مقالات

كرامة إيران المشروطة ..!

كتب:
خالد سلمان

‏إيران تعلن إنها سترد خلال ال٤٨ ساعة المقبلة، وهو إعلان يسقط جدية الرد بنتائجه ، ويحوله إلى رد مسبوق بإبلاغ الطرف المستهدف لتجنيبه الخسائر، ونقل الرد من حالة الإنتقام لقتلى قيادات الحرس الجمهورية الإيراني ،إلى مجرد رفع عتب وإمتصاص الغضب الداخلي وبين أنصار هذا المحور الذي لم يعد مقاوماً.

إسقاط عامل المفاجأة في الإبلاغ عن زمان الرد الإيراني، يقلل من أهميته ويبلغ رسالة لتل أبيب ان إيران قد رسمت حدوداً متواضعة لا ينقل معها رد الفعل الإيراني إلى مستوى التصعيد.

التصريح يذكرنا بإبلاغ طهران لواشنطن عقب إغتيال سليماني بمكان رد إيران، وتقديم الطلب الرسمي من ترامب السماح برد في العراق بلا خسائر لا مادية ولا بالأفراد.
هل سترد إيران ..؟

إجابة مفتوحة على الإحتمالين نعم ولا، ولكن وضعها الداخلي وكرامتها السياسية المهدرة بين حلفائها، والشارع الإسلامي الذي تصِّدر نفسها له كراس حربة ضد الصهيونية وقوى الإستكبار الإمريكي ، يجبرها على رد محدود لا يعقبه تصعيداً عسكرياً شاملاً.

السؤال المكمل هل سترد إيران من أراضيها أم ستكلف الوكلاء؟.

هذا السؤال يحتمل هو الاخر الأمرين معاً: ربما من أراضيها فقط لإبلاغ وسطها السياسي في المنطقة أنها قادرة على فعل ذلك ، وربما بتكليف الوكلاء وربما الإثنين معاً.

قبل قليل تم إطلاق 40 صارخاً على الجليل الأعلى، ومع ذلك لا نعتقد أن إسترداد هيبة إيران بين أنصارها يمكن أن يكتفي بمثل هكذا رشقات ، فما حدث في دمشق هو إعتداء على سيادة إيران عبر قصف قنصليتها ، وبالتالي لا رد سيقنع أحداً مالم تقم إيران بنفسها ومن داخل أراضيها بضرب داخل وعمق إسرائيل ،لا المستوطنات المحاذية للبنان وسورية، ولا عبر صواريخ الحوثي التي غالباً لا تصل.

إيران أبلغت واشنطن ، وواشنطن بدورها أبلغت إسرائيل بحدود وزمان رد فعل طهران ، وبالتالي لا متغير سياسي ميداني واسع النطاق سيحدث ، وستبقى الضربة مساحيق تجميل للخدوش العميقة الغائرة ،التي أحدثتها عمليات إصطياد إسرائيل المستمر لقياداتها العسكرية في بيروت ودمشق ، حد المس بكرامتها وتدمير صدقية خطابها المقاوم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى