الجنوب العربيتقارير

لمواجهة الظروف الطارئة.. دور الأمهات في تعزيز مفهوم الادخار لدى الأطفال

سمانيوز/تقرير/خديجة الكاف

يجب أن تسعى الأمهات إلى توعية أبنائهن بأهمية الثقافة المالية، حيث يبدأ الأبناء اكتسابها في مراحل مبكرة لتكون أساس بداية الادخار، وركناً من أركان تعلم الاستثمار والوصول إلى الاستقرار المالي في المستقبل.

أشياء يجب على الآباء معرفتها عن التعليم المالي الذي يجب أن يقدموه لأبنائهم :

على الآباء أن يعترفوا بالمسؤولية عن تعليم الأبناء وتثقيفهم مالياً، بحيث لا يكتشفون ذلك بعد ارتكاب أخطاء وهدر المال بما لايفيد..
وعلى الأهل إدراك أن أبناءهم المراهقين لا يدركون أهمية معرفة الثقافة المالية، فالثقافة المالية تساعدهم على التحكم في أموالهم وتمنحهم راحة نفسية لا متناهية، وتفتح لك أبواب الفرص المتميزة والخيارات الكثيرة، لمساعدتهم على تحقيق أهدافهم.

يسهم الادخار في ﺗﺤﺴﻴﻦ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻤﻌﻴﺸﺔ، وﻳﻌﺪ ﻣﻔﺘﺎحاً ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ الأﻫﺪاف ومتطلبات اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ، وﻳﺴﺎﻋﺪ ﻓﻲ ﺗﺄﻣﻴﻦ اﻻﺣﺘﻴﺎﺟﺎت اﻟﻄﺎرﺋﺔ وﻏﻴﺮ اﻟﻤﺘﻮقعة. لذا، يجب الشباب أن يتعلموا مفهوم الادخار من أجل تعلم الاستثمار، وضرورة وجود استراتيجية وليست تكتيكات مرحلية أو آنية.

تعويد الأطفال على الادخار

تقول المحامية سحر أحمد هزاع: يعد الادخار الاسري أداة مهمة في أي نظام اقتصادي، والتثقيف حول ذلك يكون من قبل الأم لأولادها. حيث يحفز الادخار في التنمية الاقتصادية التي تعزز النمو الاقتصادي، فهو من مصادر التمويل الداخلي في إطار الأسرة”.

وتؤكد أن “دور الأم كبير في تربية الأبناء من ناحية زرع الثقة الفكرية والاجتماعية، وحب الخير والتعاون المشترك، فظهرت منذ القدم بما تسمى الحصالات عند أغلب الأسر التي كانت تستخدمها كنوع من الادخار لدى الأطفال، يضعون فيها جزءًا من مصروفهم اليومي وتجميعها لفترات معينة أو لأشهر، وفيما بعد يتم استهلاكها وصرفها بما يفيد الطفل، والغرض منها تعويد الأطفال على الادخار وتقدير المال لغرض يستفاد منه، فالطفل يبدأ يفكر بأموره المستقبلية والعائد المرجوع الذي سيحصل عليه من ادخاره المال”.

وتشدد هزاع على “أهمية دعم الأم لأطفالها، في تعليمهم معنى التوفير وعدم البدخ، فتنمي أفكارهم يوماً بعد يوم حتى يصل الطفل في الادخار لدى مصرف أو بنك، ليصل حسابه إلى مبلغ يمكن أن يفيده في حياته المستقبلية أو دراسته في ظل الأوضاع الصعبة والاقتصادية التي تمر بها البلاد”.

تعزيز مفهوم الادخار

وتقول الأستاذة ناهد الخديري، رئيسة جمعية بسمة طفل والمرأة: “دور الأمهات دور كبير جداً بعكس الأب، حيث يكمن دورها في أن تشجع أبناءها لمواصلة الدراسة من الإعدادية للجامعة، كما أنها تسعى أن تعزز مفهوم الادخار لديهم بسبب أوضاع البلاد الاقتصادية والاجتماعية المتدهورة، كما يجب عليها مراقبة الأبناء داخل المنزل أو خارجه في ظل ما وصلت إليه الأوضاع من انتشار المخدرات بأنواعها. كما يكمن دور الأمهات في الانتباه والتركيز على سلوك أبنائهن قبل انجرافهم لتعاطي الحبوب والمخدرات”.

وتضيف قائلة: “كما يجب على الأمهات التوعية بأهمية الادخار عبر الإرشاد والنصح والتوعية المستمرة لأبنائهن، بأن تكون العين اليقظة لهم وإرشادهم، وذلك من خلال فتح مشاريع صغيرة تعود عليهم بالمنفعة على المستوى الشخصي والأسري”.

ادخار جزء من المصروف الشخصي

وتؤضح الأستاذة رباب عبده مهيوب، معلمة في مركز محو الأمية وتعليم الكبار، أن “مفهوم الادخار هو عملية تخصيص جزء من الدخل أو الموارد المالية لتلبية احتياجات مستقبلية، أو تحقيق أهداف محددة، حيث يُعتبر الادخار أحد أسس التخطيط المالي السليم، بما يسهم في توفير الأمان المالي ومواجهة الظروف الطارئة، إضافة إلى تحقيق طموحات شخصية أو استثمارية”.

وتشير إلى أن دور الأم في توعية أبنائها بأهمية الادخار يكون عبر:
التثقيف المبكر: يمكن للأم غرس مفهوم الادخار لدى الأبناء منذ الصغر، من خلال تعليمهم كيفية توفير جزء من مصروفهم الشخصي. واستخدام أمثلة عملية مثل حصالات التوفير لتوضيح أهمية الادخار.
التطبيق العملي: تشجيع الأبناء على وضع أهداف مالية صغيرة، مثل شراء لعبة أو كتاب، وجعلهم يدخرون لتحقيق هذا الهدف. وتعليمهم الأولويات المالية وكيفية التفريق بين الاحتياجات والرغبات.
القدوة الحسنة: تُعتبر الأم قدوة لأبنائها، عندما يرونها تخطط وتدخر بذكاء يكتسبون هذه العادة تلقائيًا، ويمكن أن تشرح لهم كيف يدخر المنزل في نفقاته، مثل وضع ميزانية شهرية.
ربط الادخار بالمستقبل: شرح فوائد الادخار على المدى البعيد مثل التعليم، شراء منزل، أو مواجهة الطوارئ المالية.

وأوضحت أنه يجب على الشباب تعزيز الادخار لتنفيذ مشاريع خاصة، وذلك عن طريق:
1. وضع خطة مالية: يجب على الشباب تحديد أهداف واضحة لمشاريعهم، وتقدير التكاليف اللازمة لها، وبناء خطة ادخار تشمل توفير جزء من دخلهم الحالي بشكل دوري.
2. الاستفادة من الموارد المتاحة: استغلال المنح أو القروض الصغيرة المخصصة للمشروعات الشبابية، والبحث عن برامج حكومية أو أهلية تدعم رواد الأعمال.
3. التقليل من النفقات غير الضرورية: مراجعة أسلوب الإنفاق اليومي لتقليل الهدر، وتخصيص مبالغ محددة للأشياء الأساسية فقط.
4. استثمار المدخرات: بدلاً من تجميد الأموال المدخرة يمكن استثمارها في مشاريع صغيرة، أو أصول منتجة لتحقيق عائد إضافي.
5. التعلم والتطوير: الشباب بحاجة لفهم أسس الإدارة المالية وإدارة المشاريع، ويمكنهم حضور دورات تدريبية أو قراءة كتب تعزز مهاراتهم في التخطيط المالي والريادي.

وتؤكد على أن “الأوضاع الاقتصادية الصعبة تجعل الادخار والتخطيط المسبق ضرورة وليس خيارًا، حيث يساعد الأفراد على بناء أمان مالي ومستقبل مستدام”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى