الوقوف في المنتصف

كتب : عيشة صالح محمد
يميل الناس إلى التزام مبدأ السلامة، والنأي بالنفس بعيدا عن بؤرة أي صراع، لكن كيف يطبقون ذلك؟ كثيرا منهم يؤثرون الحياد، والوقوف في المنتصف لأي قضية؛ زعما منهم أن ذلك يدرأ الأذى عن النفس، ويرفع الحرج عن المساءلة.
يرى آخرون أن الحياد هو هروب مغلف من مسؤولية تبني وجهات نظر محددة، وتقاعسا عن تحمل تبعات الانحياز لطرف ما، أو أن الحياد هو موقف مؤقت لحين التأكد من عدم تأثر الذات سلبا، أو ضمان أن تأييد وجهة ما يصب في المصلحة الشخصية، إذ أن لا أحد في حقيقة الأمر يعتبر صادقا في موقفه الحيادي؛ حيث أن مسألة الحياد تسفر في كثير من الأوقات عن نوايا ليست جيدة.
ثمة قضايا الحياد فيها أسوأ خيار قد يتخذه الفرد، وتعد انحيازا مبطنا للباطل، ولا يعذر فيها الشخص إن لم يتخذ موقفا، كالقضايا الأخلاقية، والقضايا التي تمس ثوابت الدين، والانتماء.
إن تقاعس المرء عن نصرة المظلوم، وإدانة الظالم، لمؤشر على موت قلبه، وتساوي الخير والشر في نفسه، وما مبدأ الحياد إلا حيلة اللئيم، وأرى أن قضية نصرة أخواننا الفلسطينيين مثالا مخزيا لمن لزم الصمت وآثر السكوت.