عام
ثنائية الانقلاب والإرهاب
كرست الندوة التي تعقدها منظمة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في مقرها الأوروبي في جنيف والتي يبدو أنها مخصصة للأوضاع في اليمن، كرست إحدى جلساتها لبحث العلاقة بين الانقلاب والإرهاب، وفي هذا السياق تحدث الكثير من الزملاء عن العلاقة الوثيقة بينهما، وقال البعض أن الانقلاب وفر مبررات عديدة لتنامي الإرهاب، وأشار آخرون إلى تنامي الظواهر الإرهابية بعد الانقلاب، وهنا يمكننا التعرض لجزئيتين كثيرا ما تغيبان عن بعض الباحثين في هذه القضية.
1. إن الانقلاب نفسه هو إرهاب، وفي الحالة اليمنية بالذات، تميز التحالف الانقلابي بانتهاج سياسات تعتمد الإرهاب وسيلة لتكريس سياساته وحضوره في المناطق التي أبدت مقاومة رافضة للانقلاب، فإذا كان تنظيم القاعدة وداعش يعتمدان على السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة لتفجير المنازل وقتل أكبر عدد من الضحايا الأبرياء، فإن الانقلابيين اليمنيين يعتمدون نهج تفجير المنازل وقصف التجمعات السكانية بالمدفعية والدبابة والصاروخ، وهذا ما حصل عشرات المرات، كما في حالة قصف مخيم العزاء في الضالع، وقصف مركز تجمع اللاجئين في مدينة المنصورة بعدن، وقصف زورق النازحين من مينا عدن إلى البريقا في العام 2015م، وتتكرر هذه المشاهد تعز ومأرب وفي البيضاء وغيرها من مناطق المواجهة، وفي كل هذه الأحداث الإرهابية ذهب من الضحايا مئات الأطفال والنساء والعجزة العزل من السلاح، كما يعلم الجميع أن الحوثيين وأنصار صالح يقصفون المنازل ويهدمونها فوق ساكنيها، مثلما يحتجزون الكثير من خصومهم في مخازن الأسلحة ليتم قتلهم من قبل قوات التحالف التي تقصف مستودعات ومخازن الأسلحة وكل هذا لا يمكن تصنيفه إلا كعمل إرهابي بامتياز إذ لا فرق بين القتل بالسيارة المفخخة أو القتل بالقصف العشوائي على المدنيين.
2. تتميز الحالة اليمنية بالتداخل المباشر بين الجماعات الإرهابية وقادة الانقلاب إلى حد التماهي ، وغني عن البيان ما شهدته السنوات الأخيرة من حكم علي عبد الله صالح من أحداث كشفت تلك العلاقة الحميمة بين نظام علي عبد الله ومخابراته، وبين جماعت الإرهاب بدء بالأفغان العرب الذين عاد معظمهم من أفغانستان إلى اليمن ليشاركوا على صالح وحلفاءه حرب 1994م على الجنوب، إلى تهريب العشرات من سجون السلطة وعودة التواصل معهم وتجنيد بعضهم في الأجهزة الأمنية، وانتهاء بتسليمهم مدن ومحافظات كاملة أثناء ثورة الشباب السلمية التي انتهت بصفقة المبادرة الخليجية التي منحت صالح وأنصاره حصانة أبدية من المساءلة على كل جرائمهم طوال ثلث قرن، هذا التعاون والتداخل بين قادة الانقلاب والجماعات المسماة زورا بـ(الجهادية) يجعلنا نقول بثقة كاملة أن معظم (إن لم يكن كل) العمليات الإرهابية التي تشهدها المناطق المحرر من الانقلاب والانقلابيين لم تكن سوى أعمال تمت بالتنسيق بين منفذيها والطرف الانقلابي والطرفان هنا يكملان بعضهما وينفذان أجندة واحدة ومخططا واحدا ويعملان من أجل هدف واحد وهو زعزعة الأوضاع في المناطق المحررة ومحاولة إظهار المؤسسات المؤيدة للشرعية بأنها عاجزة وغير قادرة على القيام بالمهمات المناطة بها، والانتقام من المواطنين والمقاومين الذين ألحقوا الهزيمة بالانقلابيين وبالجماعات الإرهابية.
من كل هذا نخلص إلى نتيجة مفادها أن الانقلابيين والإرهابيين ليسوا سوى وجهين مختلفين شكلا متطابقين مضمونا لعملة واحدة، وإن الجماعات (الجهادية) لا تختلف في إرهابها عن إرهاب الجماعة الانقلابية إلا بالأدوات والوسائل، أما الغايات والأهداف والاتجاهات ومناطق النشاط فهي نفسها تلك التي تعمل عليها ومنها وبها ومن أجلها الجماعة الانقلابية التي سطت على كل شيء في البلاد بالوسائل الإرهابية المعروفة.
1. إن الانقلاب نفسه هو إرهاب، وفي الحالة اليمنية بالذات، تميز التحالف الانقلابي بانتهاج سياسات تعتمد الإرهاب وسيلة لتكريس سياساته وحضوره في المناطق التي أبدت مقاومة رافضة للانقلاب، فإذا كان تنظيم القاعدة وداعش يعتمدان على السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة لتفجير المنازل وقتل أكبر عدد من الضحايا الأبرياء، فإن الانقلابيين اليمنيين يعتمدون نهج تفجير المنازل وقصف التجمعات السكانية بالمدفعية والدبابة والصاروخ، وهذا ما حصل عشرات المرات، كما في حالة قصف مخيم العزاء في الضالع، وقصف مركز تجمع اللاجئين في مدينة المنصورة بعدن، وقصف زورق النازحين من مينا عدن إلى البريقا في العام 2015م، وتتكرر هذه المشاهد تعز ومأرب وفي البيضاء وغيرها من مناطق المواجهة، وفي كل هذه الأحداث الإرهابية ذهب من الضحايا مئات الأطفال والنساء والعجزة العزل من السلاح، كما يعلم الجميع أن الحوثيين وأنصار صالح يقصفون المنازل ويهدمونها فوق ساكنيها، مثلما يحتجزون الكثير من خصومهم في مخازن الأسلحة ليتم قتلهم من قبل قوات التحالف التي تقصف مستودعات ومخازن الأسلحة وكل هذا لا يمكن تصنيفه إلا كعمل إرهابي بامتياز إذ لا فرق بين القتل بالسيارة المفخخة أو القتل بالقصف العشوائي على المدنيين.
2. تتميز الحالة اليمنية بالتداخل المباشر بين الجماعات الإرهابية وقادة الانقلاب إلى حد التماهي ، وغني عن البيان ما شهدته السنوات الأخيرة من حكم علي عبد الله صالح من أحداث كشفت تلك العلاقة الحميمة بين نظام علي عبد الله ومخابراته، وبين جماعت الإرهاب بدء بالأفغان العرب الذين عاد معظمهم من أفغانستان إلى اليمن ليشاركوا على صالح وحلفاءه حرب 1994م على الجنوب، إلى تهريب العشرات من سجون السلطة وعودة التواصل معهم وتجنيد بعضهم في الأجهزة الأمنية، وانتهاء بتسليمهم مدن ومحافظات كاملة أثناء ثورة الشباب السلمية التي انتهت بصفقة المبادرة الخليجية التي منحت صالح وأنصاره حصانة أبدية من المساءلة على كل جرائمهم طوال ثلث قرن، هذا التعاون والتداخل بين قادة الانقلاب والجماعات المسماة زورا بـ(الجهادية) يجعلنا نقول بثقة كاملة أن معظم (إن لم يكن كل) العمليات الإرهابية التي تشهدها المناطق المحرر من الانقلاب والانقلابيين لم تكن سوى أعمال تمت بالتنسيق بين منفذيها والطرف الانقلابي والطرفان هنا يكملان بعضهما وينفذان أجندة واحدة ومخططا واحدا ويعملان من أجل هدف واحد وهو زعزعة الأوضاع في المناطق المحررة ومحاولة إظهار المؤسسات المؤيدة للشرعية بأنها عاجزة وغير قادرة على القيام بالمهمات المناطة بها، والانتقام من المواطنين والمقاومين الذين ألحقوا الهزيمة بالانقلابيين وبالجماعات الإرهابية.
من كل هذا نخلص إلى نتيجة مفادها أن الانقلابيين والإرهابيين ليسوا سوى وجهين مختلفين شكلا متطابقين مضمونا لعملة واحدة، وإن الجماعات (الجهادية) لا تختلف في إرهابها عن إرهاب الجماعة الانقلابية إلا بالأدوات والوسائل، أما الغايات والأهداف والاتجاهات ومناطق النشاط فهي نفسها تلك التي تعمل عليها ومنها وبها ومن أجلها الجماعة الانقلابية التي سطت على كل شيء في البلاد بالوسائل الإرهابية المعروفة.