عام

يوم الكرامة بين الأمس واليوم!

علي احمد الكازمي

علي احمد الكازمي

مدير الرابطة الإعلامية ابين- الخارج
في صبيحة يوم الخميس الموافق 2013/02/21م وبعد دعوة مكونات الثورة الجنوبية السلمية للخروج لتظاهرات في ذلك اليوم رفضٌ لكل مشاريع المحتل اليمني ومنها انتخابات المسرحية الهزلية وما نتج عما يزعمون نتائج ثورة توكل وحميد وعلي محسن الأحمر والتي ظهر جلياً حنكة شعب الجنوب العربي لفهم ماكان يخطط له من مؤامرة لسرقة نضالات وتحضيات من قبل منظومة الاحتلال اليمني طبعاً كانت نقطة الإنطلاق ساحة الهاشمي بالشيخ عثمان كان أبناء الجنوب في ذلك اليوم أكثر عزيمة وإصرار للخروج بعد إعلان الوغد الإصلاحي وحزبه عن إقامة فعالية لاحتفالٍ في عدن وساحة العروض خصوصاً وهو تحدي لما أعلن عنه الجنوبيين من إقامة مليونية رافضة لتك المسرحية في ساحة العروض تلك الساحة وماتعني من رمز سيادي لدولة الجنوب.
المهم تم الإنطلاق من مديرية الشيخ عثمان صوب خور مكسر ساحة العروض مع أحد باصات الأجرة وعند وصولنا إلى جولة بدر تم منعنا من دخول الساحة وكانت جحافل عساكر الإحتلال بالآلاف مدججين بجميع الأسلحة ومنها المدرعات وفارضة طوق أمني على جميع مداخل ومخارج الساحة وبعد مشادات مع جحافل المحتل تم صدنا من الدخول ولكن فوجئنا بأحد من كان معنا من الركاب بنزوله من الباص ورفعه لعلم الوحدة وتم استقباله من قبل الجنود بالحفاوة ونحن تم توجيه الأسلحة باتجاهنا وبعد الإتصالات مع بعض الإخوة اخبرونا أن ساحة الدرويش مكان التجمع والإنطلاق لساحة العروض ثم اتجهنا لساحة الدرويش والتحمنا بآلاف الجنوبيين الذين كانوا يرددون شعارت الثورة الجنوبية وبعد لقاءات ميدانية مع قادة في الثورة الجنوبية وبعد هدير أصوات أبناء الجنوب بالتوجه لساحة العروض والإجماع على ذلك، ولا أنسى أن الأخ الزعيم حسن باعوم كان حاضر مع الجماهير حيث أبدى رغبته بالسير مع الجماهير نحو ساحة العروض رغم وضعه الصحي إلا أن فادي باعوم كان لا يحب المشاركة ولكن القرار كان قرار الشعب وتم السير بإتجاه الساحة من طريق جولة البط وتم تجاوز الكثير من الحواجز العسكرية بإصرار وهدير وصيحات الجنوبيين المزلزلة لقوات الإحتلال وبعد جولة البط تم الإتجاه نحو جولة الزراعة وتم اقتحام حواجز الإحتلال أمام معسكر طارق والبحث والإتجاه نحو الساحة وأمام المئات من عسكر الإحتلال ومهاجمتهم للتظاهرة عند دخولها أطراف الساحة وتم تشتيتها بعد إطلاق نار كثيف من مختلف الأسلحة الخفيفة ورشاشات 12/7 و 14 والمعدلات ع شعب أعزل لايملك غير علم بلاده وصدوره العارية.
المهم تجاوزنا وعددنا يقارب حوالي 100 فرد الساحة بإتجاه الشابات وكانت المنصة الرئيسية للساحة أمامنا وكان الإصرار من كل الأبطال أن لا عودة واقتحام المنصة وكنا نردد ياجنوبي عل الصوت استقلال ولا الموت والله كانت مواجهتنا لجحافل المحتل وجه لوجه وأعلنوا لنا انهم سوف ينسحبون من الساحة شرط أن لا نقذفهم بالحجارة والأحذية وأمام عيني تم تفكيك الميكروفونات وسط الخطين وماهي إلا لحظات إلا وأتت قوة بلباس ولون أسود وتطلق النار من كل الأسلحة صوبنا ولا اعلم بعدها إلا سقوط الشهداء الواحد تلو الآخر بين قتيل وجريح بحكم النهار لا نرى إلا الشهداء وهم مضرعون بدمائهم وسقوط أكثر من خمسين شهيد وجريح أحد الشهداء استشهد إلى جانبي ولم أكن أعرفه الا بعد وهو الشهيد رحمة الله عليه صالح مثنى من أبناء ردفان فعلاً كانت مجزرة في وضح النهار ارتكبتها قوات الأمن المركزي ومليشيات حزب الإصلاح بقيادة حميد الأحمر.
المهم سحبنا قتلانا وجرحانا إلى خلف عمائر الشابات إلى بوابة الفندق واستنجدنا بأصحاب سيارات كانوا في الفندق لكون قوات الإحتلال تمنع سيارات الإسعاف من الوصول إلينا ونزلوا أصحاب بعض السيارات بعد تهديدنا باحراقها أن لم يسعفونا وتم إسعاف بعض الجرحى وكنت في احد السيارات وكان معي 2 شهداء أحدهم صالح مثى توفوا علينا قرب جولة كالتكس وصلناهم مستشفئ أطباء بلا حدود ورجعنا إلى جولة ريجن وتسللنا إلى ساحة الدرويش وهناك لازال آلاف من أبناء الجنوب العربي يتجمعون وكان الإصرار طردهم من الساحة برغم المجزرة والأمانة كان معنا من القاده الشيخ حكيم الحسني وبعدها حاول بعض المتظاهرين طرد المستوطنين من سوق القات والمباسط في منطقة التظاهرات لشكنا أنهم جواسيس ولكن كبرياء الجنوبيين منعتهم بحجة انهم مدنيين وصدقوني أن قنابل مسيلات الدموع تنهال علينا ودواها البصل وهو أمامنا في البسطات ولكن لم نأخذ بصله وكان يأتينا من بيوت الجنوبيين.
المهم كان يوم إصرار جنوبي لم اشهده في حياتي حتى مغرب ذلك اليوم وكنا كل ساعة نوجه مسيرة كبرى وكانوا يرتجفون من كانوا في الساحة وهم لديهم آلاف الاطقم والمدرعات من شعب أعزل من السلاح وتسلل مجموعة إلى داخل حفلهم ورفعت أعلام دولة الجنوب ولن يصمت صوت الرصاص من الساعة 9 صباحاً حتى بعد المغرب عند انسحاب قوات الإحتلال من الساحة بعدها أدرك المحتل أن إرادة شعبنا لن تقهر بإذن الله مطلقاً.
رحم الله الشهداء والشفاء للجرحى والحرية للأسرى والمعتقلين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى