الجنوب العربيالسلايدر الرئيسيتقارير

أذعرت العالم وصرفت الإنتباه عن جرائم إسرائيل في غزة.. «دراماتيك البحر الأحمر» بعثرت جهود السلام الهشة في اليمن ..!

سمانيوز / تقرير

خفت الانتقادات والضغوط التي كانت ممارسة نوعاً ما على الكيان الإسرائيلي وصرفت الأنظار عنه ، وانحرفت البوصلة صوب البحر الأحمر ومضيق باب المندب حيث الدراما الأمريكية حوثية والتراشق المتبادل غير المفهوم ، تصعيد وتهويل إعلامي أصاب العالم بالذعر. أحداث دراماتيكية هلامية تصدرت عناوين الأخبار العربية والدولية وأخذت مساحات وحيز أكبر من حجمها صرفت الأنظار عن مخططات الكيان الإسرائيلي وجرائمه البشعة المرتكبة ضد الشعب الفلسطيني في غزة، حيث أعلنت مصادر طبية ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى أكثر من 27365، غالبيتهم من النساء والأطفال، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر الماضي 2023م.

وأضافت المصادر ذاتها، أن حصيلة المصابين ارتفعت نحو 66630، فيما لا يزال أكثر من 8 آلاف في عداد المفقودين تحت الركام وفي الطرقات ، ويمنع الاحتلال الإسرائيلي طواقم الإسعاف من الوصول إليهم، ناهيك عن الدمار الهائل الذي طال كل شيء في قطاع غزة إلى جانب انتشار الأمراض وسوء التغذية بين أوساط النساء والأطفال نتيجة الحصار والقصف المستمر ، وضع كارثي يشهده قطاع غزة والعالم منشغل بزوبعات الحوثي التي لم تضر إسرائيل ، ولم تخدم الشعب الفلسطيني.

تكبير فرقعات الحوثي وتصغير جرائم إسرائيل في غزة :

لماذا لايزال الحوثي في وضعية هجوم؟

الا يفترض أن تصيبه الضربات الأمريكيّة والبريطانية في مقتل أو تحد من خطورته وتشل وتضعف حركته

أم أنها مجرد مناورات للتكبير من شأنه أمام جيرانه العرب خصوصًا السعودية ، ليصبح لاحقًا بعبع لا أحد يستطيع الوقوف في وجهه، وأنه يتوجب على خصومه الرضوخ لمطالبه والتفاوض معه ، لاسيما دول عظمى لم تستطع ردعه.

ويرى مراقبون أن هناك مخططا أمريكيا إسرائيليا كبيرا يستهدف المنطقة العربية ، وكانت الأحداث في غزة وباب المندب مجرد ذريعة ، وأن الأيام القادمة كفيلة بإظهار المستور إلى العلن. مؤكدين أن الحاصل يندرج في إطار التغطية على جرائم إسرائيل والتمهيد لمخطط إسرائيل الكبرى عبر إضعاف ، وتدمير الاقتصاد المصري كخطوة أولى.

هجمات التحالف الدولي لم تحقق أهدافها في اليمن :

من جهته قلل الناطق باسم جماعة الحوثي محمد عبد السلام من هجمات أمريكا وبريطانيا على مواقع مليشياته، مؤكدًا أنها لم تحقق أي هدف. وقال في تغريدة له على منصة إكس : استمرار العدوان الأمريكي البريطاني على بلدنا لن يحقق للمعتدين أي هدف، بل يزيد من مآزقهم ومشاكلهم على مستوى المنطقة، وقرار اليمن بمساندة غزة ثابت ومبدئي ، ولن يتأثر بأي اعتداء . وبشأن القدرات اليمنية العسكرية نحب أن نؤكد أنه ليس من السهل تدميرها ، وقد أعيد بناؤها في ظل سنوات حرب قاسية.

وأضاف : وعوضا عن التصعيد وإشعال جبهة جديدة في المنطقة على أمريكا وبريطانيا الانصياع للرأي العام الدولي المطالب بوقف فوري للعدوان الإسرائيلي ، ورفع الحصار عن غزة والكف عن حماية إسرائيل على حساب الشعب الفلسطيني.

وقال : يجب التأكيد أن الغارات العدوانية سواء على بلدنا أو على العراق وسوريا سوف تزيد من كراهية الشعوب ، وتوحدها ضد الوجود الاستعماري الأمريكي في المنطقة.

من جهتها قالت السفارة الأمريكية لدى اليمن في بيان نشرته على منصة إكس إن تصرفات جماعة الحوثي في البحر الأحمر تعرض السفن التي تحمل 15% من التجارة العالمية للخطر. وهي سلع حيوية مثل الغذاء، مما لا يؤثر على الشرق الأوسط فحسب، بل على الجميع.

وشددت على مهمة واشنطن لحماية هذه الروابط التجارية الأساسية، وضمان الرخاء العالمي.

في نفس السياق أطلق البنك الدولي تحذيراً من نشوب أزمة عالمية في سلال الإمدادات إذا ما استمرت هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر وخليج عدن 3 أشهر إضافية، وقال إنها ستكون أزمة شبيهة بتلك التي عاشها العالم أثناء جائحة فيروس «كورونا».

وفي تقرير له عن تغيير مسار السفن من قناة السويس ومخاوف حدوث أزمة جديدة في سلاسل الإمداد أكد البنك الدولي أنه على المدى القريب، من المرجح أن تستوعب صناعة شحن الحاويات العالمية الصدمة التي أصابت سعة الشحن بسبب الهجمات على السفن في البحر الأحمر؛ نظراً لضعف الطلب بشكل عام خلال يناير وفبراير .

محذراً من حدوث مخاطر إذا استمرت الهجمات خلال شهري مارس وأبريل وهو الوقت الذي تشهد فيه التجارة العالمية انتعاشاً موسمياً.

جهود أممية بعثرتها الأحداث في البحر الأحمر :

ورغم المستجدات الأخيرة المخيبة للآمال إلا أن الأمل لايزال معقودًا لدى المبعوث الأممي إلى اليمن السيد هانس غروندبرغ في لملمة وتثبيت دعائم جهود السلام التي رعاها خلال الشهور الماضية من العام المنصرم 2023م،

وبحسب وسائل إعلام إيرانية أفادت بوصول السيد هانز غروندبيرغ يوم السبت الماضي 3 فبراير 2024م، إلى العاصمة الإيرانية طهران لإجراء محادثات حول آخر التطورات في اليمن. وأجرى مباحثات لإيقاف هجمات مليشيات الحوثي الموالية لإيران في البحر الأحمر التي تهدد كل جهود السلام التي بذلها خلال الأشهر الماضية.

وخلال الزيارة أجرى المبعوث مباحثات مع وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الذي بدوره ووفق مصادر إعلامية وضع عددًا من الشروط بشأن العودة إلى جهود السلام في اليمن منها وقف الضربات الأمريكية البريطانية على مواقع الحوثيين ومنع إدراجهم على قائمة الإرهاب الأمريكية.

وقال وزير خارجية إيران إن الهجمات العسكرية الأمريكية والبريطانية على اليمن وإدراج جماعة الحوثي مرة أخرى على قائمة الإرهاب الأمريكية، قد جعلت الظروف أكثر تعقيداً وعرقلة الحل السياسي في اليمن.

وقالت الخارجية الإيرانية إن المبعوث الأممي إلى اليمن السيد هانس غروندبرغ قدم شرحاً عن إجراءات الأمم المتحدة لأجل تحقيق السلام والهدوء في اليمن وخفض التوترات فيها. مؤكداً على ضرورة الوصول إلى حل جذري للأزمات في المنطقة عبر توظيف الطاقات داخل المنطقة نفسها.

ختامًا .. يظل الشعبان الجنوبي في عدن و اليمني في صنعاء ضحية المؤامرات والمغامرات الحوثية، تصرفات طائشة غير عقلانية بعثرت جهود السلام وأضافت أزمة إلى الأزمات المتراكمة بالمنطقة. شطحات سخيفة لاتخدم الشعب الفلسطيني البتة، بقدر ما تم توظيفها لصالح تمرير مخططات أمريكية إسرائيلية بعيدة المدى بالمنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى