عام

مصلحة دول التحالف العربي تكمن بإعادة تأهيل الجيش والأمن الجنوبيين.

عبدالحكيم الدهشلي

عبدالحكيم الدهشلي

كاتب جنوبي
لا يختلف أثنان على الدور الكبير الذي قامت به دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة الشقيقتين في الحرب التي فرضتها عصابات صنعاء على الجنوب بعد ان حولته إلى مسرحاً للحرب وأبناءه وقوداً لها ،ولولا هذا الموقف المشرف للشقيقتين المملكة والإمارات المتمثل بالدعم اللوجستي للمقاومة الجنوبية والتدخل العسكري من خلال الغارات الجوية لطيرانهما، الذي كان له الدور الكبير في عملية حسم المعركة واجبار القوات الغازية على التراجع والانسحاب من العديد من المدن الجنوبية لاسيما عدن ولحج.
وهذا الانتصار المشترك الذي حققته دول التحالف والمقاومة الجنوبية، ينبغي الحفاظ عليه من قبل الشركاء أيضا من خلال وضع الحلول الناجعة المتمثلة بالمعالجات المدروسة التي تأمن الجنوب من داخله وعلى حدوده لاسيما لامتلاك الحوثي وعفاش للاسلحة والمؤن العسكرية القادرة على غلب الموازين على الارض في حال سنحت له الفرصة بذلك وكذا لوجود العديد من العناصر التابعة لهم في مختلف المواقع بما فيها حكومة الشرعية التي نصف عدد أعضائها تتبع عفاش وتؤكد  ذلك أعمالهم وممارساتهم المختلفة التي تحاول جاهدة ابقاء الوضع في الجنوب هش قابل للانهيار في أي لحظة هذا من جهة ومن جهة أخرى استنزاف القدرات العسكرية والاقتصادية لدول التحالف من خلال ابقاء الحرب سجال في محافظات الشمال حتى يجنح الجميع للحل السياسي الذي يمكن هذه العصابات من العودة إلى سدة الحكم لتهيمن على الشمال والجنوب من جديد وتعتبر كل التضحيات والخسائر لدول التحالف والجنوب مجانية بينما انتصار عسكري وسياسي للطرف الآخر المتمثل بعفاش والحوثي ،وبغض النظر أن كانت نفس الوجوه تعود للواجهة ام غيرها.
وهذا ما يتطلب من الشقيقتين المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة من إعادة النظر في السياسة المتبعة وكذا الآلية المتبعة في إدارة الحرب .
فما أفرزته الحرب من وقائع ونتائج على الأرض حتى اللحظة لا يحتاج إلى المزيد من إضاعة الوقت ومزيدا من الخسائر .
حيث يتطلب من الشقيقتين تعديل سياستهما المتبعة تجاه الجنوب لتكون أكثر شفافية ومصداقية للتعامل مع شعب الجنوب صاحب الحق الشرعي على أرضه، وما الشرعية إلا اسم فقط تستخدمه العديد من الأطراف لتحقيق أجندتها ومصالحها الشخصية، وحكومة الشرعية التي تحتوي حقائبها العديد ممن يتبعون عفاش والحوثي خير دليل.
كذلك ممارسات علي محسن الأحمر التي لاتتوافق مع خطط التحالف العربي في إدارة الحرب في الوقت الذي يملك فيه قاعدة شعبية وثقل قبلي وقوة عسكرية في محافظات الشمال إضافة للدعم اللا محدود الذي يتلقاه من التحالف العربي والتي يستثمرها الطرف الاخر ،وهناك العديد من الوقائع التي تؤكد استحالة الحسم العسكري في محافظات الشمال.
وهذا ما يحتم على الشقيقتين بالتعامل مع الجنوب كطرف في المعادلة القائمة ودعمه لبناء مؤسساته الوطنية وأهمها المؤسستين الدفاعية والأمنية حتى تكون عامل ضاغط على عصابات الشمال بمختلف مسمياتها، وقوة دفاعية قادرة على مواجهة قوات هذه العصابات وافشال مخططاتها الرامية لزعزعة الاستقرار في دول المنطقة باعتبار الجنوب العمق الاستراتيجي لدول الخليج العربية وخط الدفاع الأول لها فمتى ما كان الجنوب قويا تكون دول المنطقة اكثر قوة وآمان والعكس صحيح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى