«فوبيا المرتفعات » هاجس مخيف يعيق الحياة اليومية ويؤثر سلبا على نشاط بعض المجتمعات
سمانيوز-شقائق / تقرير / خديجة الكاف
يُعتبر التفسير الأكثر قبولا لرهاب المرتفعات هو أنه نابع بسبب خوف الإنسان من المرتفعات لكونه يتوقع السقوط والتعرض للأذى أو حتى الموت، فيلقي الأطباء النفسيون وعلماء النفس رهاب الأكروفوبيا على عاتق التفكير السلبي الذي يدور بخلد الشخص، مما يدفعه للتفكير بسلبية غير واقعية بسرعة وبصورة تلقائية، لدرجة عدم إدراكه لذلك.
تعريف “الأكروفوبيا” على أنها الخوف الشديد من المرتفعات الذي يمكنه أن يسبّب قلقاً وذعراً كبيرين، وتُشير بعض الأبحاث إلى أن هذا الرهاب قد يكون أحد أكثر أنواع الرهاب شيوعاً،
وهنا لن نتحدث عن الخوف البسيط من المرتفعات الذي قد يصاب به أيّ فرد في الأماكن المرتفعة، كالدوار البسيط أو التوتر عند النظر إلى أسفل. فهذه مشاعر طبيعية لن تدفعك إلى الامتناع عن التواجد في المرتفعات.
نحن نوضح عن فوبيا المرتفعات (الخوف الشديد) التي مجرد التفكير فيها يجعل الفرد يصاب بنوبة هلع وخوف شديدة ، وذلك من خلال التفكير في عبور جسر أو رؤيتك لصورة جبل ووادي يحبط به ، حيث يثير في نفسه الخوف الشديد والقلق؛ ولن يمكنكَ التخلّص من هذا المرض بسهولة، بل سيكون تأثيره قويا على حياتك اليومية.
لا بدّ من الإشارة إلى أنه لا يمكن تشخيص أي نوع رهاب أو فوبيا، إلا من قبل إختصاصي صحة نفسية، فإذا كنت تجد أن خوفك من المرتفعات يشكل عائقا في حياتك اليومية وله تأثير كبير على نشاطات تريد القيام بها، تأكد من أن تلجأ للعلاج.
ليس طبيعياً أن تلغي زيارة صديق مثلاً لأنه يعيش في طابق علوي، أو ألا تذهب في رحلة مع أصدقائك لأنك ستضطر إلى المرور من فوق جسر عالٍ. هذه الإشارات وغيرها هي دليل واضح على أنك بحاجة لأن تلجأ اختصاصي.
أسباب فوبيا المرتفعات :
تتطور أحياناً فوبيا المرتفعات حيث تتصاعد حدّتها، استجابة لتجربة مريرة قد مررت بها، كالسقوط من أحد المرتفعات مثلاً، أو شهدت سقوط أحد من مكان عالٍ. ويمكن أن يكون تعرضك لتجربة سلبية لا علاقة لها بالمرتفعات، إنما صادف وجودك في مكان عالٍ، سبباً بإصابتك بالرهاب.
لكن في الإجمال ، فإن الرُّهاب، أي نوع رُهاب – بما في ذلك رهاب المرتفعات يمكن أن يتطور من دون وجود محفّز واضح أو مسبّب معروف.
يمكن في بعض الحالات أن يلعب عامل الوراثة دوراً، بمعنى أنه يمكنك أن تكون أكثر عرضة للإصابة بهذا النوع من الرهاب إن كان أحد أفراد عائلتك مُصاباً به، فينتقل إليك الخوف من المرتفعات؛ لأنه أصبح سلوكاً مألوفاً بالنسبة لك نوعاً ما.
وفي هذا الإطار يشير موقع Cleveland Clinic إلى أن الأطفال هم الأكثر عرضة للإصابة ، ولتطور هذا النوع من الرهاب بالنسبة لهم ، على أن يصبح واضحاً في حالات المراهقة والشباب.
وقد خلصت بعض الدراسات إلى أن النساء تزداد احتمالية تشخيصهم برهاب المرتفعات أكثر من الرجال، إذ أن نسبة الرجال المصابين بفوبيا المرتفعات هي 4.1%، في حين أنها تصل إلى نسبة 8.6% لدى النساء.
اعراض فوبيا المرتفعات :
الأعراض الأساسية تتمثل في الخوف الشديد الذي يُترجم من خلال نوبة هلع أو قلق كبيرين. وبالنسبة للبعض، فإن المرتفعات العالية جداً من شأنها أن تغذّي هذا الخوف؛ في حين أنه يمكن للمرتفعات الأقل علواً -كالسلالم الصغيرة مثلاً – أن تخيف البعض الآخر.
والأعراض تتنوع بين الجسدية والنفسية، وتشمل الأعراض الجسدية :
ألماً في الصدر أو ضيقاً في التنفّس ،الشعور بالغثيان أو الدوار ، ضربات قلب قوية ،زيادة في التعرّق ، الارتجاف ، عدم دخولك في أي طريق به مرتفعات، حتى لو كان أطول أو أكثر صعوبة ،فقدان التوازن، والشعور بأنك ستسقط. وهذه الحالة قد تحدث حين تنظر من أعلى إلى أسفل، أو العكس أيضاً .
الأعراض النفسية فيمكنها أن تتلخص بالآتي :
الإصابة بنوبة هلع، حتى بمجرد التفكير بأنه عليك التواجد في مرتفع ، اختبارك لقلق شديد حين يتعين عليك صعود السلالم، أو المصاعد المكشوفة للخارج، أو حتى القيادة على طول جسر عالٍ ، التوجّس من فكرة أنك ستسقط من أعلى.
أنواع خوف المرتفعات :
فزع وخوف وتوتر شديد فى الأماكن المرتفعة”، وهى ما تسمى بفوبيا الأماكن المرتفعة وهى واحدة من أنواع الفوبيا التى تسبب خوفا شديدت بمجرد التواجد فى الأماكن المرتفعة.
وحسب ما ذكره موقع healthline فأن هناك علامات تدل على الإصابة بفوبيا الأماكن المرتفعة ومنها علامات نفسية وأخرى جسدية وهي :
العلامات النفسية التى تدل على فوبيا الخوف :
– الخوف والتوتر الشديد عند التواجد في أماكن مرتفعة مع الشعور بعدم التوازن، وقد يصاب البعض بالبكاء الشديد.
– العلامات الجسدية التى تدل على فوبيا الخوف
– تعرق شديد فى الجسم مع تسارع دقات القلب، مع الصراخ الشديد، وعدم القدرة على التركيز أو التفكير.
طرق العلاج من فوبيا المرتفعات :
هناك علاج “التعرض” يسهم في تخفيف حدة الخوف من تلك المرتفعات :
حيث يعتبر هو أكثر العلاجات فاعلية في حال كنت مصاباً بأي نوع رهاب ، هذا النوع من العلاج قد يطلب منك الاختصاصي أن تلجأ إليه، أو يمكن في بعض الأحيان أن يلجأ إليه الأفراد الذين يشعرون بأنهم يطورون نوعاً من الرهاب من تلقاء أنفسهم.
١- ستقوم في هذا النوع بتعريض نفسك لما تخاف منه، لكن تدريجياً وببطئ.
٢- بالنسبة إلى رهاب المرتفعات مثلاً، يمكن في البداية أن تنظر إلى صور التقطت من العالي أو مشاهدة فيديو الأشخاص يتسلقون مبنى، أو يعبرون جسراً عالياً وهم مربوطون بحبل مشدود، أو فيديو الأشخاص يمارسون هواية القفز بالحبال أو المظلات.
لاحقاً، وفي حال تعلمت بعض التقنيات التي يمكنها أن تساعدك على الاسترخاء، بهدف التغلب على هذا الخوف، يمكنك أن تطور علاج “التعرض”؛ فتبدأ بالخروج إلى شرفة عالية، أو تستخدم السلالم العالية.
وفي حال شعرت بأنك لست جاهزاً لتجربة العلاج بالتعرض، فستعمل مع الإخصائي على العلاج السلوكي المعرفي ، في هذا النوع من العلاج ستعمل على تحدي الأفكار السلبية التي تراودك حين تكون في مكان مرتفع من خلال إعادة تأطيرها ووضعها في حجمها المناسب.
يتضمن هذا العلاج أيضاً التعرض للأماكن المرتفعة أيضاً، لكن في مراحله المتقدمة حين يشعر المعالج بأنك جاهز لمواجهة خوفك.
وينصح بعلاج فوبيا الرهاب فورا منعا لحدوث أى مضاعفات ومشاكل على الصحة، وهناك طرق مختلفة للرهاب ومنها :
1: العلاج السلوكي، وذلك عن طريق التأهيل النفسي والتدريب على التواجد في الأماكن المرتفعة للتخلص من الرهبة والتوتر الشديد.
2 :من الممكن تناول بعض الأدوية المهدئة والتي تحد من التوتر والألم.
3: العلاج بممارسة التمارين الرياضية التي تساعد على الاسترخاء والهدوء.