عام
الفرق بين النقد والتخوين …!!
والهوة بين التخوين و المطالبة بالاصلاح و التغيير كبيرة جدا لان الاول لا يسعى صاحبه الا لمصالح شخصية لم يتمكن من تحقيقها في محلها او سعى الى منصب لم يتمكن من الوصول اليه، او الى ما الى ذلك،
اما الثاني وهو الناقد الحقيقي المتمرد على الواقع وبِنيّة صافية وواضحة لا يسعى من ورائها الى مآرب شخصية بقدر ما يريد الاصلاح و التعبير عن ما يجول في خاطره من افكار اصلاحية و بصوت عال و امام المجتمع، تجده أكثر الناس حرصا وتحملا للمسؤوليات
و تراه اكثر من يحمل على عاتقه هموم العامة التي يراها من الضروري الاستماع اليها و التفاعل معها.
ولكن بين الوطنية والخيانة خيط رفيع لايراها الا من كان يدافع عن وطنه باخلاص،ويريد لشعبه الانتصار والخلاص وليس حبا في راتب يصرف له و يقبض ثمن خيانته المغطات برداء الاصلاح والتغيير.
اذا على الجميع أن يعي أنه ليس هناك منطقة وسطى بين الجنة والنار، على اولائك الذين يريدون الاصلاح و التغيير، و همهم ذلك ان ينتبهوا كثيرا، الى ذلك الخيط الرفيع، الواقع بين النقد و التخوين و العيب و بين المصلحة الفردية و المصلحة العامة. و الكثيرون غالبا ما يكونوا يغردون خارج السرب و يقدمون النقد لمؤسسات وافراد لا يعرفون عنهم سوى انهم يعملون في تلك المؤسسة التي نالها الانتقاد او التشهير، اذا على الناقد ان ينطلق من الواقع و المعطيات و محيط العمل، لان من رئى ليس كمن سمع كما يقال.
هنا ليس همي ان اسجل صوتا لصالح فلان او علان ولا لانتقد اي كان، فقط اريد التنبيه الى ما اراه ضروريا، اقولها صراحة ان الاصلاح والتغيير و السعي الى مستقبل افضل و قيادة حكيمة و رجال يحملون المشعل و يصلون بهذا الشعب الى بر الامان،وينهون هذا النزاع الذي طال امده، و بموافقة شعبية مبتغاها الانتصار الانتصار، و العودة الى الديار بأقصر الطرق،
و انجعها – واضعة نصب اعينها- في اي عمل، الحرية و الاستقلال و حق الشعب الجنوبي في تقرير مصيره، اصبحت اهدافا ينشدها الجميع.
لا ضير في ان تسوق وسط فئات من المجتمع لافكار تحمل الكثير من الجرأة و النقد و النقد الذاتي البناء من اجل بناء المجتمع و اصلاحه
و الوصول الى الهدف الاسمى الذي تأسست المقاومة الجنوبيه لتحرير الجنوب من اجله الا وهو الحرية والاستقلال،
واجبنا جميعا أن نساهم في تقويم الاخرين وفق ضوابط قانونية و اجتماعية محددة و مبنية على المصلحة العامة اولا و احترام الشعب و قضيته التي ذهب من اجلها الكثير من ابنائه ثانيا.