تقاريرعلوم

بوابة تجنيد الشباب واصطياد الشابات.. «شبكات الإنترنت» من يراقبها ويضبط حركتها ..؟

سمانيوز/شقائق/تقرير/ فتحية علي

استغلت التنظيمات الإرهابية الأحداث الجارية في قطاع غزة بفلسطين وسوريا واليمن، لتحريك خلاياها التي نثرت شباكها على شبكات الإنترنت، وفي الازقة بالشوارع، لاصطياد أكبر قدر من الشباب (تجنيد وشحن وتعبئة).
وكانت مليشيات الحوثي الأكثر نشاطاً في هذا الجانب الإجرامي، كونها منظمة إرهابية ولن تخسر شيئاً، التي – بحسب تقارير – تنشط في عدة مجالات إجرامية، منها تدريب عناصر للقيام بعمليات قتل وزرع عبوات ناسفة، والتجسس في العاصمة عدن وبعض محافظات الجنوب، وكذا الإتجار بالمخدرات وتسهيل عملية وصولها إلى أيدي الشباب بالمحافظات الجنوبية، لتخدير شباب الجنوب ولخلخلة الأمن وزرع الفوضى. إلى جانب فتح معسكرات جهادية بذريعة تدريب الشباب وإرسالهم إلى فلسطين وسوريا، في حين يتم إرسالهم للالتحاق بمعسكرات تنظيم القاعدة في محافظة أبين (جنوباً)، للقيام بعمليات إرهابية ضد القوات المسلحة الجنوبية.

إلى جانب ذلك، تنشط تنظيمات إجرامية أخرى متخصصة في القتل وتهريب المخدرات، وتسهيل حصول الشباب على المخدرات لإشاعة الرذيلة والجريمة بكافة أشكالها في المجتمع، ولضرب أمن واستقرار البلد، لا سيما المخدرات والخمور التي هي أم الخبائث.

وبحسب تقارير إعلامية، انتشرت في الآونة الأخيرة حوادث قتل كان أبطالها شباب مراهقون ضد شباب آخرين أو ضد آبائهم أو أمهاتهم أو ضد إخوانهم. جرائم ترتكب لأتفه الأسباب. ولقد لعب رفقاء السوء المنتشرون في الأسواق وعلى شبكات الإنترنت دوراً كبيراً في هذا المجال.

(الفقر والبطالة) المدخل الرئيسي لاستقطاب المراهقين:

إن ضعف الوازع الديني والفقر والبطالة كانوا ولا يزالون أهم البوابات الرئيسية لاستقطاب وتجنيد الشباب سلباً، لا سيما والجوانب الإيجابية شحيحة، وغالباً ينقصها الدعم المالي لإنجاح عملية استقطاب الشباب الإيجابي صوب فعل الخير، عبر توفير البدائل الإيجابية التي بواسطتها يستطيع المجتمع أو جهة ما إبعاد الشباب من الوقوع في شباك الاستقطاب السلبي الخطير.

فترة المراهقة هي إحدى أكثر المراحل العمرية حساسية وأكثرها تقبلاً وميولاً نحو السلب أو الايجاب، حيث يمر المراهق بتغيرات فسيولوجية نفسية وجسدية تجعله أكثر عرضة للتأثيرات الخارجية. مرحلة يبحث فيها المراهق عن إثبات ذاته وعن صناعة بطولات يفتخر بها، وخلال هذه المرحلة قد يواجه رفيق سوء في الشارع أو عناصر مدربة على اصطياد الشباب في الأسواق، أو عبر شبكات الانترنت التي تفرش أمامه الأرض بالورود، وتوهمه أن أحلامه وطموحاته سوف تتحقق، فإذا ما صدق تلك الأوهام المقرونة بالمال والتخدير وسار في ذلك المسلك، دخل في دائرة الإدمان التي تعد نقطة تحول كارثية في حياته، انطلاقاً منها يحدث تغيير جذري في سلوك حياته، وسرعان ما تمحى منه الصفات الفطرية الحسنة.

مسبقات ما قبل السقوط:

بحسب مختصين، فإن شبكات استقطاب المراهقين تستقطب فئات عمرية معينة، ما بين 14 إلى 20 سنة، لأسباب أهمها: أن المراهق في هذه المرحلة العمرية يمر بمرحلة الطيشان والتمرد والرغبة في الاستقلال بالذات وبالقرار.
يسعى المراهق في هذه المرحلة إلى إثبات ذاته بعيدًا عن سلطة الأسرة والمجتمع، مما يجعله عرضة للتأثر بالأفكار المتطرفة أو الإغراءات المادية. بالإضافة إلى ضعف الخبرة الحياتية، حيث يفتقر معظم المراهقين إلى الخبرة الكافية لتمييز الصح من الخطأ، مما يزيد احتمالية وقوعهم في شباك الاستغلال السلبي، وكذا سهولة التلاعب العاطفي بمشاعر المراهقين.
وأيضاً لعب التأثير الرقمي دوراً كبيراً مع الانتشار الواسع لاستخدام الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي وسوء استخدامها بين المراهقين، حيث أصبحت هذه المنصات أداة رئيسية للاستقطاب بعيدًا عن أعين الأسرة والمدرسة والمجتمع.

معالجات وحلول استباقية:

المشكلة كبيرة، أكبر من حجم الأسرة ومن أرباب الأسر، وهي بحاجة إلى مجتمع واعٍ مثقف ومحصن فكرياً، وبحاجة إلى دولة متواجدة في كل مكان داخل البلد، دولة يشعر المواطن أنها تراقبه لتحميه ولتردعه عن فعل الشر، وتمنعه من إيذاء نفسه أو إيذاء الآخرين، دولة تضرب بيد من حديد وأيضاً قادرة على إيجاد حلول وبدائل، مثل إيجاد فرص عمل للشباب وإقامة مخيمات وبرامج ترفيهية، وبدائل تجذب الشباب وتبعده عن الاستقطاب السلبي، والأهم من ذلك هو معالجة الفقر والبطالة، والإبلاغ عن رفقاء السوء، وإعادة الاعتبار والهيبة للمنظومة التربوية والتعليمية، ولن يتحقق ذلك إلا بمحاربة الفساد وإقامة دولة مؤسسات يحكمها النظام والقانون الساري على الجميع.

ختامًا..
كل المصائب يقف خلفها الجهل والفقر والبطالة وضعف الوازع الديني، وبالتخلص منها نتخلص من السلبيات التي تهدد مستقبل أجيالنا. لذا، فالعملية تكاملية تتكون من الأسرة والمجتمع والدولة ووسائل الإعلام، ويشترط أن لا يغيب عن الفعل التكاملي أي من تلك الجهات المذكورة، لضمان حفظ أجيالنا من السقوط في مستنقع تلك السلبيات التي هي في الأصل دخيلة وإحدى التراكمات السلبية الموروثة عن الاحتلال اليمني للجنوب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى