مقالات

غروندبرغ .. والبحث عن السراب !

كتب :
ناصر التميمي

والله حكاية السلام الذي تتحدث عنها الأمم المتحدة عبر مبعوثها هانس غروندبرغ ،عبارة وهم وذر الرماد في العيون لا جديد فيه بالمطلق سوى هانس وصل عدن وصل صنعاء،وصل الرياض، وصل مسقط ،وصل عمان وهلمجرا ،حتى بات أمرا غريبا جدا سنة وراء سنة تذهب ، ونحن معلقين في ذيل الأمم المتحدة التي لم تفهم لغة السلام ،وتتحدث عن سلام دائم في المنطقة وهي من تشعل النيران وتمارس أكاذيبها القذرة التي تعودت عليها منذ إنشائها في عام ١٩٤٥م إلى اللحظة، خاصة إذا كان الأمر يتعلق بالمنطقة العربية ،ولو كانت حقيقة تريد أن تفرض السلام لحققت ذلك وفي فترة وجيزة ،لكنها لا تريد ذلك،بل تحاول إشغالنا بأمور تافهة عبر مندوبيها المنتشرين كالجراد في البلدان العربية والإسلامية ، في الصباح له قول وفي المساء له قول آخر، لكنهم يسيرون وفق برامج وخطط معدة من أجل حماية مصالح الدولة ذات القرار العالمي وتبقى رحلاتهم المكوكية كالنفخ في بالونة فارغة ذهابا وإيابا تصحبه زوبعة إعلامية ضخمة والنتيجة لا شيء .

تسع سنوات ونحن على نفس الموال مبعوث يذهب وآخر يأتي ، والحل لا يزال بعيد المنال ،كم من هدن أعلنتها الأمم المتحدة ولا واحدة التزمت بها مليشيات الحوثي ،ومع ذلك لا تزال الأمم المتحدة تتحدث على لسان مبعوثها إلى المنطقة عن السلام الذي أصبح ضربا من الخيال وأنا على قناعة تامة أنه لا يمكن أن يأتي السلام في المنطقة على أيدي ما تسمى الأمم المتحدة ،لأنها أنشأت لأغراض تخدم مصلحة الدول الكبرى ،فلو كانت صادقة لفرضت السلام في فلسطين أكثر من خمسة وسبعين عاما ، ولا شيء تحقق انظروا إلى مايجري اليوم في غزة التي تتعرض لإبادة جماعية لشعبها المسالم ،ويمنع الدواء الماء والغذاء أين اختفت الأمم المتحدة أليس من حقها أن تفرض السلام ؟ أم أن ما يجري في غزة لايعنيها؟ ،وماذا قدمت لأبناء غزة غير بيانات الشجب التي لا تسمن ولا تغني من جوع ،مما يحصل لأخواننا في القطاع من جرائم يرتكبها جيش العدو الصهيوني .

إذا كانت الأمم المتحدة تريد فرض السلام لفعلت ذلك في عام 1994م عندما أرسلت مبعوثها الأخضر الإبراهيمي الذي تماهى مع نظام صنعاء ،ولم تنفذ القرارات التي صدرت من مجلس الأمن حينها ٩٢٤ ،٩٣١ ،وتأتي اليوم وتعزف على نفس الموال وفي النهاية معروفة أين ستضع رجلها ،فإنها دائما تذهب في اتجاه المنتصر وإنما كل ما يقوم به غروندربرغ عبارة عن مسرحيات تخدير الهدف منها إطالة أمد الصراع في المنطقة لا قيمة لها ،وقد جربنا دورها وعرفنا حقيقة هذه الهيئة التي تخطي البعير وتصيب الإبرة ،وبانت أنها مجرد غطاء تختبئ خلفه دول القرار الدولي لارتكاب الجرائم بالشعوب العربية والإسلامية .

بالنسبة لنا كجنوبيين قد لدغنا من جحر هذه الهيئة بما تعرضنا له من طعن في حرب صيف ١٩٩٤م عندما أعطت أوامرها للهالك عفاش باجتياح الجنوب وتخلت عن القرارات التي أصدرها مجلس الأمن الدولي حينها ،ولو كانت تريد فرص السلام فإنه لن يأتي إلا عبر بوابة الجنوب ، ولاداعي لهذه المسرحيات التي تلعب عليها تفعل القرارات السابقة وانتهى الأمر ، لكنهم لا يريدون ذلك ،وكل الذي يبحثون عنه هو إبقاء المليشيات الحوثية وإعطاؤها متسع من الوقت لتسيطر على ماتبقى من مناطق ، ودليل ذلك التماطل والتماهي معها من قبل المجتمع الدولي الذي يغض الطرف على جرائمهم التي ترتكب كل يوم .

سيستمر غروندربرغ سنوات مثل سابقيه بن عمر وولد الشيخ وغريفث وسيغادر إلى الأمم المتحدة بخفي حنين ،وسيتم تعيين آخر وهكذا سيستمر اللعب والضحك ، بينما الشعب يموت أما بصواريخ المليشيات أو بشبح الجوع الحاصل نتيجة سياسة التجويع الممنهج من قوى بعض القوى المحلية والإقليمية ،بالنسبة لي أنا شخصيا لست معول على أن هذه الهيئة ستأتي بالحل ، وهذا رأي شخصي بالنسبة لي ، ولم أعد أثق بها ولا بقراراتها ولا بدورها الذي قالوا عنه إنه ريادي ، ولم يكن كذلك بل أصبح يسير في خدمة العدو الصهيوني و يخدم أجندة الدول الأوروبية والغربية فقط ، على حساب الشعوب الأخرى ، وهناك كثير من الشعوب لا تزال تعاني من الصراعات التي مرت عليها عقود من الزمن ،ولم تعمل لهم الأمم المتحدة شيء لأنهم يقولون شيئا ، ويفعلون شيئا آخر ، فماذا تنتظر من هؤلاء ،وما هانس إلا مأمور يأتمر بأمرهم رسمت له خطة مسبقة وكلف بها وهو مجرد عبد مأمور، والحقيقة التي تقال غروندر برغ البحث عن السراب..!.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى