يغضون الطرف عن اسعارها الباهضة وفساد التجار و المسؤولين.. شيوخ وخطباء المساجد يحثون الفقراء على شراء أضحية العيد

سمانيوز / تقرير
الشيوخ والأئمة وخطباء المساجد هم الأخيار صفوة الناس وأنزههم وهم من يعول عليهم المجتمع قول كلمة الحق في وجه السلطان الجائر.
فهم أكثر الناس علما وحفظًا لكتاب الله وسنة رسوله، ترسّخ الإيمان بالله في أعماق قلوبهم و ازدادة خشيتهم من الله، وان لا خوف إلا من الله، منصاعين إلى قوله تعالى : قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا. فاصبحوا لا يخافون في الله لومة لائم. لا يستطيع احدا شراء ذممهم او تسييرهم على حسب هواه أكان مسؤول او رجل اعمال. لا ينقادون ولا يحتكمون إلا إلى كتاب الله وسنة رسوله. لديهم المام بكل ما يدور في الساحة ويقفون في صف المظلوم رغم فقره وضعفه ضد الظالم رغم جبروته وقوته، و إلى جوارهم يشعر المواطن البسيط بالطمأنينة..
هؤلاء هم الشيوخ المتعارف عليهم الذين يعول عليهم المجتمع في تثبيت كفتي الميزان، و لكن ما يحدث على أرض الواقع ببعض المساجد بالعاصمة عدن يقول غير ذلك وضع مائل، مداهنة و محاباة و تلميع غير مباشر للمسؤولين الفاسدين وسكوت مخزي عن قول كلمة ألحق وتحميل الفقير فوق طاقته، والقاء باللوم في كل كبيرة وصغيرة على أرباب الأسر، و عدم ذكر ولاة امور البلد او المسؤولين او التطرق لهم، رغم وقوع المسؤولية على كاهلهم،
فعلى سبيل المثال يحرضون الآباء على استخدام كل وسائل العنف والإرهاب لمنع اولادهم من مضغ شجرة القات وحدث بسبب ذلك فتن و صراع اسري وصل بعضه إلى حد القتل، مع أن الأحرى هو توجيه الخطاب إلى ولاة أمور البلد باغلاق اسواق القات لما فيه مصلحة كبيرة للاسرة والمجتمع، وبذلك نغلق باب الفتنة.
ولكن المعمول هو تحميل ارباب الاسر مسؤولية السلبيات و ابعاد الشبهات عن المسؤولين وولاة الامر بل اعطائهم صك براءة .
شيوخ يتجاهلون معاناة المواطن عايشين في كوكب آخر :
تسأل أحد المصلين قائلاً : من أي كوكب أتى هؤلاء ؟ يحثون الفقير على شراء أضحية العيد وكانهم لا يعلمون عن وضعه الإقتصادي راتبه 60 الف فيما وصلت قيمة الاضحية الى الف ريال سعودي بما يعادل 670 الف ريال يمني واقلها قيمة تساوي 250 الف ريال يمني. هل يعقل هذا؟
لماذا لا يحدثونا عن أسباب الفقر المتفشي باوساط عامة الجنوبيين؟
لماذا لا يحدثونا عن أسباب أزمة الكهربا والمياه؟
لماذا لا يحدثونا عن أسباب الإنهيار الإقتصادي ومن المسؤول عن إفقار وتجويع وتجهيل الجنوبيين ؟،
لماذا لا يحثون تجار المواشي على تخفيض أسعارها ليتمكن المواطن البسيط من شراء أضحية و تادية هذه الشعيرة العظيمة لما لذلك من ثواب وأجر كبير عند الله في هذه الأيام العشر المباركات، لماذا لا يخاطبون المسؤولين من على المنابر ان يتقوا الله في هذا الشعب المطحون ويضعون حدا للازمات الاقتصادية والخدمية؟
يقول العالم والطبيب والفيلسوف ابن رشد: إذا رأيت الخطيب يحثُّ الفقراءَ على الزهد دون الحديث عن سارقي قوتهم فاعلم أنّه لصٌ بملابس واعظ.
إظهار الذات ونيل استحسان المسؤولين ؛
يرى مواطنون ان القصد من خلف بعض الخطب والمحاضرات هو اظهار الذات عبر تسويق كلام مفرق من محتواه المطلوب المفيد بل بعضه يضر ويؤدي الى حدوث مشاكل اسرية، و في ذات الوقت النأي بالمسؤولين لنيل استحسانهم.
وطالب مواطنين أولئك الخطباء ان يتقون الله و يقولوا كلمة الحق بعيداً عن اي حسابات دنيوية كونهم مسؤولين امام الله، وان يخاطبون الناس على قدر عقولهم وعلى قدر امكانياتهم المالية، بعيداً عن الشطح و التشدد الذي يرفضه العقل والمنطق وترفضه مجريات الاحداث على أرض الواقع، والتوقف عن التلميع و التملق للمسؤولين.
هل أضحية المسؤول السارق لحقوق الناس مقبولة؟
اشار ناشطون الى ان المطلوب من الخطباء في هذه المناسبة هو استقلالها وتوجيه الخطاب الديني للمسؤول الفاسد الذي يسرق حقوق الرعية او ينهب مخصصات المرفق او المشروع الفلاني ان اضحيته غير مقبولة، وان عليه اعادة الحقوق لاهلها كي يصبح انسان صالح مفيدا لاسرته ومجتمعه وليضمن قبول عباداته و القربات التي يتقرب بها إلى الله.
لا سيما أصبحنا نعيش زماناً فيه الشريف جيعان معتكف داخل داره لا يعلم بحاله غير الله، فيما حول الفاسدين العبادة الربانية والأعياد الروحانية إلى لهو ولعب وترف وبذخ..
اقتصرت فرحة العيد على أسر المسؤولين أما الفقير له الله:
كما يجب على الخطباء الإشارة إلى أن معاناة الجنوبيين تفاقمت مع اقتراب عيد الأضحى، في ظل فقدان رواتب الموظفين قيمتها الشرائية والغلاء الفاحش، أسعار مستلزمات العيد فاقت طاقة الكثير من الجنوبيين، أثقلت كاهلهم في ظل أوضاع معيشية متردية أصلاً.
ووصلت أسعار الملابس والمواشي في الأسواق المحلية إلى مستوياتٍ غير مسبوقة، متأثرةً بانهيار سعر صرف العملة المحلية أمام العملات الأجنبية.
واقتصرت فرحة العيد من شراء أضحية وملابس وزينة وغيرها على أسر المسؤولين المترفين والتجار الهوامير لاسيما يجمع الطرفين قاسم مشترك واحد هو الفساد،،
لهذا يجب شحن الشارع ضد المسؤول الفاسد لعله يرتدع وتتطهر البلد من الفساد.
ختامًا:
يجب على خطباء المساجد تعرية الحكومة والرئاسي امام الشعب كونهما ولاة أمور البلد المسؤولين المباشرين، وهما من تقع عليهما المسؤولية تجاه الشعب، إما أن يتحملا الأمانة ويؤديانها بامانة وصدق أو يعلنان أمام الشعب من المتسبب في أزماته، أو تقديم استقالاتهم على اقل تقدير لا سيما لا يجوز ان يتنعمون بالكهرباء و المكيفات والماء والرواتب بالعملة الصعبة ويعلمون ويعالجون اولادهم في الخارج ويحتفلون بالأعياد الربانية في ارقى الشاليهات والفنادق وياكلون الذ الماكولات الشهية، فيما يعاني الشعب الفقر والجوع والجهل والمرض محروم من الكهرباء والمياه ومن راتبه الشهري الزهيد ومن الحق في الحصول على أدنى متطلبات الحياة الكريمة..
انتهى