مقالات

أبين الأرض الطيبة

كتب :
م. بشرى عباس

أن ضرب المناطق الزراعية وضرب التنوع البيئي في الجنوب مخطط خبيث لعقلية سلطوية تمثل عصر العبودية وهي العقلية السائدة في مناطق الشمال ، ولا زال يرزح تحت طائلها الإنسان اليمني في المناطق الشمالية، تجددت بشكل طفيف إبان الحركات التحررية العربية ، وصارت تلبس الميري وصارت تتقلد الوزرات والسفارات ولكن بنفس العقلية السابقة بالرغم من انفتاح العالم وانفتاح الجانب اليمني على الدول المتطورة ، وبالرغم من شبكة الاتصالات الواسعة التي جعلت من العالم قرية صغيرة تصل إلى أقصاها بلمح البصر.

أشد المناطق التي سادها النظام التعسفي هي مناطق الريف لضرب الأمن الغذائي في الجنوب وليظل الجنوب هي الدجاجة التي تبيض ذهباً من ناحية السوق والثروات، وأشد المناطق تضرراً هي محافظة أبين ، والتي لطبيعتها الوعرة صارت مرتعاً لتنظيم القاعدة والذي ضرب الحياة العامة في تلك المحافظة وهجر أهلها للمرة الثانية على التوالي، وعلينا أن ندرس كمثقفين وقيادات أحزاب وحكومة وشخصيات اجتماعية ، ما الذي أدى إلى تدهور الريف ووصوله إلى هذا المستوى من التدني وإحباط الناس في الحياة ونزوح بعض الشباب في الفكر الإرهابي وترك الشباب فريسة للمخدرات والاستقطاب لجهات مشبوهة ناتج الفقر وعدم وجود أي تطور في حياة الريف بعد سقوط دولة الجنوب، وهذا لن يتحقق إلا بوجود دولة حقيقية دوله مؤسسات دولة نظام وقانون وتقوم بتنمية حقيقية للريف والذي يحتاج للاهتمام الأكبر في التنمية والتطور.

يجب إعادة الاعتبار لمدننا في الجنوب وإعطاء لكل محافظة حقها في التنمية المستدامة وربط الإنسان بالأرض.

لولا الأرض لما وجدت كل تلك الصراعات ولكن يجب إدارتها بكل حب واقتدار يكون فيها الإنسان هو محور التطور وخلق الوعي ناحية البيئة وربط الإنسان بفخر الانتماء ، وإن الأرض بداية الحياة وبدونها لا وجود لنا ولا انتماء إلا للأرض هي المنطلق ، وإنما حياة المدن ترف وتدفعك على الاعتماد على الغير ، بينما المنطلق والأساس تركناه الأمر الذي أدى إلى ضرب حياة الريف وضرب أكثر ماضرب الرعي والثروة الحيوانية وإنتاج العسل والخضروات والفاكهة ، وكذلك مركز أبحاث الكود والذي يمثل كأول مركز في الجزيرة للأبحاث الزراعية، وتطور الأصناف المحلية والحفاظ على الإرث في إنتاج الأصناف والذي يندب البعض اندثارها بسبب الحروب والإهمال للزراعة ، كذلك الزحف العمراني والبناء على الأراضي الزراعية يقوم بضرب عملية التوسع المستقبلي للتطوير الزراعي.

على أبناء أبين لملمة الشتات والعودة إلى هذه الأرض الطيبة الذي حباها الله من التنوع البيئي والمناخي المنوع والطيب في إنتاج الخضروات والفواكه ، مالم تجده قط في أي منطقة أخرى.

عودة تسكين أهالي أبين من أولى الأولويات أمام السلطات القادمة وتشجيع عودة الرعي والاهتمام بالأرض وتنظيم شبكات الري والذي اهترت إبان حكم الوحدة ، وانسدت بفعل تكون الترسبات في القنوات ونمو الحشائش في وسط القنوات وضرب إدارات الري والصيانة في المحافظات وسرقة الآليات الكبيرة لتنظيف القنوات وكذلك آليات الحصاد ونقل الخضروات والفواكه، إضافة إلى سرقة أراضي الدولة وصرفها للمتنفذين أيام حكم القهر والاستبداد.

أبين تستحق الأفضل من الحكومة والسلطة المحلية ، وكذلك من أبناء أبين أنفسهم عليهم الدفاع عن هذه الأرض الطيبة والاهتمام بالأرض والزراعة بغير الاهتمام بالأرض لا يوجد تطور على مستوى المعمورة.

كذلك الهجرة الداخلية لأبناء الأرياف والذين يعانون من شحة المياه وارتفاع النقل والمتمثل في مادتي البترول والديزل أدى إلى نزوح كبير للأهالي للبحث عن الماء الذي هو أساس للحياة، لم تدخل مناطق أبين المتنامية الأطراف أي تحسينات على مستوى الخدمات ومشاريع المياه والذي تمثل نوعا للاستقرار المعيشي للسكان الذي حياتهم تقوم على الرعي والزراعة فيها ، وتكون تلك المشاريع كمثل تثبيت أبناء الريف في مناطقهم والحفاظ على التنوع البيئي في هذه المناطق وربط الإنسان بالأرض ومحبة الأرض الذي إذا اعطيتها وهبتك الحياة ويكون هناك تبادل منفعي وتنوع في البيئة.

العالم كله يتكلم عن البيئة ، ولكن الملاحظ أنه لا أحد يعمل من أجل البيئة، الكلام عن البيئة يريد له فعل وتبادل منفعي.

لأبين كل الحب وهي الأرض الطيبة الذي لا تعطيك مثل خضرواتها وفواكهها أي منطقة أخرى لا في النكهة ولا في الجودة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى