مقالات

عبدالحكيم الدهشلي يكتب..الحقيقة (19).

تمكن الطرف المسمى بالشرعية من منظومة الاحتلال اليمني من استمالت دول التحالف للحفاظ على الوحدات العسكرية النظامية المتمركزة في محافظات الجنوب بعد أن أعلنت انضمامها للشرعية والتي عمل على تحييدها وإبقائها في مواقعها،في الوقت الذي فيه الجبهات خالية من الوحدات العسكرية النظامية، وهذا ما أثار التساؤلات وردود الأفعال، في الوسط الشعبي الجنوبي على وجه التحديد،كما هي نفس التساؤلات على عدم استكمال تحرير ثرة ومكيراس  منذ ٢٠١٥ في الوقت الذي كانت فيه المقاومة ج قادرة على استكمال تحريرهما ووصلت إلى منتصف ثرة مسنودة بطيران التحالف، كما نجح في الوقت ذاته بتأسيس جيش جديد بكافة عدته وعتاده، وكل ما يلزمه من وسائل ورواتب على حساب دول التحالف، تحت مسمى محاربة المد الصفوي الفارسي، ومحاربة الإرهاب.
لكن الحقيقة التي تجلت بما لا يدع مجالا للشك بأن هذا الطرف ، هو من يتبني الإرهاب ويحمي عناصره تحت مسمى الشرعية، ولا يوجد لديه هدف وطني لبناء دولة إطلاقاً، وما هذه القوات التي تم تأسيسها اضافة للسابقة المتمركزة في محافظات الجنوب الا لحماية بقائهم واستمرار نفوذهم وسيطرتهم على الجنوب، وهذا ما اثبتته كافة مراحل الحرب، وخسائره لجميع المعارك التي قام بها، والتي يستخدمها لابتزاز التحالف لاستمرار الدعم ليس إلا.
وهذا يوضح لنا بأن هذا الطرف، والذي يعد نسخة مكررة للطرف الأخر الذي ينضوي تحت مسمى أنصار الله،بأنه يسير وفق استراتيجية أخرى مبنية على حساباته وأهدافه الخاصة، ولا تتصل باستراتيجية  تحالف دعم الشرعية وهدفهم الرئيسي المعلن، الا بما يخدم مصالحه وهدفه وهو إبقاء الجنوب تحت سيطرته، حتى يترتب حل سياسي شامل للأزمة، ولا يعنيه أطالت أمد الحرب ومعاناة الشعبين شمالاً وجنوباً، وما يقوم به من ممارسات وأعمال وتهرب بطريقة اوبأخرى من مسؤولياته يؤكد ذلك. حيث تبين وبما لا يدع مجالا للشك بأنه واقعياً لا يعتبر هذه الحرب ضد المد الصفوي الفارسي، وأن استخدم هذه التسمية إعلامياً فهي لاستمالت التحالف لاستمرار الدعم فقط،ويرى بأنه إذا كانت كذلك كما يسميها التحالف ،فهي مهمة دولية بشكل عام وعربية واقليمية بشكل خاص، ونجاحها وفشلها متعلق بالجميع ومن مهمة الجميع ولا تعنيه لوحده،ويحرص على تجنب اي مواجهات جادة بينهما اي مع الطرف الآخر(الحوثي)، لانها ستكون كلفتها كبيرة تؤدي بالضرورة إلى استنزاف قدراتهما، وانهاكهما، وهو ما يسهل للجنوبيين السيطرة التامة على أرضهم، وبالتالي سيفرضون أمر واقع يصعب تغيّرُه، في الوقت الذي يرى فيه خلافهما اي طرفي ( منظومة الاحتلال،الشرعية،والحوثيين ) سياسي على السلطة وليس عقائدي ومذهبي،كما يشاع، وقابل للحل، إذا ما تمكنوا من إبقاء الجنوب تحت سيطرتهم ليمكنهم من التفاوض من خلاله مع الطرف الآخر والوصول إلى حل بتقاسم السلطة بينهما نسبة إلى المساحة الأكبر التي يمتلكها الجنوب، ونسبة للسكان الأكثر والذي يتركز في الشمال، وبغض النظر عن من يحكم الشمال لاسيما في الوقت الحاضر لأنه لا يعد ذات أهمية بدون الجنوب، وحتى مستقبلاً إذا ما خسروا الجنوب.
وما يقوم به هذا الطرف في محافظات الجنوب لا يحتاج إلى شرح، وما نحن بصدده هنا هي محاولاته بفتح الجبهات والانسحابات لاجبار شعب الجنوب وقواته المسلحة على المقاومة لهدف استنزافها، وهذا ما حصل في جبهات البيضاء موخراً.
عبدالحكيم الدهشلي
21يوليو 2021م

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى