج منها لرؤية الأمور على حقيقتها إلا بشق الأنفس. وإلا فإن استكانته للوضع سيجعله رقما جديدا يضاف لأعداد المطبلين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى