مقالات

الطيبة ليست سذاجة بل هي نعمة فقدها بُخلاء المشاعر !

كتب : منى عبدالله

يحاول عدوي اجتياز حاجز حياتي، ولا يعلم بأن بنيانه صلباََ متيناََ مريرا، وإن دبر لي المكائدَ والحيلَ باحترافي، فلي رب كريم رحيم وبه أستجير، واجهتُ في حياتي كل المصاعب بثباتي، وأجزمتُ بأن الحياة كلها ليست أنهارا وزمهريرا ، وأيقنتُ بأن التوكل نجاة من الموبقات، ولكن ابن آدمَ لازالَ عجولاََ بحُكْمِهِ أسير، أرخيتُ الحبالَ لأعدائي دونَ انحيازي، فأدركتُ بأن ليسَ للطيبِ مكان في زمنَ النفير، فحاولتُ بأن أشدَ بذلكَ أزرَ آهاتي، فتفرعت بذلكَ منها آهات كثيرة، ولكني أيقنتُ بأنَ التجاهلَ يصنعُ المعجزات فتغافلتُ لأحظى!؟ بالعيش الكريم حينَ يميلُ حضنا ويجير.

‏إن لم ترفعك أخلاقك فلن يرفعك منصبك، وإن لم تزينك أفعالك فلن تزينك ملابسك، هكذا هي الحياة دين، وخلق، ومبادئ إن فقدتها فلا تنتظر الاحترام من أحد.

وعلى نياتكم ترزقون بهذه العبارة نجدد ثقتنا بالله بمجرد أن نقرأها تنتابنا السكينة والطمأنينة وغالبا ما نصاب بالإحباط بسبب ما يدور حولنا من ضغوط وأحداث تكاد تفقدنا الثقة بأنفسنا ، ولكن لازالت حواسنا تنبض بالحياة ولنبدأ كل يوم تجديد ما بداخلنا لنواصل مابدأناه من يوم جديد ، وكلنا أمل بالله بأنه هو ولينا في الدنيا والآخرة ، وهو من يدبر أمورنا ويسيرها بأقداره فثق بالله ولا تحزن.

الصلاب والقوة هي ما تجعل منا أشخاصا أسوياء أشخاصا يعرفون متى يواجهون ومتى يتصدون ومتى يقفون على أقدامهم ومتى ينسحبون في الوقت المناسب ، فنحن في زمن مخيف جدا لا نعلم فيه الصالح من الطالح ، فالجميع يدعي التقوى ويدعي الصلاح ويرتدي لباس الإيمان والنقاء والعفاف ولا نعلم ما يجوب بداخلهم من أفكار شيطانية تدبر وتخطط وتنفذ لفساد المجتمع ، فاحذر أن تكون ضحية صفاء قلبك وطيبتك الزائدة.

ثباثك على مبادئك وقيمك وعاداتك وتقاليدك وماضيك وحاضرك هي المناعة التي تقوي ما بداخلك من إيمان وتحفز لديك صحوة الضمير ، فمهما قست من حولك الحياة وأغلقت بوجهك الأبواب لا تيأس بل قاوم بكل ما أوتيت من قوة حتى تصل لأهدافك ولا تستسلم للمحبطين حتى وإن وضعوا أمامك الأشواك والحواجز ليمنعوك من التقدم ، فالمضي قدما لمواجهة تلك الصعاب تكسبك القوة والثقه بالنفس ، فكن ثابتا ولا تتزعزع بمجرد أول تجربة وواصل الطريق في سبيل النجاح لتصل إلى القمة.

فشياطين الأنس لاترحم مادام الحسد قائما بينهم فلا بد أن يدبروا لك شتى المكائد لإسقاطك والتقليل من قيمتك والنيل من نجاحاتك ، فحاول ألا تنظر خلفك وواصل المسير حتى تصل لمبتغاك بكل شموخ.

جميعنا بشر نخطئ ونصيب فلا تجعل الظروف هي من تتحكم بمصيرك وحاول أنت بقدر استطاعتك أن تتحكم بظروفك حتى لا تكون ضحية لكل من يقابلك في طريقك ، فعبارة البقاء للأقوى دائما لاتعني بأنك تفسد مابداخلك لينعم شيطانك بالأمان وتنتهي أنت في متاهات الإدمان وعبارات الأحزان ، فإدارة الأزمات تحتاج منا لعقول مدبرة تستطيع انتشالنا من وسط الدمار والخراب الذي يحيط بنا ، فلا تستسلم للواقع وكن أنت من تصنعه بنفسك !.
وفي النهاية لن يبقى معك إلا من رأى الجمال بروحك، أما المنبهرون بالمظاهر، فيرحلون تباعاً دون رجعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى