الجنوب العربيالسلايدر الرئيسيتقارير

على خطى إعادة بناء مؤسسات الجنوب.. «الأكاديمية العسكرية» خطوة تاريخية لها أبعاد سياسية استراتيجية

سمانيوز / تقرير/حنان فضل

إعادة بناء المؤسسات الأكاديمية العسكرية في الجنوب خطوة تاريخية لها أبعاد سياسية،
وعند التتبع للأخبار على أرض الواقع سنجد إن هناك مستجدات وتحركات ليست عابرة أو مجرد صوراً تلتقط للنشر والتوزيع عبر مواقع التواصل الاجتماعي بل هناك أبعاد سياسية قوية ورسالة شديدة اللهجة يأتي في محتواها بمعنى «أن المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة الرئيس عيدروس قاسم الزُبيدي القوة الفاعلة على الأرض»،فحينما تقرأ المشهد السياسي سوف تجد أن هناك تطورات قادمة على أرض الواقع وسوف تحدث أموراً كثيرة لخدمة الوطن،وإحدى هذه الخطوات التي تعتبر الأقوى هي إعادة بناء المؤسسات العسكرية من افتتاح الأكاديمية العسكرية في العاصمة عدن والتي تعتبر إحدى الأساليب الدبلوماسية بعد ترسيخ علاقاته الخارجية يأتي التطبيق على أرض الواقع وهذه أبعاد سياسية ذو رؤية مستقبلية بعد تدمير دام 33 عاماً من التهميش والإقصاء بسبب الوحدة اليمنية.

إن افتتاح الأكاديمية العسكرية وكلياتها جاء لإلغاء مدرسة القادة والأركان في عدن وإعادة دور المؤسسات العسكرية في الجنوب.
فالأكاديمية العسكرية هي مؤسسة تعليمية عليا تقوم بإعداد وتخريج طلاب تتوافر فيهم الكفاءات والمؤهلات التكتيكية والفنية والعلمية للعمل كضباط في القوات المسلحة بأفرعها المختلفة.

أولى خطوات النجاح:

يقول العميد نصر أحمد فضل،عضو المجلس الاستشاري الجنوبي،رئيس فرع حزب رابطة الجنوب العربي الحر في العاصمة عدن:
افتتاح الاكاديمية العسكرية خطوة أولى في إعادة بناء من دمره نظام صنعاء بعد احتلاله للجنوب العربي في ٩٤م خلال ٣٣عاما تمكن من خلالها من التدمير الكلي للمؤسسة العسكرية والأمنية الجنوبية بكل تشكيلاتها القتالية والتأهيلية والتدريبية فعمل على تمزيق الوحدات القتالية والاستيلاء على معداتها القتالية عمل أيضاً على تدمير المؤسسات التدريبية والتأهيلية فإنها كل الكليات التي كانت بالجنوب الكلية العسكرية وكلية الدفاع الجوي والمدارس العسكرية كـمدرسة الدروع ومدرسة سلاح الإشارة وغيرها ولكي ينهي هذه المؤسسة بشكل يطمئن بأن الجنوب العربي لم يعد يملك ما يمكنه من حماية موسساته الوطنية وثرواته الطبيعية وبعد أن تأكد من القضاء على المؤسسة العسكرية والأمنية الجنوبية انتقل إلى تدمير المؤسسات المدنية اما بخصصتها لرموزه والمشاركين معه باجتياح الجنوب العربي واحتلاله في ٢٠٠٧/٧/٧م،وكان متصوراً أنه بذلك أنهى الجنوب العربي من الخارطة السياسية والجغرافية وتخلص من الجهاز الإداري المدني والعسكري لدولة الجنوب بأبعادهم من وظائفهم وأنه بذلك قد تخلص من عبئ كان يثقل كاهلة وهو وجود وطن وهوية لشعب الجنوب ولم يضع في حسبانه بأن الشعوب الحيه لن تموت وإن الحق لايضيع وإن شعب الجنوب العربي سينهض من وسط الركام التي خلفها الغزاة وبطلائعه الثائرة سينفض غبارها وسيحرر أرضه من جحافل الغزو والاحتلال ويستعيد بناء مؤسساته العسكرية والمدنية وما افتتاح الأكاديمية العسكريه اليوم إلا تأكيد لقدرة هذا الشعب على الوصول بنضاله وتضحياته إلى هدفه بإستعادة وطنه وهويته وبناء دولته منطلقا من إعادة بناء المؤسسات الجنوبية مدنية وعسكرية بإعتبارها أساس لدولته المنشودة وافتتاح الاكاديمية العسكرية يأتي مكملاً لوجود الجيش الجنوبي على أرض الجنوب ومن خلالها يؤهل القادة العسكريين لقيادة مختلف وحدات الجيش الجنوبي بكفاءة عالية تشكل مع إرادة وشجاعة منتسبيها صمان أمان للدفاع عن أرض الجنوب العربي والتصدي لكل أطماع الاحتلال اليمني القديم الجديد باحتلال الجنوب مرة أخرى بل وتحقيق النصر المؤكد في ميدان المعركة، فبوركت القيادة الجنوبيه ممثلة بالاخ اللواء الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي القائد الأعلى للقوات المسلحة والأمن الجنوبيه بافتتاح الأكاديمية العسكرية على طريق إعادة افتتاح باقي الكليات العسكرية والأمنية.

امتلاك جيش نظامي:

وقال العقيد هندسة طيران محسن علي حمود :
حتمية وجود أكاديمية عسكرية في ظل ظهور نشئ قيادي عسكري أظهرته حرب العام ٢٠١٥ م التي شنتها قوات الغزو الهمجية على الجنوب مما تحمس بعض القيادات العسكرية والأمنية لتشكيل جماعات من الشباب لمواجهة ذلك الغزو فكانت التشكيلات المقاومة معظمها من الشباب الأحرار من أبناء الجنوب الذين ابلوا بلاً حسناً فكان لهم النصر المبين وبفضل حماسهم و تضحياتهم تقلدوا مراكز قيادية في التشكيلات القتالية فكان لزاماً على القيادة السياسية أن تفكر في تأهيل القيادات والضباط بالعلوم والتكتيك القتالي وتدريسهم على كيفية التعامل مع افرادهم أولاً ومن ثم كيفيك التعامل مع الأسلحة والمعدات القتالية والحفاظ على الأرواح ، وكذا كيفية وضع وفهم التعامل مع البرامج والخطط القتالية ، والأهم من كل ذلك كيفية استلام وترجمة الأوامر لتنفيذها والحفاظ على عامل الزمن الذي يحقق النصر ويوفير الدماء في المعركة ولن يحصل ذلك إلاّ بجهود التدريبات القتالية واستنزاف العرق بدلاً عن استنزاف الدماء فالعرق في التدريب يوفر الدماء في العمليات القتالية ولهذا يجب فتح المعاهد والكليات والاكادميات التي بها يتحصل الأفراد و الضباط والقيادات على العلوم العسكرية وبتلك العلوم نستطيع أن نمتلك جيش نظامي مهاب يتصدى لأي محاولة المساس بأمن وتراب الوطن .

ليس حدثاً عابراً:

وأشار الباحث والمحلل السياسي والعسكري ثابت حسين صالح:

افتتاح الأكاديمية العسكرية العليا في عدن ليس حدثا عابرا وعاديا، بل هو حدث تاريخي بارز ومهم للقوات المسلحة وللجنوب بشكل عام.
الأهم أن يفتتح هذا الصرح العلمي العسكري العالي اللواء عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، ولهذا رمزية سياسية لا تخفى على لبيب.
المعروف أن هذه الأكاديمية هي أعلى منشأة تعليمية عسكرية عليا وتتكون عادة من:كلية القيادة والأركان وكلية الحرب العليا وكلية الدفاع الوطني إضافة إلى مركز الدراسات الاستراتيجية.
وتمنح كليتا الحرب العليا والدفاع الوطني للخرجيين زمالة الكلية. والجدير بالذكر أن زمالة كلية الدفاع الوطني تعادل الدكتوراه في بعض الدول كسورية باعتبارها المستوى الأعلى للتعليم العسكري والسياسي الاستراتيجي، وغالبا ما يلتحق بها بعض خريجي كلية الحرب العليا.
الخلاصة:
يكتسب افتتاح الأكاديمية العسكرية العليا في عدن أهمية سياسية وعسكرية بالغة ونقطة تحول مهمة وخطوة أخرى نوعية لبناء وتأهيل القادة على أسس علمية وطنية وحديثة.
منذ حرب 2015م ظل الحوثيون يحتكرون السيطرة على المؤسسات المركزية الهامة بما فيها الأكاديمية العسكرية العليا ،في ظل تراخي وتخاذل سلطة الشرعية في نقل أو إعادة بناء هذه المؤسسات في عدن، بل ومنذ عام 1990 وتحديدا منذ 1994حين تم إلغاء مدرسة القادة والأركان في عدن وتحويلها إلى “معهد الثلايا” في إطار سياسات نظام صنعاء للقضاء على مؤسسات الدولة الجنوبية العسكرية والمدنية.

فيما أضاف العميد الركن فضل علي باعباد الهيئة العسكرية العليا للهيكلة والدمج،شعبة التوجيه المعنوي للقوات البرية الجنوبية:
عندما نتحدث عن المنشآت التعليمية العسكرية في الجنوب فنحن نتحدث أساساً عن منشآت دولة كانت الأولى عربياً وإقليمياً في أغلب معالم الحضارة المدنية والعسكرية وفي مختلف أوجهها سوى كانت منشآت تعليمية أكاديمية عسكرية ومدنية أو مسرع وسينما وتلفزيون وإذاعة وطرقات ومطارات وموانئ وملاعب ومنتزهات وغيرها من أوجه الحياة الحضارية في العاصمة عدن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى