طب و صحة

السجائر الإلكترونية.. خطر يهدد حياة الأطفال في المجتمع

سمانيوز/تقرير/ حنان فضل

في ظل غياب الأسرة والمجتمع يولد خطر يهدد الأطفال، وخاصة الذين تتراوح أعمارهم مابين ١٤ و١٥ سنة، حيث تجد بين أيديهم مادة تشكل خطراً على حياتهم ولكنهم لا يعلمون، أو التجاهل القاتل للمادة التي تستنزف أرواحهم.
موضوعنا في هذا العدد عن السجائر الإلكترونية التي انتشرت بين أوساط المجتمع بشكل فظيع، وكأنها نوعاً من أنواع الترفيه والتسلية والتظاهر أمام الأصدقاء على أساس أنها إيجابية، ولكنها في الحقيقة تشكل خطراً يهدد حياة كل من يتعاطاها.

دراسة علمية تؤكد خطورتها

حلل الخبراء في ألمانيا أكثر من 600 دراسة حول آثار استخدام السجائر العادية وكذلك الإلكترونية على صحة الإنسان.
ووجدوا أن السجائر الإلكترونية تزيد خطر الإصابة بأمراض رئوية تشمل: الربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD)، والتهاب الشعب الهوائية، وأشكال عديدة من الالتهاب الرئوي، وتلف المسالك الهوائية الصغيرة في الرئتين.
وفي الوقت نفسه، ارتبط تدخين السجائر العادية “منذ فترة طويلة” بحالات مميتة، مثل سرطان الرئة والسكري، وأمراض القلب والسكتة الدماغية.

وأوضح الباحثون أن السجائر الإلكترونية “قللت من التعرض للسموم الضارة مقارنة بالسجائر العادية”، حيث أظهرت الدراسات أن السيجارة الإلكترونية النموذجية تحتوي على 2000 مادة كيميائية مقارنة بأكثر من 7000 مادة في السجائر العادية.
ووجدوا أيضاً أن السجائر الإلكترونية تحتوي على نسبة نيكوتين أقل من السجائر العادية، ما قد يخفف من إدمانها وبالتالي ضررها على الصحة.

من التدخين إلى الإلكترونية

قالت الدكتورة رنا علي إبراهيم السروري، رئيسة العلاقات العامة في المكتب التنفيذي لاتحاد نساء الجنوب: لاحظنا خلال هذه الفترة انتشار السجائر الإلكترونية، حيث يستخدمها البعض ممن يريد الاقلاع عن التدخين كمرحلة أولية نحو التوقف النهائي، ولكن ما يحدث العكس حيث يصبح الشخص أكثر إدماناً بها معرضاً نفسه والبيئة المحيطة للتلوث بمواد كيميائية ضارة، ونتيجة لانتشار التعاطي مع هذه السيجارة أصبح الأطفال أكثر عرضة للمرض بسببها، حيث بعض الآباء يتعاطون هذه السيجارة، معتقدين أنها أقل خطورة على الصحة، ولكنهم لا يدركون أنها تشكل خطراً كبيراً على صحتهم بشكل مباشر، وعلى صحة أطفالهم عن طريق دخان هذه السيجارة، حيث يجب أن تكون البيئة صحية خالية من أي تلوث، ولكن نتيجة التدخين بالسيجارة الإلكترونية تطلق مواد كيميائية كالرصاص والنيكل ويتلوث الهواء الذي يتنفسه الأطفال، فيتأثر نمو الرئة ولا تقوم بالوظيفة التي تؤديها وهي التنفس بشكل صحيح، وهذا يؤدي إلى أمراض رئوية خطيرة وقاتلة على الأطفال، ويكون المتسبب هنا هم الآباء. ومن أبرز أمراض الرئة الناتجة عن استنشاق الهواء الملوث التهابات صدرية حادة ثم مزمنة، وأمراض القلب وسرطان الرئة.

وتضيف: والبعض الآخر من الأطفال ونتيجة لغياب دور الأسرة، ومن باب التقليد للآباء أو الأصدقاء في نفس السن، يتعاطون السجائر الإلكترونية كتجربة، ويستمرون بل ويدمنون في تعاطيها نتيجة لنكهاتها المختلفة كالفراولة والكرز والتفاح، ولا يعلمون بأضرارها، وهنا يكون السبب هو عدم قيام الأسرة بواجباتها تجاه الأبناء من مراقبة السلوك والتقويم والإرشاد، فينعكس ذلك سلباً على الأبناء مما يؤدي بهم إلى إتلاف جهازهم التنفسي، ويتأثر بذلك الجهاز العصبي.
لذلك يجب أن تقوم الأسرة بدورها بشكل إيجابي في رقابة الأبناء وتوجيههم ونصحهم، لأنهم لا يدركون خطورة هذا التعاطي المضر بالصحة.
كما يجب أن يكون هناك قانون يحرم بيع هذه الأشياء على الأطفال، ومن يخالف ذلك يتعرض للعقاب حتى يكون هناك حد لانتشار هذه الظاهرة الخطيرة على حياة الأطفال.

وقالت السروري أيضاً: كما يجب أن تكون هناك توعية من وزارة الصحة عبر وسائل إعلام مرئية ومقروءة ومسموعة، أو محاضرات توعوية لنشر الوعي بين التلاميذ في المدارس والأحياء السكنية، وبذلك تكون المسؤولية جماعية من قبل الأسرة والتثقيف الصحي في وزاره الصحة، وهو جانب حكومي وأيضاً مجتمعي لإنقاذ الأطفال من هذه الآفة المدمرة.

التغيير من الأسرة وإدراجهم في الأنشطة

وواصلت نوال أحمد، عضو هيئة استشارية بالاتحاد العام لنساء الجنوب: لذا، فإن التعاون بين الأسر والمجتمعات، بمختلف مؤسساتها، ضرورة ملحة لتوفير بيئة آمنة تحمي أطفالنا. يجب تنظيم ورش عمل وحملات توعوية تستهدف تثقيف الأجيال الشابة وتعزيز دور الأسر في مراقبة سلوكيات أبنائها. إنه مسؤوليتنا جميعًا أن نكون جزءًا من الحل، وأن نشجع النقاش الفعال حول الخيارات الصحية.

وأردفت قائلة: إن التغيير يبدأ من داخل الأسرة، مع تعليم الأطفال كيفية اتخاذ قرارات مدروسة تعزز صحتهم وسلامتهم. ومن هنا، ينبغي علينا جميعًا أن نتكاتف، أفراداً ومؤسسات، لنضمن عالماً أكثر أماناً وصحة لأبنائنا.
في ختام القول، علينا العمل معاً لبناء مستقبل مشرق وآمن، حيث يستطيع أطفالنا النمو والازدهار بعيداً عن المخاطر الصحية التي قد تهدد حياتهم.

وأضافت التربوية نادرة حنبلة: المتابعة والنصح من قبل الأسرة وإدراج الشباب في الأنشطة المتنوعة يقلل الكتير من الممارسات غير المرضية، بل ويقوي عند الشاب الثقة في النفس. مجتمعياً يجب منع بيع السجائر وغيرها من الأشياء التي تسهم في اختلال المجتمع وتدهور الشباب.

وفي ختام التقرير أشارت الأستاذة إلهام رجب، مديرة مدرسة متقاعدة، إلى: أهمية نزول منظمات المجتمع المدني، وبالتنسيق مع اللجان المجتمعية، إلى الأحياء والمديريات لنشر الوعي بين الشباب من خطورة هذه الآفات (السجائر الإلكترونية وشمة الحوت والشمة بأنواعها)، وكذلك النزول للمدارس الأساسية والثانوية.. فلا يرتقي الوطن إلا بارتقاء اجياله وشبابه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى