عام

أيها المتباكون على حادثة صنعاء كفوا دموعكم

صالح الجعيدي

صالح الجعيدي

اعلامي وكاتب جنوبي

استشعارا من مبدأ الإنسانية التي وجدها الله في انفسنا بالفطرة فإن تلك المشاهد والمناظر المروعة التي راينها جميعا عبر شاشات التلفزة في حادثة القاعة الكبرى بصنعاء هي مشاهد ومناظر يندى لها جبين الإنسانية وتقشعر منها الابدان التي فطرتنا البشرية الانسانية ترفض ان تشاهد كهذه المناظر جثث متفحمة واشلاء متناثرة وبقايا إنسان تقسمت هنا وهناك .

لم اود الحديث او التعليق عن مشاهد تلك الحادثة ومالاتها التي لا زالت تكتنفها حالة الغموض والشك والريبة عن مفتعليها وكيف ?!.

ان حجم التغطية الإعلامية الصاخبة التي حظيت بها تلك الحادثة هو ما دفعني ان أكتب لذلك الإعلام المتباكي ومن حذاء حذوه في الصراخ والعويل ان يكفكفوا عن دموعهم عن البكاء فما تجرعته صنعاء في تلك الحادثة انما هو غيض من فيض ما تجرعه الجنوب بمختلف محافظاته ومناطقه طيلة عقدين من الزمن جراء ممارسات حكم الاستبداد والاستعلاء التي مارستها قيادات الساسة في الشمال اثناء حقبة حكمها بالقوة على الجنوب الرافض لها ولممارستها.

وأن عدنا بالزمن إلى الوراء لوجدنا أن حادثة القاعة الكبرى بصنعاء لا زالت تمثل رقم “1” أمام كم هائل من المجارز والمذابح التي ارتكبها نظام المخلوع صالح على الجنوب فمن مجزرة المعجلة بابين 70 شهيدا ومرورا بمجزرة سناح بالضالع 50 شهيدا وليس انتهاء بمجزرة القارب على عرض بحر البريقة بعدن أكثر من 90 شهيدا وكان الجنوب حينها صامتا بينما أعلام الشمال يسخر ويشمت ويختلق الأعذار والمبررات الواهية لتمرير مجازره متجاهلين حديث الرسول حين قال فيما معناه “لا تشمت باخيك المسلم فيبتليك الله ويعافيه”

واليوم مايحدث لصنعاء ابتلاء من الله وعافية للجنوب فما تتجرعه صنعاء وأن كان من يصيبهم الضرر اناسا لا ذنب لها إلا انها كانت مع المظلوم فطالها العذاب .

من كان يؤيد الظلم ويتجاهر به ويستقوي بقوة الأرض على قوة الله سخر الله قوة من حيث لا يحتسب وجعل كل تدبيره تدميرا عليه وأن ظلت صنعاء منبطحة للظلم وناصرة له وحاضنة لأهله دون ان تحرك ساكن لتخرجهم منها فلعمري ان القادم الذي ستقذوه مر وستتجرع من ذات الكأس التي تجرع منه اهل الجنوب .

كفو دموعكم أيها المتباكون على حادثة صنعاء فالجزاء من جنس العمل فالعين بالعين والسن بالسن والبادي اظلم.

ان تلك الحادثة المفتعلة هي خلط للاوراق وحرب تصفية واضحة للعيان بين متحالفي الانقلاب وأن لم يكن هناك من هو عاقل من أولئك واخص بالذكر في هذا المقام من هم منا من الجنوبيين ومدرك لما يحدث فقد يطاله الفداء وبيع روحه بثمن بخس كما حدث في القاعة الكبرى .

كفو دموعكم أيها المتباكون على حادثة صنعاء فالويل الذي لحق بها هو نتاج سكوتكم عن الظلم والتعسف الذي لحق بالجنوب فقلب الله السحر على الساحر ورزقكم من يذيقكم الويل من غير لا تدروا ولا تعلموا.

فوالله أن تلك المناظر لم تذكرنا الا بمجازر صنعاء على الجنوب وسبحان الله حين تغير كل شي من كان يستعلي بقوته في الارض نسى أن قوة الله لا تعلوا عليها اللهم في حديثي هذا لا تجلعني من الشامتين فتشمت بي الأعداء وحسبي الله ونعم الوكيل .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى