تقاريرقضايا عامة

المرأة ما بين المستقبل المستدام والحفاظ على الأجيال القادمة

سمانيوز-شقائق /تقرير / إيمان أحمد عبد المطلب

الاستدامة تعنى قدرة الإنسان على تطوير بيئته والحفاظ عليها وعلى مواردها من أجل الحفاظ على حق الأجيال القادمة وتحقيق جودة الحياة وتحسين نوعيتها ويمكن تحقيق الاستدامة في كل مكان ومجال والمستقبل المستدام هو المستقبل الذي نطمح بالوصول إليه ويعتبر تعليم قيم الاستدامة وتشجيع الأولاد على اكتشاف العالم والطبيعة واحترامه وذلك الافتراض التربوي وهو أن الصغار الذين يدرسوا السلوك الاستدامي قد يكون في المستقبل وكلاء لتغيير سلوك المجتمع ولذلك لا يمكن نكران دور المرأة بصفتها صانعة للأجيال ودورها الرائد والمستدام نحو مستقبل أفضل ونتيجة للزيادة السكانية على مدار الأعوام السابقة وزيادة الاستهلاك فضلا عن التطور الصناعي تتعرض بيئتنا لمزيد من التدهور ويجب التنويه أن الاستثمار في تحسين وضع المرأة ينتج آثارا إيجابية مضاعفة على مستويات المعيشة خاصة في المجالات التنموية والاستهلاك الذكي الذي يتبنى فكرة إعادة التدوير والاستخدام وعدم الإسراف ومشاركة الآخرين ولتحقيق الاستدامة يجب توفير مساحات آمنة للمرأة بمنحها فرصة لدورها الإنساني بالإضافة إلى دورها التنموي والدور الإنساني كما ذكر في الأديان السماوية والدين الإسلامي يتمثل في..
1/إستخلاف الإنسان
لأننا خلفاء الله فى أرضه
قال تعالى: ((وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ))الأية30سورة البقرة .

ولكن للأسف يوجد أحيانا من يسلب هذا الدور من المرأة ويبعدها عن عمارة الأرض والتطوير ويجعل دورها قاصر فقط على الإنجاب ويتغافل أن ذلك دور واحد من أدوار المرأة

٢- الميزان..
وهو الحفاظ على التوازن وهذا مبدأ سماوي وإسلامي للحفاظ على البيئة واستقرارها
قال تعالى: إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ) (49) سورةالقمر.

ويجب تعميم التوازن كسلوك للاستدامة والتمكين المرأة لتعلم النشء على الحفاظ وعدم الإسراف ورغم أن المرأة أكثر تضررا من الرجل في التغيرات المناخية وتدهور البيئة إلا إنها أكثر سعيا للإستدامة ففي دراسة سويدية استندت عالمة الإقتصاد الفرنسية أوريان فيجنر لدراسة سويدية 2021 تبين أن تصرفات الرجل الاستهلاكية تشكل مصدر لمعدلات تؤثر سلبا على البيئة أكثر ب16% من المتوسط من الكمية الناجمة عن تصرفات النساء بالإضافة إلى أن المبالغ التي تنسقها النساء مرتبطة بسلع وخدمات استهلاكية ومتعلقة بالرعاية والصحة والملابس والأساس والتي تعتبر أغلبها أولويات في كل أسرة فضلا إلى سياسة المرأة في عدم الإسراف وإعادة التدوير والاستخدام ويعد دور المرأة بارز خاصة في آونة ظهور فيروس كورونا كوفيد 19 وخاصة فيما يخص تعقيم المنزل والحفاظ على العائلة وكان دورها واضح وجلي عن دور الرجل بالإضافة إلى مساعدتها في حصول أطفالها على التعليم والتحصيل في ظل هذه الظروف الصعبة، وكل هذا ينفي جميع الأوهام عن عدم قدرة المرأة على التصرف ومواجهة الظروف والمحنات الصعبة وطبقا لما صرح به الأمين العام للأمم المتحدة بأن المرأة هي الأساس للتنمية المستدامة في المجتمع وهي المسؤول الأول عن نوعية الحياة وحيويتها.

الحكمة في اتخاذ القرارات:

وهي ضرورية لاتخاذ القرار الصحيح للحد من الآثار البيئية المستقبلية أن ناتجة عن قرارات أمس واليوم
قال تعالى{ ‏‏يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ) الآية ١١سورة المجادلة
ويزيد تعليم الدين الإسلامي ورسالته العالمية في نشر العلم ورغم التشريعات بضرورة تعليم المرأة يظهر واضحا في بعض المجتمعات حرمان المرأة من التعليم حتى في الدول البترولية مما يعوق دورها في تحقيق مشاركتها المجتمعية وفيرون في منع حماية لها وحفاظ عليها وبذلك زادت نسبة أمية النساء ويعد محو أمية النساء ضرورة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة حيث أنه يتيح تعزيز المشاركة في سوق العمل وتحسين الأحوال الاقتصادية والحد من الفقر فضلا عن مزيد من فرص الحياة وهذا يتجاوز المفهوم التقليدي لمحو الأمية باعتباره تعليم القراءة والكتابة والحساب فأصبح يعرف محو الأمية على مدى التواصل والإبداع بالإضافة إلى محو الأمية التكنولوجي والطابع الرقمي وثراء المعلومات وحرمان المرأة من ذلك العلم يجعلها في مستوى متدني ومشاركة مجتمعية محدودة وتقلل من أدوارها رغم توقعتها الهائلة ورغم التطور الواضح في تقليل أمية النساء إلا أن ذلك لا ينفي وجود الظاهرة.

تسريع وتيرة التنمية فى عصر الأزمة العالمية:

لقد أقر المجتمع الدولي بأنه يجب أن تكون هناك مساواة بين الجنسين وتمكينا للمرأة وقد كان ذلك و نضالا قويا حيث وجود التمييز بين الجنسين أحيانا في بعض الدول وباعتماد الدول أهداف التنمية المستدامة ال17 لعام 2030 ركز الهدف الخامس منها على تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين كل النساء والفتيات وهذا يعد اعتراف دولي بأن المرأة لها الدور الأكبر في الاستدامة والإقرار بمساهمة المرأة الفعالة.
وتوجد صلة وثيقة بين النوع الاجتماعي وأهداف التنمية المستدامة وماأقرته الأمم المتحدة أنه لا تنمية دون توازن كامل بين الجنسين وقضاء على أشكال التمييز تماما ولا استدامة بيئية دون دور فعال للنساء كرائدات أساسيات للتغيير.

وقلة الاهتمام بتمكين المرأة واستمرار توجيه أشكال القهر والاضطهاد إليها يؤثر سلبا على تحقيق التوازن الثقافي والاجتماعي والبيئي
أهمية ادماج المرأة فى أهداف التنمية.

المرأة العربية على الأجندة
التنموية:
الاهتمام بصحة المرأة سوف ينعكس إيجابيا على صحة أبنائها في إدماج المرأةفى أهداف التنمية يعني تحسين للصحة
زيادة الاهتمام بإدماج المرأة في التنمية يعمل على رفع المدخرات بنسبة 35% حيث تدعيم حقوق الملكية للمرأة وتؤكد الدراسات على أن المؤسسات التي تديرها إيه النساء تكون أكثر حفاظا على البيئة وتخلق بيئة مستدامة
فضلا عن تقوية الاقتصاد فزيادة التحاق الفتيات بالمدارس بنسبة 10% تنعكس على نمو الناتج المحلي الإجمالي بحوالي 3%
وتهتم النساء أكثر من الرجال بالتعليم فالعائلات التي تعولها المرأة يتم تخصيص نسبة أكبر من ميزانية الأسرة للتعليم وهذا يعني أن إدماج المرأة في أهداف التنمية وضرورة تمكينها يعنى تحسين منظومة التعليم
وتقوم النساء بدعم الأسرة فعالميا تنفق المرأة العاملة حوالي 90% من دخلها على أسرتها
وتشغيل مزيد من النساء سوف يزيد من إنتاجية العمالة بالنسبة 25% في بعض الدول فتمكين المرأة في العمل يعمل على زيادة الإنتاجية.

وحيث تملك النساء للأراضي الزراعية يقلل احتمالية تعرضهم للعنف المنزلي ثمان أضعاف فتملك النساء يزيد من زيادة الأمن، وإدماج المرأة في عملية صنع القرار يؤدي إلى زيادة كفاءة المشاريع الاقتصادية والبيئية واستدامتها وبناء السلام ويؤدي إلى كفاءة صنع القرار.

لهذا لقد خلقنا الله اثنين نوعين ذكر وأنثى وكل منهم نصف الآخر وتستمر أدوار المرأة في التزايد فهي المحرك الأساسي للقوى البشرية وهي التي تزرع القيم والأخلاق في الأبناء بالإضافة إلى المشاركة المجتمعية الفعالة في كل المجالات وقمة التناقض أننا نعيش في مجتمع عربي ولدينا أديان سماوية تنظم العلاقات الإنسانية وقوانين وتشريعات لا تنكر فضل المرأة وتنفي التمييز ولكن رغم ذلك تعيش معظم النساء العربيات في ظلم واضطهاد أحيانا رغم أن الأديان السماوية والإسلام كرم المرأة وحفظ لها حقوقها فما زال البعض يعامل المرأة على إنها كائن لا يحق له التحرك والظهور بكيانه ورأيه رغم تحريم وأد النساء الفكري والمعنوي ورغم وجود سياسات تمكين المرأة إلا أن هذه القوانين والسياسات تحتاج إلى متابعة وتطوير وتقييم مستمر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى