قصص نجاح نسائية في تعزيز السلام وحل النزاعات
كتب:
إيمان اليافعي
أود أن أبدأ بشكر الجميع على الاستحسان الكبير الذي لاقاه المقال السابق الذي نشر في صحيفة شقائق، مما يؤكد أهمية التركيز على دور المرأة في مجتمعاتنا.
كما أنني سعيدة جدًا بقراءة الخبر عن الدورة التدريبية التي أقامها اتحاد نساء الجنوب بعنوان “تطوير العلاقات وحل النزاعات وبناء السلام”. هذه المبادرات ليست فقط ضرورية لتطوير مهارات المرأة، بل أيضًا لدعم التفاهم المجتمعي وتعزيز الروابط الاجتماعية.
أن في عالم مليء بالتحديات والصراعات، تظهر قصص ملهمة لنساء استطعن تحويل ما تعلمنه في الدورات التدريبية إلى أفعال ملموسة تسهم في بناء السلام وحل النزاعات في مجتمعاتهن وهذه المبادرات ليست مجرد نظريات، بل هي خطوات عملية أثرت بشكل مباشر في تحسين حياة الأفراد وإعادة التوازن للمجتمع.
في جنوب أفريقيا، كانت النساء في مقدمة الصفوف عندما اندلعت الأزمات السياسية والاجتماعية خلال الفترة الانتقالية بعد انتهاء نظام الفصل العنصري، لعبت النساء دورًا حاسمًا في بناء جسور السلام وفقًا لتقرير صادر عن الأمم المتحدة، فإن مشاركة النساء في مفاوضات السلام زادت احتمالية استدامة الاتفاقيات بنسبة 35%. على سبيل المثال، قادت الناشطة ألبرتينا سيسولو حملات لدعم التعليم والرعاية الصحية، مما ألهم جيلًا من النساء للعمل من أجل مستقبل أفضل لوطنهن.
أما في رواندا، التي شهدت واحدة من أكثر فترات الإبادة الجماعية دموية في التاريخ، فقد كانت النساء الروانديات مفتاحًا رئيسيًا في إعادة بناء الدولة بفضل جهودهن، تحولت رواندا إلى واحدة من الدول الرائدة في مجال التمكين الاقتصادي والاجتماعي للمرأة. تمثّل هذه النجاحات إنجازًا تاريخيًا يعكس قوة الدور الذي يمكن للمرأة أن تلعبه في مجتمعاتها.
رسالة إلى المجتمع: لا شك أن نجاح هذه المبادرات يتطلب دعمكم ومشاركتكم فالنساء والرجال معًا يشكلون قاعدة صلبة لتحقيق السلام والتنمية و دعمكم للمرأة ليس فقط تعزيزًا لها، بل هو استثمار في مستقبل مجتمع متماسك يسوده العدل والمساواة.
وحيث إن نساء الجنوب في دولتنا، كما هو الحال في جنوب أفريقيا ورواندا، يمتلكن القوة والإرادة لإحداث التغيير إنهن مستعدات لتحويل ما تعلمنه إلى مشاريع وأعمال تعزز السلام وتحقق التقدم. تجاربهن ليست بعيدة عنكم، ويمكنكم أن تكونوا جزءًا من هذا التغيير عبر دعمهن والعمل معهن من أجل مستقبل أكثر إشراقًا للجميع.
تعد قصص النجاح هذه مصدر إلهام ليس فقط للنساء، بل للمجتمع بأسره. يجب أن نسعى جميعًا لتسليط الضوء على مثل هذه الجهود، لأنها تساهم في بناء جسور جديدة للتفاهم والتعاون بين الجنسين، مما يسهم في تحقيق الاستقرار والتقدم.