“أيها الفرعون” نحن ملحك وسكرك ..!

كتب:
محمد العولقي
هلا توقفت قليلا أيها الفرعون عن الطيران لنحتفي بك نحن بني جلدتك..ملحك وسكرك..؟
آن لنا أن ننصب لك هرما رابعا ينتهي بمركب شمس لا تعرف الكسوف..
آن لنا أن ننحت قصيدة غجرية على تمثالك..فلست أقل شأنا من ثوار النهضة..
وحدك يا صلاح من يقلم مشاعرنا.. يكنس كل ما ترسب في نفوسنا من مؤاخذات..حسك لا يتغير.. كأنه جبل لا نعرف عمق أوتاده..
طبيب فرعوني..فنان في تحنيط الأرقام..قدم ذهبية تتحدث بلغة هيروغليفية حيرت كل حوريات أوروبا..
الفنان محمد صلاح..شيء من سلطنة كوكب الشرق..شيء من ألحان بليغ حمدي..شيء من شجن حنجرة العندليب الأسمر..هو كوكتيل فن..تجد داخله الرسام والمغني والأديب والشاعر..
من حقي أن أخرج لساني لعجم لا يرون فينا سوى أورشليم..هذا الفاتح الكروي صلاح..هويته فرعونية..لسان زاجل..أنفاسه تعبق بعطر قصائد شعراء المعلقات..
هو تأبط شرا..لأن خطواته سريعة واسعة..قدم تزن التصويب نحو الهدف بأوقيات الزئبق..
هو عنترة العبسي..الرماح في صدره كأنها أشطان بئر في لبان الأدهم..
هو متنبي عصره..لكنه لم يسأل بأي حال عدت يا عيد..؟
محمد صلاح.. إشهار عربي ليس كأي إشهار..
لقب آخر انتزعه من الأفارقة..لقب يتكلم بلغة صلاح..الهداف التاريخي لقارة أفريقيا في دوري أبطال أوروبا برصيد 45 هدفا..
هو الفاتح على ضفاف ذات الصواري..غمد..رمح..سيف مسلول..يكسب جولة فيحيل أرقام غيره إلى هشيم تذروه الرياح..
ديديه دروغبا وبقية السحرة الأفارقة..انحنت أرقامهم أمام سحر هذا الفرعون..
أسمع كوكب الشرق تغني للفاتح صلاح:
هذه الدنيا كتاب..أنت فيها الفكر..
هذه الدنيا ليال..أنت فيها العمر..
هذه الدنيا عيون..أنت فيها البصر..
هذه الدنيا سماء..أنت فيها القمر..