مقالات

حَال الأُمَّة يُرثى

كتب : يامنة جايني

يدمعُ القلبُ رَآفة لِحَالِ الأُمَّةِ، كَم عَاشَت فِي عِزٍّ وكم كان يَهَابُهَا الأَعداء، وَإِن حَدَثتهُم أَنفسهم بِالقِتالِ حسبوا لها أَلفَ حِساب، كَيف يَكُونُ سقوط أُمَّةٍ وَجُذُورُهَا مَتينة، وقَد خَطَّها التاريخ بِمَاءٍ مِن ذَهَب تميز الأُمَّةِ فِي شَتَّى المَجَالاَتِ فَمَا ذكرنَا مَجَالاً إِلا وجَدنَا تَأَلُقَ أَحَد الأَعلاَمِ الإِسلامية فَمَا دَّلَ هَذَا إِلا عَلَى هِمَّةٍ عالية عنوانها العزيمة والإرادة وتوكل على الله، وكان الغرب أكبر شاهد على مجد الأمة، فما كان منهم إلا أن اقتفوا أثارها وساروا على دربها بكل جهد عسى أن يصبهم قبسا من نورها، فانظر لحال الأمة اليوم كيف كانت وعلى ما أصبحت، انقلبت الأدوار تسللت سموم الغرب إلى جذور الأمة حتى تفرقت وأصابها العمى وما عادت تدرك أي طريق تسلك، فرويدا رويدا حتى صار أغلب الأمة مقلدين للغرب وعلى نهجهم ساروا حتى أصبح الغرب مثلهم الأعلى ، فصار شغلهم الشاغل أن يكونوا مثل الغربيين ونسوا تاريخ مجدهم وعزهم قد رموا عليه التراب ومضوا قدما مقلدين للغرب في لباسهم ومأكلهم ومشربهم بل حتى منهم من ينسخ من يوميات الغربيين ويجعله في حياته ، فيا حسرة على شباب الأمة وأناسها، هذه كلمات للمستشرق الإنكليزي استانلي بول في كتابه الرائع: «قصة العرب في إسبانيا» معترفا بالمجد الذي صنعه المسلمون يقول :  «الإسبان لم يدركوا أنهم قتلوا الاوزة التي تبيض بيضة من ذهب في كل يوم، فقد بقيت إسبانيا قروناً في حكم العرب وهي مركز المدنية، ومنبع الفنون والعلوم ومثابة العلماء والطلاب، ومصباح الهداية والنور، ولم تصل أي مملكة في أوروبا إلى ما يقرب منها في ثقافتها وحضارتها، ولم يبلغ عصر فرديناند وإيزابيلا القصير المتلألئ، ولا إمبراطورية شارل الخامس، الأوج الذي بلغه المسلمون في الأندلس». يعجب قارئ التاريخ اليوم ويقول سبحان مبدل الأحوال كيف كان حال الأمة وكيف أصبح، كيف كان شبابها يتسابقون في فتح أكبر عدد من الدول  وإعلان الإسلام فيها وكانوا يتنافسون من منهم سيظفر ببشارة القسطنطينية وكل منهم يحلم بأن يكون صاحب البشارة التي بشّر بها النبي – صلى الله عليه وسلم – في حديثه : “لتَفْتَحُنّ القسطنطينية ، فلنعم الأمير أميرها، ولنعم الجيش ذلك الجيش” أما شباب اليوم أصبحوا يتنافسون على من سيظفر بأحدث موديلات اللباس والهواتف وأحدث ما صنعته الموضة ومنهم من يقول لا خير لي في هذا البلد ويهم بترك بلده العربي الإسلامي ويتجه إلى دول الغرب يزعم أنها دول التقدم والتطور وما علم أن الخير كل الخير في خدمة بلده، فعجبا عجبا لحال الأمة كيف كانت وكيف أصبحت فأقول لاتكثرن من العجب لعلك تبتلى بما عجبت به، فاللهم رحمتك يا الله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى