الجنوب العربيالسلايدر الرئيسيتقارير

صنعاء تحتضن الفرقاء اليمنيين وتجند زنابيلها لغزو الجنوب مجددًا..!

سمانيوز / تقرير

في الوقت الذي لايزال الجنوب يعج ببعض التباينات والحماقات إن صح التعبير لطالما تمسك بعض الكبار سنًا القاصرين فكرًا ممن تنقصه النظرة بعيدة المدى بتابوت الوحدة اليمنية ممن لم يستوعب فكرة أن الوحدة اليمنية العالقة في ذهنه قد ماتت على أرض الواقع وصلى عليها الشعبان الجنوبي واليمني صلاة الحاضر الغائب. وإن صنعاء التي تحن وتئن لأجل العودة إليها قد تغّيرت وبات سجلها المدني منقسما بين «زنبيل وقنديل» ومواطن جنوبي مقيم من الدرجة الرابعة منقوص الحقوق والحريات يجلس على مقاعد السفهاء. أمام كل ذلك تعد صنعاء العدة عسكريًا وسياسيًا ودينيًا لغزو الجنوب. تجدد مفعول فتاوى التكفير الدينية تعقد تحالفات مشبوهة بذريعة نصرة غزة ومحاربة المرتزقة الجنوبيين. تجند وتعيد سيناريو تحالفات الضد وتحشد جحافلها لغزو الجنوب مجددًا ، ولكن هذه المرة تحت راية آل البيت أصحاب النظرة الشمولية البعيدة العابرة للحدود .

وقال محللون جنوبيون وعرب إن استمرار تنافر الجنوبيين وشق عصاهم يجعل الطريق معبدا مختصرا أمام الحوثي لغزو الجنوب ، ويسهل عليه مهمة فرض مشروعه الفارسي على الجنوبيين بالقوة أو عبر سياسة فرق تسد أو عبر أذياله المتحوثين .

فيما يرى آخرون أن الحوثي ينظر للجنوبيين بكل أطيافهم المختلفة من زاوية واحدة ويضرب الجميع بعصاء واحدة ، ويستميت لوضع يده على الثروات والموانئ الجنوبية.

فتاوى على حسب الطلب :

في ذات السياق أكد ناشطون جنوبيون أن باب اليمن لايزال يصدر الفتاوى الجهادية يجنّد ، ويدخل هذا إلى الدين الإسلامي ويخرج ذاك.

فتاوى دينية تفصّل على مقاس الطبقة الحاكمة وتتماشى مع متغيرات المزاج السياسي اليمني وتتأدلج على حسب كل مذهب أو ايديولوجيا يمنية قائمة ومن لم يكن معها فهو (كافر) ضدها ويجوز شن الحرب ضده كما هو حاصل ضد الجنوب منذ العام 1994م حيث كانت نظرة صنعاء الدينية تجاه الجنوبيين على أنهم كفار ماركسيين ثم تغيرت النظرة وانحرفت 90 درجة في العام 2015م وبات الجنوبي في نظرهم مسلما داعشيا متطرفا واليوم مرتزقا عميلا للخارج. واقتصرت الوطنية على قناديل وزنابيل اليمن متناسين أنهم باعوا الدين والوطن لدولة النفاق الفارسية إيران وأصبحوا خنجرًا مسمومًا في خاصرة الأمة العربية. وكانت الأوضاع الاقتصادية الهشة في الجنوب ثغرة تسلل عبرها الحوثي لضرب الجنوبيين بعضهم ببعض لتقوية فصيل على حساب آخر وزعزعة الأمن ، ودعم التنظيمات الإرهابية. وضرب الاقتصاد عبر المتاجرة والتلاعب بالعملة المحلية في العاصمة عدن كل ذلك يراه مراقبون يندرج في إطار التهيئة لإضعاف وغزو الجنوب.

صنعاء تحتضن تحالفات الضد لغزو الجنوب :

مهما بلغت درجات الخصام والتنافر والتراشق بين القوى اليمنية (حوثية عفاشية إخوانية قاعدية داعشية وقبائل) إلا أن العداء للجنوب وحب الاستحواذ والهيمنة عليه وعلى ثرواته قاسم مشترك يجمعهم، يرمون خلافاتهم وراء ظهورهم ويوحدون صفوفهم ويوجهون أسلحتهم صوب هدف مشترك واحد مستندين إلى المثل الشعبي القائل (أنا وابن عمي ضد الغريب).

وخلال تصريح إعلامي أعلن قبل أسبوع تقريباً عضو ما يسمى بالمكتب السياسي الأعلى لمليشيات الحوثي محمد علي الحوثي عن اتفاق مع حزب الإصلاح اليمني الإخواني وتنظيم القاعدة في اليمن لمواجهة العدوان الأمريكي البريطاني في البحر الأحمر والمرتزقة الجنوبيين العملاء لأمريكا وبريطانيا حد وصفه .

ووصف الحوثي اللقاء الذي عقد بصنعاء بحضور قيادات من جماعة الإخوان وأمراء تنظيم القاعدة من تعز ومأرب والبيضاء بالتاريخي، مؤكدا أن اليمنيين في هذا اللقاء قد تجاوزوا الخلافات البينية ووقعوا وثيقة الاتفاق على مواجهة العدوان الأمريكي البريطاني ولم يتبق إلا من وصفهم بالمرتزقة للغرب والأمريكان في محافظات الجنوب والشرقية، مهدداً بضربة وصفها بالإلهية تقضي عليهم وتنهي وجودهم .

وأضاف مستنداً إلى المثل الشهير (انا وابن عمي ضد الغريب) أن لقاء صنعاء والتصالح بين الأطراف وتوحيد الجبهة الداخلية تعتبر رسالة واضحة للمرتزقة بالجنوب ولأمريكا وبريطانيا على حدّ سواءَ.

ويرى مراقبون أن الحاصل في صنعاء اليوم يعيد الذاكرة إلى سيناريو حرب احتلال الجنوب في صيف العام 1994م إبان تحالف عفاش مع مليشيات الإصلاح الإخوانية والقبائل والمقاتلين العرب العائدين من أفغانستان.

فتوى إخوانية استباقية تحّرم وتجرم العد للحوثي :

ووفق مصادر إعلامية يأتي لقاء قوى الإرهاب اليمنية في صنعاء والتوقيع على اتفاقية التصالح ووحدة الصف اليمني ضد التحالف الدولي والجنوبيين بعد أيام من إصدار الشيخ عبدالمجيد الزنداني بيانا هاما وجهه لجميع اليمنيين، بشأن التطورات المتسارعة على الساحة اليمنية وحول القرار الأمريكي بتصنيف جماعة الحوثي كمنظمة إرهابية وتواصل الغارات الأمريكيّة البريطانية على اليمن، على خلفية هجمات المليشيات الحوثية على السفن التجارية بالبحر الأحمر ،أعلن فيه تعليق وتجريم العداء ضد الحوثيين .

وانتقد الزنداني موقف الشرعية اليمنية ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية من العدوان الإسرائيلي على غزة ومن هجمات الحوثي على السفن الغربية في البحر الأحمر ، باعتباره موقفا يفتقد إلى الرشد، المأمول من اليمنيين والمسلمين جميعا ويخدم الكيان الصيهوني.

زنبيل إخواني يعلن الولاء للسيد الحوثي :

في إطار التخادم المتجدد الإخواني الحوثي واستناداً إلى البيان آنف الذكر الذي أصدره الشيخ عبدالمجيد الزنداني القيادي الروحي لجماعة الإخوان فرع اليمن الذي دعا جميع التنظيمات والحركات الجهادية والأحزاب باليمن إلى نبذ الفرقة وتوحيد الصف إلى جانب الحوثي لمواجهة العدوان الأمريكي البريطاني في البحر الأحمر وباب المندب وإفشال ما وصفها بالمشاريع الانفصالية في الجنوب العربي.

وأعلن قائد عسكري كبير بالجيش الوطني التابع لجماعة الإخوان بمأرب العقيد حسين القشيبي عدم قتال الحوثي في هذا التوقيت، معتبراً أن من يقاتل الحوثي يعتبر مساندا للصهاينة. وقال القشيبي في تغريدات نشرها على حسابه عبر منصة إكس : عليا العار إن وجهت سلاحي في وجه الحوثي وهو يدافع عن غزة ، ومن يفعل ذلك ديوث وسلامتكم ياقوم.

وأعلن في تغريدة أخرى قراره بعدم الدخول في أي معركة جديدة ضد الحوثي الذي يدافع وحيداً عن غزة، حسب تعبيره.

وقال القشيبي : باسمي وباسم كل المنشقين من جيش الشرعية لن ندخل في معركة جديدة مع الحوثي الذي يدافع وحيداً عن غزة ، ونعلن استنكارنا لكل من يشارك القوات الأمريكية والبريطانية في حماية السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر.

وتابع : لن نساعد شرعية المطبعين على المشاركة في سفك دماء أبناء غزة.

ووصف محللون تصريحات القشيبي بمثابة إعلان حرب مبطن ضد السعودية والجنوب.

في نفس السياق أكدت مصادر محلية في محافظة البيضاء اليمنية عن اجتماع عقد قبل أيام في مديرية الصومعة وبمشاركة قيادات رفيعة من تنظيم القاعدة بمحافظة البيضاء مع قيادات ومشرفين حوثيين ، وتم الاتفاق على وحدة الصف والقتال ضمن عملية طوفان الأقصى التي نفذها الحوثي خلال الأيام الماضية على مديرية بيحان بمساندة تنظيم القاعدة الإرهابي في محافظة البيضاء وطالبوا بسريان تنفيذ الاتفاقية في الصومعة على جميع الجبهات والمحافظات بما فيها مأرب وتعز والحديدة وإب.

ختامًا .. بات استمرار العداء أو التنافر بين الجنوبيين غير مبرر وغير مقبول خصوصًا في هذا الوقت الحساس وأنه يتعين على الجنوبيين ترحيل خلافاتهم إلى وقت لاحق، كما يتعين على التحالف العربي إبرام اتفاقات عسكرية وأمنية مع الجنوبيين لمواجهة الخطر المشترك القادم من صنعاء القابعة تحت سيطرة مليشيات الحوثي الإرهابية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى