القضية الجنوبية .. التنظير والواقع
كتب : غسان الجيلاني
الشائع دوليا في تناول قضايا الانفصال ، وحق تقرير المصير هو عدم الوقوف معها بل العكس تماما ، فالدول تعاني من مشاكل في حقوق الأقليات والتمييز العنصري.
هذه نقطة مهمة جدا عند طرح القضية الجنوبية في المحافل الدولية
فالدول تحاول أن تتجنب الخوض في هذه القضايا ويمكن استخدامها كروت ضغط على سياسة الأنظمة التي تحوي بلدانها على أقليات ثائرة ومطالبة بحقوق تصل إلى مستوى تقرير المصير.
جنوبا يجب عدم الخوض بالقضية في هذا المنحى لخطورته ، وربط مصيرها بالنظام اليمني ، فإذا أخذت القضية هذا المنحى يجب على الجنوبيين السيطرة على الشرعية بشكل كامل والعمل على الموافقة باستقلال الجنوب عبر السلطات اليمنية الثلاث.
ولكن كان من الواجب الخوض في المنحى الحقيقي للقضية الجنوبية باعتبارها دولة ذات شخصية قانونية دولية اتفقت مع دولة أخرى في شراكة سميت بالوحدة اليمنية وتم الغدر بها واحتلال الدولة وبالتالي يكون مستند القضية هو الاستقلال من الاحتلال اليمني بعيدا عن قضايا آخرى لا تمت لنا بأي صلة ومحاولة إدارجها ضمن ملف خاسر لا ينجح إلا بموافقة نظام صنعاء.
كذلك اتباع منحى القوة لتحقيق أهداف الثورة الجنوبية الذي يمثل النهج الطبيعي لمقاومة الاحتلال ونيل الاستقلال، هنا يجب على الممثل السياسي للقضية الجنوبية الانتباه لهذه القضايا وفهم السياسة الدولية ، وسلوكها الخارجي المرتبط بعمليات نظامها الداخلي وأزماتها الخاصة.
على السياسي الجنوبي التفكير الجيد بالمسار الحقيقي للقضية الجنوبية والابتعاد عن الحصول على اعتراف من أي دولة لصعوبة هذا الخيار
البناء الداخلي لمنظومة الثورة الجنوبية مهم جدا والعمل على توحيد الجهد في صناعة وعي دولي خاص ينطلق من معطيات القضية الحقيقية في المحافل الدول الدولية والابتعاد عن المظلومية والمعالجة بالحقوق ، وأن كانت غير قابلة للتحقيق إلا في إطار الدولة الجنوبية المستقلة.
هنا يجب الحذر من الخوض في قضايا الأقليات وحق تقرير المصير ، لأنه وأنت تحاول وضع لقضية الجنوب من هذا الجانب يدخل إلى جانبها العديد من حقوق الأقليات اليمنية التي تشعر بالتهميش مثل المهمشين والمرأة وغيرها.