حل القضية الجنوبية يحل صراع الحكم في الشمال

كتب :
علي محمد السليماني
ماهي مشاريع أطراف الصراع الشمالية ؟ وماهو مشروع الطرف الجنوبي؟ المشهد السياسي في الشمال يتمحور في الحوثيين كطرف مسيطر على الشمال ، ولكن ليس لديه مشروع أو رؤية واضحة للعمل على تأسيس دولة مدنية محترمة يسودها النظام والقانون، وحزب الإصلاح اليمني وحزب المؤتمر الشعبي العام ، وهما شريكان في حرب صيف 1994على الجنوب ، وليس لديهما مشروع أو رؤية واضحة لبناء دولة مدنية محترمة ، وقد سبق لهم الحكم منذ عام1994. وتعمل قياداتهما بالوراثة حالياعلى استعادة دولتهم ونظامهم والحفاظ على مصالحهم. الطرف الجنوبي الأصيل المفوض من شعب الجنوب هو المجلس الانتقالي ومشروعة فك الارتباط بعد فشل مشروع إعلان الوحدة عام 1994 والعيش في دولتين بجوار حسن. وهناك مكونات محدودة وصغيرة ثقلها في قياداتها وهذه ماسكة العصا من الوسط مع الخيل ياشقراء المهم ماذا حصل.
من خلال استعراض ملامح المشهد في الشمال والجنوب يتضح أن كل قوى الشمال متمسكة بأعرافها وبالمركز المقدس ولاتطيق وجود دولة تنتقص من صلاحياتها ونفوذها وتخضع مصالحها للنظام والقانون وتتستر للتغطية على ذلك بشعار الوحدة أو الموت. والأقاليم التي تلوح بها في الجنوب لإضعاف المجلس الانتقالي الجنوبي ، ولكن ترفضها في الشمال. ومن هنا تتجلى مشكلة الأطراف الشمالية التي تعمل بكل مقدراتها على إعادة إنتاج نفسها أو ورثتها في الحكم لاستمرار المصالح الشخصية للأسر المتنفذة ، وتصطدم بمشروع الجنوب الواضح في فك الارتباط وإعادة بناء دولتين بنظامين رشيدين اتحادي في الجنوب ومايختاره أصحاب الشمال في دولتهم، وقد تنتقل عدوى الجنوب إلى الشمال بنظام اتحادي مماثل وتكون الدولتان بجوار حسن في نطاق منظومة الدول العربية.