عام

كيف ينظر الجنوبيون للشرعية اليمنية؟؟

[su_label type=”info”]سما نيوز / تقرير – وهيب الحاجب[/su_label]

هناك ثلاثة اتجاهات تسعى للاستقلال و”الحامل” سيحدد مصيرها !! حيث يختلف الجنوبيون بين مؤيدٍ ومعارض لشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي وحكومته التي وصلت الأسبوع الفائت عاصمة الجنوب عدن .

فالكلُّ في الجنوب يهتم للاستقلال واستعادة الدولة وينظرون للشرعية التي يصفونها دوما بـ”اليمنية” نظراتٍ متباينه ومتفاوتة بين الرفض والقبول وبين التعامل معها كشريك . الرافضون يرون أن الشرعية -وهي حكومة الرئيس هادي التي قدمت من الشمال الخاضع لسيطرة الانقلابيين الحوثيين وقوات المخلوع صالح- يرونها وجها آخر للاحتلال اليمني للجنوب وتكريسا لإعادة إنتاج هذا الاحتلال بشرعنته وتوليه ثانية سلطة الحكم ومقاليده بعد تحرير الجنوب من قوات الشمال الغازية العام 2015م ، ويعتقدون أن إعادة حكومة بن دغر إلى عدن تحايلٌ على النصر الذي حققته المقاومة الجنوبية المسنودة بطائرات التحالف العربي ، ويؤكدون أن هذه الخطوة محاولة لإجهاض مشروع استقلال الجنوب الذي تتبناه فصائل الحراك الجنوبي منذ العام 2007م ، حينما أطلق الجنوبيون ثورة سلمية تطالب بفك الارتباط عن الشمال.

المؤيدون للشرعية، سيما البرجماتيين منهم، ينظرون إلى أن الشرعية اليمنية وتواجدها في عدن بوابة لاستعادة الدولة الجنوبية، إذ بات محافظو أهم المحافظات الجنوبية كعدن ولحج وحضرموت جنوبيين ممن تبنوا مشروع النضال السلمي لاستعادة الدولة كمحافظ لحج الدكتور ناصر الخبجي، وممن جاؤوا من جبهات القتال التي طردت الغزو الحوثي حاملة مشروع المقاومة المسلحة للهدف الجنوبي ذاته كاللواء عيدروس الزبيدي.

هذا التيار يرى أن تتغلغل عناصر الجنوب وقادته في الشرعية اليمنية لتحجيمها والسيطرة على مفاصل الدولة الجنوبية وبالتالي إعادة بناء مؤسساتها وبناها التحتية وبناء جيش وأمن جنوبيين منفصلين عما ترسمه وتريده الشرعية حتى تأهيل الجنوب كدولة داخل الدولة اليمنية وجاهزة لأي استحقاق يتطلع إليه الشعب الجنوبي ، ويراهن هذا الاتجاه على أن مطلب الجنوبيين بالاستقلال لن يكون إلا بعملية سياسية تبدأ بتهيئة تامة لأسس الدولة . وبين هذا وذاك يقف تيار ثالث على استحياء بين رفض الشرعية اليمنية والقبول بها ، منطلقين من مبدأ انتزاع الاستقلال مع الاستفادة مع مناصري هذا المشرع الذين عينهم الرئيس هادي أخيرا على رأس السلطات المحلية في عدد من محافظات الجنوب.

كل الاتجاهات في الجنوب تسير نحو الاستقلال وتتبناه مشروعا استراتيجيا ومطلبا شعبيا لا رجعة عنه ، بيد أن الرؤى تتعدد والمشاريع السياسية المطروحة حتى الآن تباين وتتفاوت في كيفية الوصول إلى تحقيق الاستقلال ، الأمر الذي أفرز أخيرا أتجاها أكثر جدية يسعى إلى احتواء كل المشاريع والبرامج المطروحة وإعلانها على شكل حامل سياسي يتبنى مشروع الاستقلال ويمثل الجنوب في أية حوارات أو استحقاقات قادمة .. فهل ينجح الجنوبيون بإخراج حاملهم هذا إلى النور أم سيبقى كسابقاته حبيس المناكفات والمزايدات السياسية المترهلة ليبقي معه الشعب تحت وطأة الاحتلال وبين أنيابه ؟؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى