صحف عربية تساند خيار الجنوبيين بفك الارتباط عن اليمن .. هل استجابة للأمر الواقع المفروض في الجنوب واليمن؟ أم تسويق إعلامي لممارسة نوع من الضغوط؟
سمانيوز / تقرير
هل تلويح بعض دول الإقليم عبر وسائل إعلامها باللجوء إلى خيار حل الدولتين يأتي استجابة للواقع المفروض على الأرض في الجنوب واليمن؟ أم مجرد تسويق إعلامي لممارسة نوع من الضغوط لإنجاح مسار التسوية السياسية الجارية في الإقليم العربي تحت إشراف أممي؟
صحيفة الأضواء السعودية في تقرير لها نشرته يوم 30 نوفمبر 2024م قالت إن استعادة الدولة الجنوبية كدولة مستقلة واستقرار اليمن خارطة طريق نحو السلام المستدام.
وأضافت الصحيفة “هذا الحل يضمن وقف التمدد الإيراني ويحقق الاستقرار الإقليمي، فضلاً عن توفير بيئة سياسية واقتصادية تتيح للبلدين لعب دورهما الفاعل في المنطقة.
وأردفت الصحيفة في تقريرها تمتلك دولة الجنوب العربي إرثا سياديا وتطلعات مشروعة وتملك جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية تاريخاً مميزاً من النضال الوطني، بدء من استقلالها الأول عام 1967، حيث أقام الجنوبيون دولة مستقلة لعبت دوراً محورياً في المنطقة. اليوم ومع تعقيدات المشهد الراهن، يسعى أبناء دولة الجنوب إلى استعادة سيادتهم، معتمدين على إرثهم الوطني لإعادة بناء دولتهم على أسس الحرية والاستقرار لهم ودول المنطقة.
الانتقالي الجنوبي نجح في تجاوز العراقيل :
وبحسب موقع “قنا24 الإخباري” يرى الأستاذ علي مرزوق الشدادي، مدير تحرير صحيفة أضواء الوطن السعودية، أن استعادة الجنوبيين لهويتهم بعد فقدانها منذ عام 1990 يعدّ إنجازًا تاريخيًا غير مسبوق، مكّنهم من الوصول إلى مكانة شبه مستقرة ومستقلة في شؤونهم.
وأكد الشدادي في تصريح إعلامي نشره في وقت سابق أن عودة الجنوب إلى مكانته الطبيعية أزعجت العديد من الأطراف الداخلية، التي تحاول اليوم بطرق المكر والخداع زرع الفتنة وتفتيت وحدة الجنوب عبر خلق الصراعات داخل المحافظات والشخصيات الجنوبية، حتى وصلت هذه الفتنة إلى شعب الجنوب نفسه. مشيراً إلى أن بعض الشخصيات سقطت في هذا الفخ، محاولين تدمير اللحمة الجنوبية من خلال بناء الأحزاب وإطلاق المسميات، لتمرير أجنداتهم التي تهدف إلى قتل التكاتف الجنوبي.
منوهاً إلى أن انطلاقة الجنوب جاءت بفضل قيادة رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزٌبيدي، الذي استطاع أن يتجاوز جميع العراقيل والألغام التي حاولت منع تحرير الجنوب من الظلم والاستبداد، وأعاد للجنوب هيبته الحقيقية ووجهه المستقل.
وفي ختام تصريحه وجه الشدادي رسالة إلى أبناء الجنوب قائلاً : لا تتركوا قضيتكم بعدما بدأت الحياة فيها، ولا تخذلوا من فتح لكم أبواب الجنوب. قفوا صفًا واحدًا خلف قيادتكم، واجعلوا قضية الجنوب هي قضيتكم جميعًا، واتركوا الانقسامات خلف ظهوركم، فبيت العنكبوت هو الأضعف ولن يصمد أمام صخرة الجنوب الصلبة.
مليشيات الحوثي تجسد فك الارتباط على أرض الواقع :
ولتأكيد نظرية فرض الأمر الواقع المبني على فك ارتباط اليمن عن الجنوب أقدمت مليشيات الحوثي على إغلاق أهم طريق يربط اليمن بالجنوب.
وأكد مواطنون محليون بأن الحوثي قطع آخر شريان يربط اليمن بالجنوب في منطقة الشريجة كرش الجنوبية بريف القبيطة الشمالي الشرقي، وذلك بتفجير الجبل بعبوات ناسفة ليتم قطع الطريق عن الأهالي حد أنهم باتوا حاليا محاصرين في منطقة الدبي.
مليشيا الحوثي تفشل مساعي السلام الأخيرة :
بحسب مسؤول أمريكي أفشلت مليشيات الحوثي مساعي السلام الأخيرة بفرضها شروطاً جديدة.
وأكد المسؤول الامريكي أن مليشيات الحوثي لاتحبذ الجنوح إلى السلام وبأنها نسفت جميع مساعي السلام منذ قيامها بأعمال قرصنة بحرية في البحرين الأحمر والعربي ضد سفن الملاحة العالمية.
ختامًا ..
إن التلويح الإقليمي أممي باللجوء إلى خيار فك ارتباط الجنوب عن اليمن لم يأت من فراغ ، وإنما وفق مراجع تاريخية قريبة وبعيدة ودلائل ومستجدات أخرى على الأرض حيث كل طرف اكتفى ببسط سيطرته على أرضه وفق الحدود الدولية ماقبل العام 1990م.
جميع الدلائل تشير إلى أن المجتمع الإقليمي والدول المحبة للحرية والسلام أيقنت ذلك ووصلت إلى قناعة بمظلومية شعب الجنوب وأحقيته في استعادة دولته، ولم يتبق غير تكثيف الجهود السياسية بالأمم المتحدة ومجلس الأمن حتى الوصول إلى اعتراف دولي بقضية شعب الجنوب ، لاسيما الطرف اليمني لايزال متشبثا بالوحدة اليمنية ليس حباً فيها ولكن طمعًا في ثروات الجنوب.