مقالات

هل سيحصد الجنوب استقلاله كثمن جراء مواقفه المؤيدة ؟

كتب:
عادل العبيدي

مازال شعب الجنوب حتى اللحظة يقدم التضحيات الغالية في الدفاع عن أرض الجنوب وحدوده البرية والبحرية متطلعا في ذلك الدفاع إلى استعادة دولته وحصد قرار الاعتراف باستقلاله .

المجلس الانتقالي الجنوبي كممثل لقضية شعب الجنوب التحررية هو ثمرة نضال الشعب الجنوبي السلمي والعسكري وهو المؤتمن في إيصال القضية الجنوبية إلى أروقة ودهاليز السياسات الدولية والإقليمية وأبرازها كقضية صادقة وذات أهداف حقه يستحيل تجاوزها في حال كانت هناك اتفاقات دولية وإقليمية في الوصول إلى تسويات سياسية لإنهاء الحرب في اليمن وإحلال السلام أو حتى لم تكن أو حتى أن كان الفشل هو نتيجتها كما هو في كل مرة ، فأنه لايكون أمام تلك الدول وخاصة الرباعية أمريكا وبريطانيا والسعودية والإمارات غير الاعتراف باستقلال الجنوب مهما كانت نتيجة الحالة السياسية للمشكلات السياسية والعسكرية في اليمن ، ويكون الاعتراف باستقلال الجنوب من قبل تلك الدول حتى في ظل ظروف الحالة السياسة المعقدة التي لم يستطيعون حلحلتها كثمن مستحق للجنوبيين وللمجلس الانتقالي الجنوبي على مواقفهم الإيجابية سواء مواقف التحالفات أو المواقف المؤيدة جنبا إلى جنب تلك الدول خلال سعيها الدؤوب نحو إيجاد فرص إنهاء الحرب وإحلال السلام في اليمن ونحو محاربة الإرهاب وأعمال القرصنة بكافة أشكالها .

ونحن اليوم بصدد مستجدات سياسية جديدة إقليمية ودولية ومحلية فأننا نتساءل هل سيحصد المجلس الانتقالي الجنوبي الاعتراف باستقلال الجنوب كثمن جراء تحالفاته الإيجابية ومواقفه السياسية والعسكرية المؤيدة بغض النظر عن تلك المستجدات السياسية والعسكرية الجديدة ؟ أم أن تلك المستجدات ومستجدات آخرى معقدة قد تظهر في أي لحظة ستجعل القضية الجنوبية التحررية أكثر بعدا وأكثر تعقيدا من حصول الجنوبيين على استقلال دولتهم واعتراف دول العالم والإقليم بها ؟ .

المجلس الانتقالي الجنوبي ورغم معرفته الأكيدة بمكر قوى ماتسمى الشرعية اليمنية وخداعهم وخيانتهم وكذبهم في توجيه بوصلة حربهم ضد الجماعات الحوثية وكذا معرفته الأكيدة في أن تلك القوى اليمنية مازالت تكن العداء للجنوب وشعبه وقضيته وتوجه بوصلة حربها نحو السيطرة على الجنوب لكنه مازال يشاطرها تلك الشرعية كفرصة آخيرة ، وأيضا مستجدات تغيير رئيس الوزراء السابق معين عبد الملك برئيس الوزراء الجديد أحمد عوض بن مبارك فأن المجلس الانتقالي الجنوبي قد بادر في توجيه رسائله المؤيدة لشخصية أحمد عوض بن مبارك كرئيسا جديدا لمجلس الوزراء وحث على العمل إلى جانبه بشرط أن تكون همة رئيس الوزراء الجديد هي تحسين الأوضاع الإقتصادية والمعيشية والخدمية في العاصمة عدن وفي مختلف محافظات الجنوب وليس إلى زيادة أعبائها وتعقيداتها ، ولايخفى علينا أيضا مواقف المجلس الانتقالي الجنوبي المؤيدة للتحالف الدولي في الحرب ضد الجماعات الحوثية وما تقوم به من أعمال قرصنة في خليج عدن ومضيق باب المندب والبحر الأحمر المهددة أمن وسلامة الملاحة الدولية في هذه الأماكن .

تجاه هذه التحالفات المستمرة للمجلس الانتقالي الجنوبي ومواقفه الإيجابية المؤيدة وبعد دخول قرار الولايات المتحدة الأمريكية تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية حيز التنفيذ وفي حال استمرار القوى اليمنية في ماتسمى الشرعية اليمنية ورئيس مجلس وزرائهم الجديد السير في تنفيذ نفس سياساتهم السابقة العدوانية تجاه شعب الجنوب وقضيته التحررية وتكريسها مرة آخرى نحو خلق الفوضى والقيام بأعمال إرهابية جديدة في الجنوب عامة وفي العاصمة عدن خاصة ونحو خلق أزمات إقتصادية ومعيشية وخدمية جديدة تستهدف زيادة تجويع الشعب الجنوبي ، ياترى هل ستقدر دول الإقليم والعالم تلك المواقف الإيجابية للمجلس الانتقالي الجنوبي ومن ثم مسارعتها إلى الاعتراف باستقلال الجنوب كثمن لها ؟.

نتمنى من المجلس الانتقالي الجنوبي وفي حال عدم تقدير تلك المواقف الإيجابية من قبل دول الرباعية وبقية دول العالم كثمن مستحق للاعتراف باستقلال الجنوب واستعادة دولته أن تكون جميع أجندته الاستراتيجية جاهزة في فرض واقع جديد يجعل دول الإقليم والعالم أمام أمر واقع الاعتراف باستقلال الجنوب واستعادة دولته وفرض سيادته على جميع حدود الجنوب البرية والبحرية والجوية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى