مقالات

اتحاد عام نساء الجنوب واقع ملموس

كتب :
ندى عوبلي

في البدء أبارك لنساء الجنوب عقد مؤتمرهن التأسيسي هذا للاتحاد العام لنساء الجنوب هذا المولود الذي تأخر تسعة أعوام كي يظهر ورغم كل الإرهاصات التي وقفت أمامه تقهقرت اليوم وتجلى هذا الكيان العملاق ليمثل نضالات نساء الجنوب.

الاتحاد العام لنساء الجنوب هو اتحاد ضم مجموعة نساء جنوبيات مؤمنات بحقهن في العيش بكرامة في أرضهن حقهن بالتعليم والعمل بالتنمية المستدامة بالتوعية وتصدر مواقع القرار في الدولة ومرافق العمل الحكومية والخاصة والنساء هن حرائر الجنوب لديهن طموحات أن يشاركن في مناحي الحياة الاجتماعية الثقافية والسياسية الاقتصادية الفنية ومفاصل الحياة عامة.

ولهذا وجدن أنفسهن بلا كيان يجمع كل أنشطتهن بمختلف مصنفاتهن مجتمع مدني أكاديميات طالبات علم عاملات في المدينة والريف لهذا عملن هذا الاتحاد الذي يمس حياتهن جلها ، ليتم التعامل معه من قبل الجهات الحكومية والمنظمات الدولية الداعمة فهو يمثل شريحة واسعة من النساء في المناطق الجنوبية ولهن مطالب وحقوق يجب أن ينلنها من خلال عملهن المدني بعيدا عن سياسة الدولة بتنفيذ خطط متعددة تحتاجها نساء الجنوب باسم الاتحاد العام لنساء الجنوب بالشراكة مع منظمات داعمة ووزارة التخطيط والدعم الدولي ، وكذا مكتب الإحصاء.

إن نساء الجنوب قد سلبن بعد اجتياح الجنوب ١٩٩٠م أرضا وإنسانا كل سبل العيش والاستقرار والسلام والأمن من خلال عملية الخصخصة لمرافقهن ومصانعهن وتعاونياتهن ومؤسساتهن وشركاتهن الحكومية والوطنية التي نهبت لصالح متتفذين في حكومة ٧/٧/١٩٩٤ بدولة الوحدة المعمدة بالدم ،

وتم طرد العمال/ات والموظفين/ات لقارعة الطريق ليجدن أنفسهن بلا وظيفة بلا مرتبات تعول أسرهن وكثيرات هن النساء في هذه المرافق.

ونتاج هذه الخصخصة ومآلاتها اصبحت الأسرة شبه معدومة أثر ذلك سلبا على التحصيل الدراسي ، فكثير من الأسر لم تدفع بناتها للدراسة لضيق ذات اليد ، فأثر أولياء الأمور بقاء البنات دون تعليم لصالح البنين في بعض الحالات توقف الجنسين عن الدراسة ودفع البنين لسوق العمل ، فشكلت لدينا عدد من الأميين في هذا الجيل من ١٩٩٠-٢٠٢٤م وهذا الجهل الذي تفشى تسبب بقلة الوعي بين الشباب من الجنسين ومع إدخال الجنوب في أتون تجارة المخدرات وثقافات دخيلة على الوطن انساق الشباب خلف هذه الأوبئة الاجتماعية ، فتشكل جيش من الشباب المدمن يتصاعد أعداده يوما عن يوم ، وانتشرت ثقافات بين الشباب نعدها أمراضا اجتماعية كالشذود بين الجنس الواحد أو حالات اغتصاب الأطفال من الجنسين وكذا ثقافة الكذب السرقة التزوير ، وكذلك انتشر العنف ضد المرأة وزواج القاصرات والتمييز ضد المرأة في المجتمع والمرافق الحكومية وأجهزة الدولة ومؤسساتها.

إنها امراض اجتماعية نرغب بمعالجتها كمجتمع مدني متعاضد ومتعاون عبر الاتحاد الخاص بنساء الجنوب بالشراكة مع منظمات داعمة وإشراف مكتب الإحصاء ووزارة التخطيط والتعاون الدولي بالتمكين الاقتصادي للنساء ، وبفتح فصول محو الأمية ومراكز الاستشفاء من المخدرات وإعادة تأهيل المدمن للمجتمع سالما معافى وكذا العمل على تعزيز وعي المجتمع ، ورفع مستواه ليفكر صح ويعمل وفق أخلاق وقيم المجتمع ونظام يسري على الجميع.

إن نساء الجنوب عرفن النضال من القرن الماضي ولنا أسوة حسنة هن قيادتنا وقدواتنا في العمل والنشاط الطوعي المدني الذي يخدم شرائح في المجتمع كبيرة هن النساء وهن نصف المجتمع إن لم يكن ثلاثة أرباعه أيضا.

مجددا نبارك لنساء الجنوب هذا الانتصار العظيم فهنيئاً لهن ومن سار على الدرب وصل فقد بات لكن اتحاد شرعي يمثلكن في كل مكان نظير نضالاتكن واجتهاداتكن ليكن ممثلكن والمدافع عن حقوقكن ومطالبكن

هو منكن وإليكن ولخدمتكن. ونجدها فرصة لأن نقدم الشكر لكل من آمن بحقنا هذا ، وكان داعما لنا ومساندا لعملية إشهار مؤتمرنا التأسيسي للاتحاد العام لنساء الجنوب ، وكل الشكر للجنة التحضيرية للمؤتمر والفريق الذي عمل معنا منذ البدء ، فكن هن حقيقة شموعاً نيرة في درب نضال النساء بذلن كل جهد ومال لبناء هذا العملاق ليحمل قضاياهن ، فاليوم نؤكد لكل نساء الجنوب انكن في المحك الحقيقي لإثبات نضالكن وأنكن خير من يمثل النساء.

{وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون} التوبة/١٠٥.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى