مقالات

تجربة لجان الدفاع الشعبي في الجنوب.

بقلم: 
أفراح الحميقاني

عندما نتحدث عن لجان الدفاع الشعبي فإننا نتحدث بفخر عن تجربة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في جنوب اليمن ذات النهج الاشتراكي وسلطة دولة قوية على كل مؤسساتها  المدنية والامنية، فقد تم تشكيل لجان الدفاع الشعبي في العاصمة عدن وبقية المحافظات الأخرى في عام ١٩٧٣م وكانت لها مقرات رسمية ويتكون أعضاءها من رئيس اللجنة وخمسة أعضاء يتم انتخابهم  عبر منظمات شبابية تابعة للحزب الاشتراكي اليمني الحاكم انذاك في الأحياء والوحدات السكنية، وكانت تتنوع مهامهم بين اجتماعية وثقافية وأمنية وعملهم كان بشكل طوعي دون مقابل  وكانت تنتشر  هذه اللجان في كل الأحياء والوحدات السكنية وكان اختيار أعضاءها يتم وفق معايير  معينة أهمها،

 أن يكون الشخص متعلم وذو كفاءة ونزاهة، وكانت هذه اللجان  تمتلك حزمة من البيانات عن كل الأسر القاطنة في مربعاتهم السكنية وهي بمثابة حلقة الوصل بين هذه المربعات السكنية ومؤسسات الدولة، كما أنها مارست أنشطة ثقافية ورياضية في تلك المربعات وكانت تساعد أجهزة الدولة في نشر الأمن في تلك المربعات والابلاغ عن أي اختلال أمني قد يحصل، كما عملت على حل  المشاكل الأسرية قبل أن تصل إلى المحاكم فقد كانت لها سلطات وصلاحيات وذلك لا يتسنى إلى عبر دعم  الدولة لتلك اللجان، لكن للأسف بعد الوحدة اليمنية تم إلغاء عمل تلك اللجان والاستيلاء على مقراتها  واستبدالها بنظام شيوخ الحارات وجاء هذا النظام من شمال اليمن وابتلى به الجنوب، فتم تعيين الكثير من شيوخ الحارات يمكن أن يقال عنهم شبه أُميين، وكانوا يتقاضون رواتب جراء  ذلك العمل الذي في كثير من الأحيان كان لا يخدم المواطن الجنوبي وبفعل ذلك المنصب استطاع الكثير من شيوخ الحارات الاستيلاء على بقع في احياءهم السكنية بحجة عمل مكاتب لهم لاستقبال المواطنين، ثم أصبحت أماكن خاصة لهم،  طبعاً ليس كل شيوخ الحارات سيئين هناك البعض منهم يتحلون بالنزاهة والاخلاق، المهم أصبحت وظيفة شيخ الحارة شبه وراثية  وبسبب كثرة  شكاوى المواطنين وأصوات نشطاء العاصمة عدن جاءت فكرة اللجان المجتمعية في عدن والمحافظات الجنوبية، وبدأ تدشين العمل بها برعاية محافظ محافظة عدن الأستاذ أحمد حامد لملس في ١٣/ ٧ / ٢٠٢١م.  لكن هل تستطيع هذه اللجان القيام بدور التي كانت تقوم به لجان الدفاع الشعبي في خدمة المواطن الجنوبي   والعمل بشكل دؤوب لمعالجة  قضايا المواطنين في مربعاتهم السكنية وهل المواطنين في تلك المربعات على تواصل مع هذه اللجان؟. وللحديث بقية…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى