هل يدرك أطفالنا هويتهم؟
كتب : عيشة صالح
الإنسان بطبعه وتركيبته النفسية يحتاج إلى الشعور بالانتماء، حيث يضفي ذلك الشعور على شخصيته الاعتزاز والثقة، لا سيما حين ينشأ عليه، منغرسا في كيانه، متمثلا بكينونته، ومشيرا إلى ماهيته وأبعاد ذاته، بالامتداد المكاني والزماني والنفسي والاجتماعي.
ماذا عن أطفالنا؟ هل يشعرون بتلك الهوية؟ هل يدركون الانتماء؟ هل يعتزون بذواتهم؟ المشهد أمامنا يدل على تخبط وضبابية وتناقض، ليس في صالح بناء جيل معتز بماهيته، فالخطاب الموجه للطفل في المدرسة، غالبا ليس هو ما تمليه عليه عائلته في منزله، وليس هو ما يجده في محيطه الاجتماعي، وذلك يؤثر بشكل سلبي على تفكيره، وتقييمه للأشياء، وشعوره بالانتماء، ويعزز نشوء شخصية باهتة لا تقدر الأشياء، ولا تضع لها قيمة، بالتالي لا تهتم بها.
إذاً على المجتمع متمثلا بفئاته الفاعلة، الانتباه إلى ذلك الأمر، لأن الانصراف عنه يشكل خطرا على جيل كامل، لم يدرك بعد ما يجري حوله.