عام
حق الدفاع عن الهوية العربي
أيام قلائل وسنطوي صفحة العام 2016 الغير مأسوف عليه، وأن كان لنا عزاء بذهابه بلا رجعة فأن عزائنا هو ادراكنا بأن العقل العربي بحاجة لإعادة التفكير في شتى نواحي الحياة، ولنا أن نقول بأعلا أصواتنا كمسلمين سنة وشيعة ومسيحيين ويهود، حكاما ومحكومين رجالا ونساء أغنياء وفقراء داخل أوطاننا وفي شتات الأرض….فليتوقف ازهاق الأرواح وسفك الدماء واغتصاب الأوطان وإذلال الشعوب وانتهاك الحقوق، نعم للتصالح والتسامح العربي ، نعم للتنافس على إيجاد الحلول لا لاثارة المشكلات وصناعة الأزمات، نعم لفتح الحدود والممرات لا لإغلاقها ومحاصرة بعضنا، نعم لتشجيع كوادرنا وطلابنا وعلمائنا لا لمحاربتهم والإساءة لهم، نعم لقبول الأيادي العربية العاملة لا للتضييق عليها واجبارها على الرحيل، نعم لإحترام رجل الدين ولكن ليس على حساب الدين ذاته، نعم لثورة علمية ثقافية صناعية لا لثورات القتل والدمار والفوضى، نعم لبناء الجامعات والمعاهد العلمية والمختبرات لا لبناء المعسكرات والمتارس والثكنات،نعم لتفعيل دور معاهد الدراسات والبحوث لا لجعلها مجرد أداة تخدم نظام أو حزب، نعم لتوخي الحيطة والحذر لا لترك الحبل على القارب … فالعقل العربي أثبت فشله في إدارة ثروته وحماية مكتسباته وصون هويته الا من رحم الله.
أعتقد أننا قادرون على أن نكون جزء من عمليات البناء والتعمير ونشر ثقافة التعايش السلمي ، وقادرون أن نكون أسيادا في إتخاذ قرارنا ورفض استخدامنا كمعاول للهدم وأبواق لتجار الحروب وأدوات لإثارة الفتن والكراهية فيما بيننا، فعلي ومعاوية رضي الله عنهما مبشرون بالجنة فلا تجعلوا من فتنة أصابهم قبل 1400 سنة سببا لدخولكم النار، اجعلوا من الجغرافيا والوقت عوامل لدفع عجلة التقدم الى الأمام ، فالشام أقرب للخليج من تركيا والسعودية أقرب لليمن من إيران، وقطر أقرب لمصر من الصين، وحضرموت أقرب لمسقط من طهران، فلنجود بما تمليه علينا عروبتنا وكرامتنا لنجعل من تمسكنا بعروبتنا سندا لديننا الإسلامي وشريكا فاعلا في ترسيخ الأمن والسلم الدوليين، يجب ان نتنازل لبعضنا لنرتقي معا وعفى الله عما سلف حتى لاتستمر الإخفاقات التي جعلت أنتماءنا للأمة العربية يثير شفقة الغرب علينا بسبب بعض القادة الذين أحرجونا وأهانوا تاريخ عروبتنا، فقائد عربي في لبنان يقول ان ولاءه لولاية الفقيه لا لدولته! ورئيس عربي مخلوع ينتقم من شعبه بتسليم الوطن لأعداء العروبة وجعل من وطنه منصة لضرب أقدس مكان على وجه الأرض، وقائد عربي يجلب مليشيات الدم لتدك مدن وقرى على رؤوس ساكنيها العرب نساء وأطفال، وحكومة عربية تسلم ثرواتها ومقدساتها لحرس يعبد النار ليل نهار، وأنظمة عربية تتسابق على جلب أكبر عدد من القتلة المأجورين من مشارق الأرض ومغاربها بغية إدخالهم لدول عربية كانت شامخة لسيبوا نساءها ويجزوا رؤوس شعرائها وفنانوها وكوادرها بإسم الدين وتحت شعار الله أكبر.
عذرا لمن يحز في نفسه مشاهدة وأقعنا العربي المهين، فنحن جميعا شركاء فيما نحن فيه، فنحن نعظم الراقصة على مقام المعلم ونوقر المطرب على الجندي ورجل الأمن ونتقرب من التاجر وصاحب المصلحة على حساب المثقفين والكوادر والمبدعين، نفعل مايفكر العدو به دون علمنا، تجيشنا تغريدة في تويتر ويفرقنا منشور في الفيسبوك، فلا عجب ان ينظر الينا الآخرين نظرة دونية، أليس من يمثل الاسلام حاليا هم الأتراك (سنة ) والايرانيين ( شيعة) ؟ تأكد أن إنضمامك لحزب أو فصيل أو طائفة أو استمرارك في تبعية الشيخ فلان والزعيم فلان سيجعل من دمك حبرا تكتب به أقلام أعداء الأمة تاريخ يحكي للأجيال القادمة أن رسالة السماء ماكان لها أن تنزل على رعاة الشاة وقطاع الطرق، وأن مكة والمدينة ملحق لكربلاء والنجف وأن جلود أجساد العرب كانت تستخدم في صناعة أحذية مرجعيات قم الإيرانية وأن جماجم العرب كان الأتراك يفضلونها عن مادة الفخار لاحتساء الخمر بها، علما بأن الفرس والأتراك يبنون حضارتهم وتاريخهم على أرض عربية وبدماء عربية وبأموال عربية ليتسنى لهم حرمان العرب من التبجح بتاريخهم الذي لايملكون غيره حتى اللحظة!
نعم…هكذا سيكون حالنا إن لم نكن عرب متمسكون بهويتنا نذود عن حياض سيادتنا من التدخلات الخارجية السلبية أكانت فكرية او ثقافية وسياسية على حد سواء، فأخطاء القادة العرب ونحن نقرها قد تكون مرهونة بمرحلة محددة ولكنها لن تدوم طالما وهي نابعة عن اجتهادات (عربية) فلنجعل العام الجديد عام الدفاع عن الهوية العربية عام تصالح وتسامح الأشقاء العرب إيمانا منا بأن الدفاع عن هويتنا هي الخطوة الأولى لإستعادة حقوقنا.